الأحد 28 إبريل 2024
خارج الحدود

دونالد ترامب يدخل البيت الأبيض على جثة باراك أوباما

دونالد ترامب يدخل البيت الأبيض على جثة باراك أوباما

بفوز دونالد ترامب تكون قد انتهت أسوا حملة انتخابية في تاريخ الاستحقاقات الأمريكية، لا لأنها حملت المرشح الأكثر إثارة للجدل إلى البيت الأبيض، ولكن لنوعية ومستوى النقاشات التي تمت بين المتنافسين الرئيسيين من حزبي الفيل والحمار. التوصيف الذي نسوقه هنا ليس ابتكارا خاصا، ولكنه الخلاصة التي أقرها العديد من محللي ومتابعي هذا الاستحقاق الكبير الذي يمنح السلطة للرئيس الأمريكي الخامس والاربعين.

الذين أقروا بذلك يستندون إلى المعطيات التالية:

- لقد نزل مستوى النقاش في هذه الحملة إلى أسفل درك غير مسبوق من حيث الاتهامات التي مست الأعراض من هذه الجهة أو تلك.

- لم تشمل محاور النقاش الموضوعات الحيوية التي ينتظرها المواطن الأمريكي من قبيل تصورات بناء أمريكا من جديد، وصيغ مواجهة التحديات الداخلية والخارجية. لكنها عوض ذلك سارت باتجاه تتفيه الخصم وموضعته ضمن قفص الاتهام. كانت سهام كلينتون متجهة إلى تصيد أخطاء وخطايا ترامب المتعلقة بالموقف من المرأة والأقليات والأجانب. وكانت سهام هذا الأخير متجهة إلى تصيد أخطاء وخطايا كلينتون بخصوص الرسائل الإلكترونية التي يتقاطع عندها الشخصي والعمومي، إضافة إلى الفشل في حل الكثير من ملفات الصراع في الشرق الأوسط وباقي مناطق العالم .

- الحملة كانت كذلك شعاراتية وانفعالية أكثر منها مناسبة للتنافس حول البرامج والسياسات العمومية.

اعتبارا لذلك ذهب أحد المحللين إلى القول بأن الديمقراطية الأمريكية مصابة بأعطاب جمة في مقدمتها انصياعها إلى الخطابات الشعبوية التي لا تبني مستقبلا ما لأمريكا.

أما على مستوى النتائج فترامب لم يفز فقط بمقعد البيت الأبيض، ولكنه خول لحزبه الجمهوري فرصة الأغلبية في مجلس الشيوخ والسيطرة الكاملة على الكونغرس، الأمر الذي سيمتعه بسلطات واسعة، ويطلق يده في كل الملفات.

ومع ذلك فنفس المحللين لا يتصورون تغييرا جذريا في تعامل أمريكا مع العالم لسبب بسيط يتمثل في كون التوجهات العامة للسياسة الأمريكية لا يصنعها الأشخاص ولكن المؤسسات.

يبقى التأكيد على أن انتصار ترامب لا يعني فقط هزيمة هيلاري، ولكنها هزيمة باراك أوباما أيضا، وإقرار بفشل حصيلته في الحكم.