Sunday 6 July 2025
مجتمع

إبراهيم أفروخ: هذا ما يجب على المسؤولين القيام به لإنقاذ ساكنة جهة الساقية الحمراء من الفيضانات

إبراهيم أفروخ: هذا ما يجب على المسؤولين القيام به لإنقاذ ساكنة جهة الساقية الحمراء من الفيضانات

دعا إبراهيم أفروخ، الرئيس المنتدب والمنسق العام لرابطة أنصار الحكم الذاتي بالأقاليم الصحراوية الوزارات المعنية والمجالس المنتخبة بجهة الساقية الحمراء أن تؤسس لتنسيق عملي سريع تتخذ فيه تدابير فعلية وعاجلة تحمي سكان الجهة من الكوارث، خصوصا أن سيول وادي الساقية الحمراء قد جرفت عدد من الألغام الحدودية إلى ضواحي مدينة السمارة والعيون وجماعة فيم الواد وبشاطئ الجماعة معتبرا الأمر أكبر خطر يهدد سلامة المواطنين.
كما تطرق الى مشكل ضعف صبيب الإنترنيت والذي حال دون مواكبة الحدث عبر المواقع الإلكترونية والشبكات الاجتماعية داعيا شركات الاتصالات الى إعادة النظر في سياستها المتبعة بالأقاليم الجنوبية مشيرا الى أن وسائل الإعلام الموالية لجبهة البوليساريو استغلت الكارثة وجعلتها مادة رئيسية .
+كيف تقيمون حجم الخسائر الناتجة عن الفيضان بمدينة العيون ؟
++قبل تقييم خسائر الفيضانات التي وقعت في مدينة العيون نهاية أكتوبر2016، لابد أن أقدم التعازي الحارة والمواساة الصادقة لعائلة المرحوم "سيدي أحمد بن سيدي" الذي فُقد وزوجته وإبنتيه، وكل عائلات الضحايا والمفقودين في هذه الفيضانات الأليمة، التي خلفت حقيقة خسائر بشرية ومادية بليغة. مدينة العيون عاصمة الصحراء انقطعت عن العالم الخارجي طيلة ثلاثة أيام وعطلت بها شبكات الاتصالات وضلت معظم أحياء المدينة بلا كهرباء، وتحطمت قنطرة سد المسيرة وقنطرة الطريق الوطنية رقم 1 الرابطة بين شمال المملكة وجنوبها وانقطعت طريق طرفاية الساحلية والطريق الثانوية نحو مدينة السمارة وبعد سبعة أيام تم استعمال طريق السمارة نحو طانطان ومدن شمال المملكة بشكل منقطع، لقد عُطّلت حينها كل الرحلات السفرية والتنقلات التجارية وتجمعت مئات الحافلات والسيارات والشاحنات المحملة بالسلع عبر مدينة العيون وضاعت البضائع وفسدت بسبب مدة الكبيرة لانقطاع كل الطرقات.
فيضان واد الساقية الحمراء خلّف خسائر بشرية وأيضا مادية كبيرة بجرفه لعدد كبير من رؤوس الإبل والأغنام وأطنان من الأعلاف بل جرف ضيعات بأكملها وحطّم مشروع ضخم دشنه الملك العام الماضي بجماعة "فيم الواد" وعزل أيضا فندق ومنزل الوالي وعدة بنايات بالجماعة.
+الفيضان تسبب في وفيات ونفوق قطعان الماشية ، وقطع الطرقات وبالتالي عزلة مدينة العيون فكيف يمكنكم تقييم دور السلطات الإقليمية في مواجهة هذه الكارثة الإنسانية ؟وهل كان تدخلها يوازي حجم الكارثة أم يستلزم تدخل مركزي ؟
++لا يمكن لأحد أن يُنكر ما قامت به المصالح المعنية من جهد لمواجهة هذه الكارثة، فهذه الفيضانات لم تشهدها جهة الساقية الحمراء منذ 50 سنة تقريبا، ومباغتة الفيضانات للساكنة والسلطات خلق بعض الإرتباك بين المصالح المعنية خصوصا في تنفيذ بعض الإجراءات الإحترازية اللازمة لتأمين الأرواح والمنشأة، ومع ذلك فالسلطات المعنية قامت بإخلاء عدد من المنازل المجاورة للوادي ومنعت المواطنين من الاقتراب من أماكن الخطر، فرغم أن تدخل السلطات لم يكن معبئا بالشكل الكبير إلى أن المهم في هذه الحالة هو أن جميع العناصر التابعة للمصالح العمومية تعاملت بمهينة فائقة لمنع كارثة أكبر من هذا الحجم.
+كيف يمكن الحد من مخاطر فيضان واد الساقية الحمراء وما هي التدابير التي يمكن اتخاذها في هذا الإطار وهل يستلزم الأمر بناء مزيد من المنشآت المائية ؟ وماذا عن التدابير التي يمكن اتخاذها لحماية السكان من مخاطر الفيضان ؟
++الفيضانات أو الكوارث الطبيعية لا يمكن لأحد تقدير حجمها كي يضع حدا لمخاطرها، فقط يجب على المصالح التقنية أخد الدروس والعبر، فإنشاء مشاريع ضخمة وضيعات فلاحية وبناء منازل بواد الساقية الحمراء يعتبر أمر غريب ولا يمكن لأحد أن يستوعبه، طبعا يجب أن تُتخذ تدابر عملية وفعلية من بناء سدود إضافية وإنجاز قناطر بجودة ومواصفات عالية ليس كالتي حطمتها السيول في الدقائق الأولى من الفيضان.
يجب على الوزارات المعنية والمجالس المنتخبة بجهة الساقية الحمراء أن تؤسس لتنسيق عملي سريع تتخذ فيه تدابير فعلية وعاجلة تحمي بالأساس سكان الجهة، وتجند كل إمكانياتها من أجل مواجهة مثل هذه الكوارث، خصوصا وأن السيول الأخيرة قد حولت عدد من الألغام الحدودية إلى ضواحي مدينة السمارة والعيون وجماعة فيم الواد ومن المتحمل أن تكون أيضا بشواطئ الجماعة وهذا أكبر خطر يهدد سلامة المواطنين.
+لوحظ عدم تجاوب ساكنة مدن الشمال مع الكارثة التي عرفتها العيون بالمقابل لوحظ تعاطف كبير مع قضية مقتل محسن فكري بالحسمية فكيف كان احساسكم بهذا الخصوص ؟ولماذا لم نلاحظ احتجاجات مماثلة تعبيرا عن التضامن مع معاناة ساكنة العيون جراء الفيضان ؟
++قبل أن نلوم إخواننا من ساكنة مدن الشمال فإن جل سكان الجنوب يلومون الإعلام الرسمي لأنه لم يواكب الكارثة ولم يتعاطى معها بالشكل المطلوب، فقد اقتصر في عمله بالتطرق في تغطية جوانب دون أخرى وهذا جعل كل سكان الشمال وغيرهم لا يتجاوبون مع الكارثة التي خلفتها فيضانات الصحراء والتي راحت ضحيتها أسرة صحراوية بكاملها وشخص أخر وعدد من المفقودين، حتى الإعلام البديل والمستقل بالصحراء انقطع عن العالم الخارجي بسبب تعطل شبكات الاتصالات التي يُعتبر صبيبها في مدن الجنوب ضعيفا جدا، وبالتالي لم تصل الحقيقة إلى الرأي العام الوطني والدولي، خلافا لمدن الشمال التي سوّقت بسرعة فائقة وحشدت التعاطف الوطني والدولي مع مقتل شهيد "الكرامة" المرحوم محسن فكري، ومن هذا المنبر أقدم التعازي الحارة لعائلته وساكنة الحسيمة ولكل الأحرار بهذا الوطن.
من جهتها وسائل الإعلام الموالية لجبهة البوليساريو تطرقت للكارثة وجعلتها مادة رئيسية روجتها وفق أهدافها المعروفة وعرفت كيف تستغلها ضد الوحدة الترابية.
لا يمكن لأحد أن يقول أن سكان مدن الشمال لم يتعاطفون مع ضحايا فيضانات الصحراء، الذي يجب أن يشار له هو أن شركات الاتصالات يجب عليها أن تغير سياستها المتبعة بالجنوب وترفع بُخلها عن صبيب الإنترنيت وتجعله بنفس النسبة الموجودة بكل مدن المملكة، كما أن الإعلام الرسمي مطالب هو الأخر بتغيير منهجيته في التعاطي مع أخبار الأقاليم الجنوبية للمملكة.