تحتضن مدينة مكناس في الفترة الممتدة من 2 إلى 7 دجنبر، الدورة الأولى لمهرجان مكناس، وهي مناسبة هامة للترويج للتراث المادي الذي تزخر به مدينة مكناس، حسب المنظمين. "أنفاس بريس" التقت أسماء خوجة، نائبة رئيس جماعة مكناس المفوضة في الشأن الثقافي والاجتماعي والرياضي، فكان معها الحوار التالي :
+ تحتفلون بالذكرى 20 لتصنيف مكناس كتراث عالمي، كيف يمكن استثمار هذا الحدث للترويج للمقومات السياحية والحضارية التي تزخر بها مدينة مكناس؟
- نحتفل اليوم بتصنيف مكناس كتراث عالمي، وبطبيعة الحال فهذا التصنيف فيه نوع من الالتزام وأوله محافظة مدينة مكناس على المعالم الأثرية التي تم تصنيفها من طرف منظمة اليونسكو عبر الصيانة الدائمة دون إحداث تغيير في طبيعة هذه المعالم.. من جانب آخر نتحدث اليوم عن كون مكناس تزخر ب 10 في المائة من التراث المادي للمملكة، فلا يعقل أن لا تستفيد منها وأن لا توظفها ونحن نعتبر إطلاق "مهرجان" مكناس كإنطلاقة كي تضع مدينة مكناس خطة للاستفادة من هذا التراث المادي بشراكة مع باقي الشركاء الآخرين وجميع المتدخلين. واليوم من خلال "مهرجان مكناس" حاولنا ملامسة أهم الأشياء، فأولا نتحدث عن التراث المادي الذي تم ترتيبه، مع ضرورة الإشارة إلى أنه لم يتم تصنيف كل التراث المادي لمدينة مكناس.. ونحن نود أن نفسح المجال أمام تصنيف هذا التراث الذي لم يتم تصنيفه، وأيضا فتح قوس آخر وهو التراث اللامادي والذي سنتحدث عنه من خلال التصوف والذي نحن بحاجة أيضا إلى تصنيفه، كما نود من خلال هذا المهرجان تعريف المواطن المكناسي والمغاربة بصفة عامة والأجانب بمجموعة من الأشياء التي تزخر بها مدينة مكناس والتي ننظر إليها كجوهرة اعترتها الأتربة مما جعلها لا تظهر بالشكل المطلوب، ونحن بحاجة إلى نفض الغبار عنها كي تستعيد مكناس مكانتها الحقيقية. فإذن لابد من تكاثف جهود جميع المتدخلين كي تتحول مكناس إلى مدينة إقامة وليس مدينة عبور. ونحن نركز من خلال هذا المهرجان على محاولة إبراز هذا التراث المادي وكذا التراث اللامادي من خلال برمجة ندوات علمية مع باقي الشركاء الآخرين وعلى رأسهم جمعية مكناس للتراث، وسيكون للجمهور موعد مع أول ندوة علمية صباح يوم غد السبت بهري السواني وستتمحور حول اقتصاد التراث، حيث سيتم بحث سبل ضمان استفادة مكناس من هذا التراث، أما في الندوة الثانية التي ستنظم بشراكة مع هيئة المهندسين المعماريين فسيتم التطرق للعلاقة بين المدينة والتراث، كما برمجنا ندوة أخرى حول التصوف علما أن مدينة مكناس من المدن التي تزخر بعدد هائل من الأضرحة والزوايا ودور الزوايا عبر التاريخ لا ينكره أحد في الجانب التربوي، وفي الجانب العلمي، وأيضا في مقاومة الاحتلال.. وهذه الأدوار لا يمكن تغافلها وسيكون المهرجان مناسبة للتطرق لتاريخ التصوف في مدينة مكناس على أن يكون مسك الختام هو الحديث عن السلطان المولى اسماعيل، لذا كان لابد من وقفة تهم مرحلة المولى اسماعيل من خلال ندوة ستعقد بشراكة مع جامعة المولى اسماعيل، حيث ستتم استضافة مجموعة من المتدخلين الذين سيتطرقون لفترة حكم المولى اسماعيل، كما سيقدمون نماذج من بعض ظهائر المولى اسماعيل، وجوانب من التسامح والتعايش الديني في فترة المولى اسماعيل، إضافة الى التطرق لشخصيته وتاريخه..
+ ماذا عن بعض الأنشطة الموازية التي سيعرفها مهرجان مكناس؟
- يتضمن مهرجان مكناس أيضا إقامة معارض، حيث سيكون أهم معرض هو معرض ذاكرة مكناس والذي سنقدم من خلاله مجموعة من المخطوطات والوثائق وكذا أرشيف بلدية مكناس منذ عام 1913، بالإضافة الى جزء من الأرشيف يتطرق لفترة حكم المولى اسماعيل، وستوضع المخطوطات وكذا قرارات بلدية مكناس السابقة رهن إشارة الباحثين وكل المهتمين، إضافة الى معرض الصناعة التقليدية الذي سيمكننا من إبراز عدد من الحرف والمهن التقليدية الذي تتميز بها مدينة مكناس، إلى جانب معرض الزيتون بشراكة مع مؤسسة شجرة الزيتون تنمية مكناس، حيث ستقدم عدة عروض تستهدف الناشئة وكذلك الكبار (مراحل استخراج زيت الزيتون، عرض مشروع الطاقة النظيفة انطلاقا من نفايات الزيتون الذي قدم في كوب 22) وكذلك الطبخ المكناسي، فلا يمكن أن يزورنا الزوار دون ان يتذوقوا الطبخ المكناسي والشهيوات المكناسية. وكذلك السهرات الفنية، حيث ستكون أول سهرة اليوم الجمعة مع الفنان عبد الوهاب الدكالي، وهي أول مرة يغني فيها عبد الوهاب الدكالي بمدينة مكناس، وساكنة مكناس لها حقها في هؤلاء الفنانين الذين أعطوا للمملكة الشيء الكثير، أما السهرة الثانية فستكون محلية بالأساس بحضور جوق الملحون المكناسي ومشاركة فنانين مكناسيين، وأيضا التراث العيساوي والحمدوشي، في حين ستكون السهرة الثالثة أندلسية بمشاركة جوق النهضة المكناسي الأصيل برئاسة الفنان أنوار برادة، واستضافة الفننان الشاب مروان حاجي. السهرة الرابعة صوفية وستحييها النخبة الوطنية للمديح والسماع وسيترأسها علي الرباحي، وبالمناسبة هذه النخبة الوطنية ستضم منشدين ينتمون لأكثر من 10 مدن مغربية بما فيها مدينة مكناس، كما سيكون موعد الشباب ومختلف فئات المجتمع مع الفنانة المحبوبة سعيدة فكري التي تتميز بأغاينها الهادفة وموسيقاها الهادئة التي تخاطب الوجدان. السهرة الختامية ستكون مع الفنان الوطني المدافع عن قضايا الوطن، الفنان نعمان لحلو، كما أن لمدينة مكناس الحق في الاستمتاع بأغاني فنانين عالميين، حيث سيحيي السهرة الختامية الفنان سامي يوسف بالقاعة المغطاة وستكون الدعوة مفتوحة أمام عموم الساكنة.
+ تسعون إلى تصنيف التراث اللامادي، فما هي سبل ذلك؟
- اليوم دورنا هو الاستفزاز، نحاول استفزاز جمعيات المجتمع المدني كيف تشتغل على هذا المجال، ونحن مستعدون من أجل مواكبتهم ومصاحبتهم مع باقي الشركاء الآخرين وعلى رأسهم المديرية الإقليمية للثقافة، حيث قدموا لنا وعودا بتنظيم دورات تكوينية لفائدة الجمعيات المهتمة سواء فيما يتعلق بالتراث المادي أو اللامادي، علما أن هذه العملية تهم الجمعيات بالأساس والتي يمكنها بعد ذلك بتنصيف التراث من طرف منظمة اليونسكو .
+ تستضيفون خلال أول دورة لمهرجان مكناس الفنان سامي يوسف، فهل تسعون إلى العالمية على غرار مهرجان كناوة بالصويرة؟
- نحن لا نسعى إلى العالمية، بل غايتنا الأساسية هو القول أن مكناس تستحق أيضا نصيبها من حضور الفنانين العالميين والفنانين المغاربة وكذا الفنانين المحليين، فمكناس بطبيعة الحال تزخر بعدد كبير من الفنانين، حيث صادق مجلس جماعة مكناس بدءا من فبراير 2016 على برنامج للأنشطة الثقافية والفنية والرياضية، إضافة الى برنامج للأنشطة يتضمن نشاط كل شهر، وأنشطتنا الثقافية كانت دائما تحييها معنا فرق من الفنانين المحليين. وأعتقد أن مهرجان مكناس يشكل أول مناسبة ننفتح فيها على فنانين من خارج مدينة مكناس، وأنا أؤكد أن من حق مكناس التعرف على فنانين آخرين سواء على المستوى الوطني أو العالمي .
+ ماذا عن دوركم للنهوض بالقطاع السياحي بمدينة مكناس؟
- نحن اليوم نقول أن ما تزخر به مدينة مكناس يسمح لها كي تكون من المدن الأولى من حيث عدد السياح سواء منها السياحة الداخلية أو الخارجية.. للأسف هذا الأمر مازال متعثرا شيئا ما ونحن نعمل كجماعة بتنسيق مع باقي الشركاء على تدليل جميع الصعاب مع أي مستثمر من أجل إنجاز أي مشروع أو استثمار يساهم في الترويج للمدينة فيما يخص الجانب السياحي، فكانت الخطوة الأولى هي تيسير الجانب الإداري من خلال الشباك الوحيد، كما نعمل على تيسير المساطير على المستثمرين، بل الأكثر من ذلك أن موظفي الجماعة يعملون إلى جانبه خارج أوقات العمل من أجل تيسير الصعاب أمامهم في نطاق ما يسمح به القانون وسنكون دائما رهن إشارة المستثمرين وخصوصا في الجانب السياحي.