Tuesday 8 July 2025
مجتمع

البهيج : حلب فرصة للانقضاض على باقي المدن خاصة إدلب و الرقة معقل الدواعش

البهيج : حلب فرصة للانقضاض على باقي المدن خاصة إدلب و الرقة معقل الدواعش

في سياق تنوير الرأي العام حول موجة التباكي من طرف " أنبياء " الإسلام السياسي، أحال موقع " أنفاس بريس" بعض الأسئلة على الفاعل السياسي والنقابي  الاستاذ محمد البهيج، حيث أكد على أن " المخطط كان هدفه توتير ما يسمى الحرب الخلاقة من الداخل لتقويض حركية الأنظمة و هدم مقومات الدولة، لإعادة بنائها من جديد على مقاس النظام الدولي الجديد بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها إسرائيل، الخطة أيضا كانت تقتضي البحث عن التمويل الكافي الذي وجد مرتعه في مساحة دول البترودولار، التي رصعته بسلطة إعلامية رهيبة " الجزيرة وقناة العربية .." جعلت من الدين الإسلامي بوابة لتفجير الوضع. " .... وهذا نص الحوار.

بعد خمس سنوات من التقتيل و الحصار كنتيجة حتمية لما يسمى بالربيع العربي المفتعل، والذي جاء نتيجة رغبة لمن أسسوا وخططوا للتقسيم بمواصفات الشرق الأوسط الكبير بحسب مقترح الإدارة الأمريكية السابقة ( بوش الإبن) و بحسب هندسة كونداليزا رايس لمحاصرة قوى الممانعة ( سوريا، لبنان، إيران) .

المخطط كان هدفه توتير ما يسمى الحرب الخلاقة من الداخل لتقويض حركية الأنظمة و هدم مقومات الدولة، لإعادة بنائها من جديد على مقاس النظام الدولي الجديد بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها إسرائيل، الخطة أيضا كانت تقتضي البحث عن التمويل الكافي الذي وجد مرتعه في مساحة دول البترودولار، التي رصعته بسلطة إعلامية رهيبة " الجزيرة وقناة العربية .." جعلت من الدين الإسلامي بوابة لتفجير الوضع.

لكن كل هاته المشاريع أو الخطط اصطدمت بجدار الوهم، لأن سوريا تعتبر منطقة جييوستراتيجية بالنسبة لروسيا بوتين، العمق الاستراتيجي لسوريا أرسى دعائم التحول في مجال قرب الانفراج، والرسالة واضحة بالنسبة لكل الدول التي أنتجت الأزمة و ساهمت في هذا الوضع الكارثي، الوضع يختلف الآن، أمريكا لم تعد اللاعب الوحيد في مجال العلاقات الدولية، والدب الروسي استطاع قلب موازين الصراع، الصراع محموم حول طرق التصدير و الاستحواذ على مصادر الطاقة، و سوريا بوابة حقيقية للتموين و منطقة استراتيجية تربط بين آسيا و أوربا، الآن مع قرب السيطرة على حلب الحدودية مع تركيا، يمكن القول أن دول الممانعة استطاعت تقويض مشروع تفتيت الدولة السورية .

 مدينة حلب، عمق استراتيجي له أهمية خاصة بالنسبة للدولة السورية و ثاني أكبر تجمع سكاني بعد العاصمة دمشق وحدودها كانت بوابة لتدفق المحاربين بالوكالة من تركيا، حلب أيضا فرصة للانقضاض على باقي المدن، خاصة إدلب و الرقة معقل الدواعش .

في الأخير يمكن الجزم بقرب الانفراج لأن المجتمع الدولي برمته أصبح متأكدا أن الخطر الأكبر هو الإرهاب لذلك ينبغي ترسيم مقاربة واقعية لمحاربته بعيدا عن التقاطبات و التجاذبات،  وخلاصة القول يمكن أن نقول وبكل وضوح أن الثورات السلمية عندما يقتحمها ويخترقها الإرهاب وفكر الإقصاء والتطرف بكل تقاطباته، لا يمكن أن ينتج عنه سوى المآسي والدمار .