Friday 20 June 2025
سياسة

كريم مولاي: هكذا ردت العصابة الحاكمة في الجزائر على الدول الافريقية التي انفتحت على المغرب

كريم مولاي: هكذا ردت العصابة الحاكمة في الجزائر على الدول الافريقية التي انفتحت على المغرب

يرى كريم مولاي، الضابط السابق في المخابرات الجزائرية، الذي يعيش في منفاه ببريطانيا، أن أسباب اقتصادية دفعت الجزائر إلى نهج سياسة الطرد تجاه المهاجرين من دول جنوب الصحراء.وقال  لـ"أنفاس بريس" في هذا الحوار،  أن الجزائر اليوم على اعتاب انفجار اجتماعي غير مسبوق:

+ كيف تقرأ عملية طرد الجزائر للمواطنين أفارقة من دول جنوب الصحراء؟

++ طرد السلطات الجزائرية للمهاجرين الأفارقة  تعكس هاجس الخوف والرعب الذي اصبح يقض مضاجع النظام الحاكم، في ظل استمرار التقارير الامريكية التي تتحدث عن ان الجزائر تتهيأ لمواجهة عواصف سياسية شبيهة بتلك التي اندلعت في تونس وعدد من الدول العربية قبل ستة أعوام، قبل ان تعيد الخارجية الامريكية تحذير راعيها في الجزائر عبر سفارتها من زيارة بعض المدن الجزائرية تحسبًا لأي مخاوف أمنية، وهذه تقارير اثارت حفيظة النظام الحاكم، فأصدر بيانا يعكس هذا الانزعاج.

كما تعكس الخطوة الجزائرية طبيعة الأزمة الاقتصادية التي تعيشها الجزائر، وأن ميزانية الدولة فضلا عن التحديات الأمنية التي تعيشها على مختلف حدودها سواء مع المغرب أو مع ليبيا أو مع تونس أو مع مالي، لم تعد تسعفها بتحمل مسؤولية الآلاف من المهاجرين.

أما السبب الأعمق فيتعلق برد جزائري مباشر على بعض الدول الافريقية التي انفتحت على المغرب، والتي ابدت رغبة في فتح علاقات اقتصادية معها، مثل نيجيرية، ومدغشقر وإثيوبيا وغيرها...

+ وما هي قراءتك لمقتل الصحفي الجزائر محمد تامالت ومن وراء هذا الفعل؟

++الراحل محمد تامالت رحمه الله، هو ضحية لاندفاعه وصدقه ليس فقط في التعبير عن رأيه وإنما في توصيف حقيقة الفساد الذي يخترق مؤسسات الحكم الجزائري، اذا جاز الحديث عن مؤسسات.

عملية القتل التي تعرض لها تامالت رحمه الله من قبل زبناء العصابة الحاكمة التي كان قد كشفها هو نفسه في تدويناته عبر الفايسبوك قبل ان يعود الى الجزائر صيف العام الماضي.

وحسب مصدر موثوق من الجزائر كان قريبا جدا من ملف تامالت فإنه أكد لي أن المرحوم تامالت تعرض للعذاب منذ اليوم لاعتقاله وتم تحويله الى سجن القليعة كان بطلب من القيادات التي سجنته، وأنهكان في زنزانة انفرادية  باردة وكان يترك عاريا لساعات، وعمد الحراس بأوامر فوقية الى ايقاظ محمد تامالت كلما حاول النوم، كماتم تعذيبه من طرف الحراس وضربه على رأسه وتركه بدون علاج...

الاخطر أن في سجن القليعة تلقى محمد تامالت زيارات في زنزانته الانفرادية وهذه الزيارات كانت من طرف أبناء القايد صالح والشريف عبد الرزاق وآخرين وكانوا يعذبون تامالت لأنه فضحهم وقد عرف تامالت كل أنواع التعذيب حتى الاغتصاب.

+ ما هو أفق الجزائر في ظل هذه الأوضاع رجل مريض، طرد الأفارقة، قتل صحفي...من المسؤول ؟

++الجزائر اليوم على اعتاب انفجار اجتماعي غير مسبوق، فمعظم ولايات البلاد تعيش احتقانا سياسيا واجتماعيا بسبب الصعوبات الاقتصادية المتفاقمة، وأيضا بسبب عدم وجود سياسات تنموية عادلة ومتكافئة، فضلا، عن استفحال داء الفساد الذي غدا سرطانا غير قابل للتوقف بالجزائر.

لكن الأدهى والأمر من ذلك أن البلاد تعيش في ظل استمرار الغموض الذي يخيم علي صحة رأس الدولة، وعدم وضوح الرؤية لنا بعد الرئيس الحالي، الذي تقول كل التقارير أنه لن يبرح الرئاسة إلا إلى القبر.

+ من المستفيد من هذا الوضع؟

أعتقد أن المستفيد الأول من استمرار هذا الوضع هم المفسدون من العصابة الحاكمة في الجزائر أولا،أما الخاسر الأكبر من ذلك فهو الشعب الجزائري الذي أرهقته سياسة الهروب الى الامام وعدم الانشغال بمشاكله اليومية المتفاقمة.

كما أن المنطقة المغاربية أولا ثم الافريقية والأوروبية تخسر هي الآخري من استمرار هذا الوضع، لأنه مدعاة للقلق ودافع للشباب من اجل الهجرة بحثا عن آفاق ارحب.