وهذا وضع إذن غير مسبوق وهو يعكس في رأيي مخاضا فما حصل بعد 7 أكتوبر من إفرازات يمكن أن تستمر خاصة وأن بعض الفرقاء لم يكونوا مهيئين لهذا الوضع ، واعتبر بنعبد القادر أن هذا هدرا للزمن السياسي ينبغي استدراكه في أقرب اللحظات ، فغدا بلادنا ستستضيف حدثا أمميا كبيرا -كوب 22 -والوفود التي ستحضره من الدول الأعضاء في اتفاقية الأمم المتحدة للتغيرات المناخية من المؤكد أنها تستكمل معطياتها عن البلد المضيف ليس على مستوى المناخ وأحوال الطقس، فحسب بل تستكمل هذه المعطيات بما يتعلق بالوضع المؤسساتي وستتساءل عندما تعلم بأن الإنتخابات التشريعية بالمغرب مر عليها شهر من 7 اكتوبر إلى 7 نونبر تاريخ افتتاح كوب 22 وما زالت بدون حكومة !!
ويضيف بنعبد القادر هذا زمن ضائع كما قلت يجب استدراكه فورا وقد عشنا مؤخرا اشواطا مشوقة لتشكيل الحكومة في الجارة الشمالية اسبانيا وكنا نسمع الحديث عن البرنامج وعن المواقف المبدئية ، أما عندنا نحن يردف محدثنا فليس هنالك حديث عن برنامج كما أن هذا الأخير ينبغي أن يوضع اولا ويشكل مبدئي وعلى أساسه يتم التشاور والنقاش وليس بطريقة (واش بغيتي تكون معايا ولا ما بغيتيش )فتغييب مفهوم البرنامج والتوجهات العامة للسياسات العمومية هو إحدى العاهات الكبرى للنظام التمثيلي في المغرب وأظن أنه آن الأوان للانتقال إلى مقاربة أخرى في تشكيل حكومة ضمن استقرار مؤسساتي وفعالية لأن هنالك انتظارات كبيرة للمغاربة وقد شاهدتا كيف أن المسيرات التي نظمت في كل مدن المغرب مؤخرا كانت سلمية وتعبر عن نضج عالي للشعب المغريي الذي خرج بتلك الكثافة وبجماهيرية حاشدة دون أن ينكسر أي زجاج أو تتضرر المصالح والممتلكات العمومية ، فهذا الشعب يستحق أن تتشكل الحكومة في الأسبوع الاول وتظهر الخريطة الأولية والخطوط العريضة لبرنامجها أما إذا بقينا على هذه الحالة وهذا التصور فربما يجب الإعلان عن استنفاذ النفق الإنتخابي في المغرب والتفكير في شيء آخر.