الاثنين 29 إبريل 2024
سياسة

بنعبد القادر: تأخر تشكيل الحكومة هو هدر للزمن السياسي يجب استدراكه

بنعبد القادر: تأخر تشكيل الحكومة هو هدر للزمن السياسي يجب استدراكه

يعتقد محمد بنعبد القادر القيادي بحزب الوردة في اتصال أجرته معه "أنفاس بريس"، مساء اليوم الأحد أن تشكيل الحكومة هو حلقة من مسار طويل وهذه ليست الحلقة الوحيدة التي تفتقد فيها السلامة فقد سبقتها حلقات كان فيها خصاص من هذا القبيل ، وبالتالي فقد يستغرب المرء من التاحية المنطقية كيف أن الاستقبال الملكي لزعيم الحزب الذي تصدر نتائج الإنتخابات كان بسرعة فائقة حيث كلفه بتشكيل الحكومة ولكن اﻵن مرت عدة ايام على هذا الاستقبال دون أن تظهر معطيات مضبوطة ولا اتصالات ولا جديد حول المشاورات وحول التشكيلة بل والأدهى من ذلك أن هذا- البلوكاج- على ما يبدو لا يتعلق بحوار أو نقاش محجوز حول نقطة معينة أو نقطة برنامجية أو في الهيكلة والهندسة العامة الحكومية، وإنما السائد اﻵن هو اللا حوار.
و يضيف القيادي الإتحادي، لعل الأمر يعود ابتداء إلى أن هذا الوضع غير مسبوق لأنه من خلال مراجعة تاريخ الإنتخابات في المغرب لم يسبق أن افرزت الإنتخابات مثل هذه النتائج المتمثلة في أن حزبا يحصل على عدد مهم من المقاعد وتجعله في منزلة بين المنزلتين بين البحث عن إئتلاف حكومي فيه فرز سياسي ايديولوجي واضح وبين أن يشكل حكومة في وضع مريح ويستكمل تشكيلته من أحزاب أخرى؟!

وهذا وضع إذن غير مسبوق وهو يعكس في رأيي مخاضا فما حصل بعد 7 أكتوبر من إفرازات يمكن أن تستمر خاصة وأن بعض الفرقاء لم يكونوا مهيئين لهذا الوضع ، واعتبر بنعبد القادر أن هذا هدرا للزمن السياسي ينبغي استدراكه في أقرب اللحظات ، فغدا بلادنا ستستضيف حدثا أمميا كبيرا -كوب 22 -والوفود التي ستحضره من الدول الأعضاء في اتفاقية الأمم المتحدة للتغيرات المناخية من المؤكد أنها تستكمل معطياتها عن البلد المضيف ليس على مستوى المناخ وأحوال الطقس، فحسب بل تستكمل هذه المعطيات بما يتعلق بالوضع المؤسساتي وستتساءل عندما تعلم بأن الإنتخابات التشريعية بالمغرب مر عليها شهر من 7 اكتوبر إلى 7 نونبر تاريخ افتتاح كوب 22 وما زالت بدون حكومة !!

ويضيف بنعبد القادر هذا زمن ضائع كما قلت يجب استدراكه فورا وقد عشنا مؤخرا اشواطا مشوقة لتشكيل الحكومة في الجارة الشمالية اسبانيا وكنا نسمع الحديث عن البرنامج وعن المواقف المبدئية ، أما عندنا نحن يردف محدثنا فليس هنالك حديث عن برنامج كما أن هذا الأخير ينبغي أن يوضع اولا ويشكل مبدئي وعلى أساسه يتم التشاور والنقاش وليس بطريقة (واش بغيتي تكون معايا ولا ما بغيتيش )فتغييب مفهوم البرنامج والتوجهات العامة للسياسات العمومية هو إحدى العاهات الكبرى للنظام التمثيلي في المغرب وأظن أنه آن الأوان للانتقال إلى مقاربة أخرى في تشكيل حكومة ضمن استقرار مؤسساتي وفعالية لأن هنالك انتظارات كبيرة للمغاربة وقد شاهدتا كيف أن المسيرات التي نظمت في كل مدن المغرب مؤخرا كانت سلمية وتعبر عن نضج عالي للشعب المغريي الذي خرج بتلك الكثافة وبجماهيرية حاشدة دون أن ينكسر أي زجاج أو تتضرر المصالح والممتلكات العمومية ، فهذا الشعب يستحق أن تتشكل الحكومة في الأسبوع الاول وتظهر الخريطة الأولية والخطوط العريضة لبرنامجها أما إذا بقينا على هذه الحالة وهذا التصور فربما يجب الإعلان عن استنفاذ النفق الإنتخابي في المغرب والتفكير في شيء آخر.