Monday 7 July 2025
مجتمع

د. الوطاسي: ليست كل الأورام مخيفة، وهذه هي الوصفة المشتركة لبداية علاج جميع الحالات

د. الوطاسي: ليست كل الأورام مخيفة، وهذه هي الوصفة المشتركة لبداية علاج جميع الحالات

أرجع عثمان الوطاسي، دكتور في الصيدلة، سبب انتشار أمراض الأورام إلى عوامل غذائية وهرمونية وجينية، موضحا في حوار مع "أنفاس بريس" كون الحديث عن هذه الاختلالات التي تحدث في بعض أجهزة الجسم لا تعني دائما كونها خبيثة أو سرطانية، وإنما من الممكن أن تكون حميدة ويكفي معها إجراء الاستئصال للتخلص منها نهائيا.

+ لا شك في أن العدد كثير لحالات فوجئت فيها أسر بإصابة أحد أفرادها بورم ما. هل يمكن أن تُبسط لنا المقصود بهذا المرض؟

- لن أخفيك بأن التطرق لموضوع الأورام غاية في التعقيد لكونه يرتبط بتشعبات مختلفة، منها ما هو هرموني وغذائي وجيني وفيروسي. لكن وبشكل عام يتولد عن نمو كبير و"فوضوي" لخلايا معينة، مما يتسبب في اختلالات يسهل معها نقص وضعف القدرات المناعية للجسم. وبحكم تخصصي، يمكن أن أؤكد انتشار هذه الحالات في السنين الأخيرة نتيجة التحول الذي طرأ على عاداتنا الغذائية، واستفحال مظاهر التلوث إلى جانب الضغوطات المتزايدة لمتطلبات الحياة. لذلك، أصبح لا يمر يوم أو يومين دون أن نستقبل شخصا بوصفة طبية تشير إلى هذا الداء الذي، بالمناسبة، يمكن أن يصيب مختلف الأعضاء مع تفاوت درجات الخطورة طبعا.

+ وأنت تلمح إلى معطى الخطورة، ربما ما يزعج هو كوننا اعتدنا ربط الورم بالسرطان..

- هذا صحيح.. وبقدر ما أؤكد هذه العلاقة أشدد في المقابل على أن خطورة مرض السرطان لم تعد كما كانت عليه الوضعية سابقا. إذ مع التقدم الطبي شفيت حالات لا تحصى، خاصة لما يكون الكشف عن المرض مبكرا. ومن جهة أخرى لابد من التنبيه إلى أن ليست كل الأورام سرطانية أو خبيثة، وإنما منها أيضا الحميدة التي لا تعرف الانتشار، حيث إذا ما تم علاجها انتهى المشكل نهائيا دون الخوف من إمكانية الانتقال إلى أعضاء أخرى، علما أن من أكثر الأجهزة إصابة هناك البروستات والقولون والثدي والرئة والرحم. وكيفما كان موضع الداء، أحث على ضرورة التخلي عن الأفكار المحبطة واليائسة أحيانا لما تحدثه من تشويش على مفعول الأدوية الطبية، إذ حيثما يوجد أمل فهناك حياة.

+ يستشف من كلامك مكانة العامل النفسي المهمة في هذا الأمر..

- أكيد، فللجانب السيكولوجي شأن مؤثر وبشكل قوي. وهنا يبرز دور المحيط الأسري بالخصوص على أساس مسؤوليته في التعامل مع المريض بنحو طبيعي ومن غير تمييز بينه وباقي أقربائه الأصحاء. فتلك هي الوصفة المشتركة بين جميع الحالات والخطوة الأولى لبلوغ هدف الشفاء، إلى جانب الالتزام طبعا بالبرنامج العلاجي كما ينصح الطبيب تماما. وعلى ذكر أمر الالتزام يبقى الانتباه مفروضا أكثر من طرف المصابين ببعض الأمراض الأخرى حتى لا تستفحل المعاناة، ومنها أمراض الغدد الصماء التي قد يؤدي التهاون في التعامل معها بطريقة صارمة إلى ظهور أورام كما هو حال الغدة الدرقية والنخامية.