السؤال الذي قد يطرحه اليوم الشركاء السياسيون للعدالة والتنمية هو هل لا زال بن كيران يتحكم في “الماكينة ديالو” أم أنه ” تُجُوِّزَ”، السؤال اليوم هل استطاع بن كيران أن يبني حزبا ديموقراطيا من القاعدة إلى القيادة أم أن القيادة تم تجاوزها على مستوى “المحليات” أم أن الأمر كله توزيع أدوار “شي يكوي و شي يبخ”؟ التراشق الإلكتروني بين القيادة “الشرعية” والمدونين وقادة الجيوش يعطي أكثر من مشروعية لأكثر من سؤال.
بن كيران يعيش اليوم أسوأ أيامه بعد أن أصبح النقاش حول تصريف أمور الحزب “علا عينيك أبن عدي”، ألم أقل لكم بأنه خسر لأنه لعب كل الأوراق قبل اللحظة التاريخية.
أردوغان وهو بالمناسبة عزيز على الكتائب وكثير من مدوني العدالة والتنمية يضعون صورة أردوغان على البروفايل مع لازمة “أردوغان سلطان المسلمين”] وهو موضوع مرتبط بالأزمة العالمية لتنظيم الإخوان المسلمين والانقسام الأفقي (القطري / التركي) الذي يعيشه التنظيم ـ المصري الأصل ـ وبداية نشر الغسيل الإخواني على الملأ، رغم أن العدالة والتنمية ليس عضوا رسميا في التنظيم، سنعالجه في حلقة منفصلة حتى نقرب المتتبعين من الموضوع [انتظر 25 سنة قبل أن تحسم المعركة لصالحه.
تبرم الشركاء السياسيين للعدالة و التنمية من صفاقة الجيش و الفرسان و كل صفحات الإسناد الإلكتروني دفع بن كيران إلى أن يخصص لذويه الإلكترونيين تحية خاصة يوم لقائه مع الفريق البرلماني (14/10/2016) ويوم اجتماع المجلس الوطني (22/10/2016) بلغة صارمة حتى يبين لكل الأطراف أن “كلمتو مسموعة” و أنه الآمر الناهي في الحزب، نعتهم بالمداويخ، الصكوعة… حتى يبرىء نفسه سياسيا منهم، و يتحلل من التبعات السياسية لصفاقتهم… و قال بالحرف: ” واش الدري يلاه عندو 16 العام بغا يفتي للدولة و لحزب سياسي في الحكومة آش خصو يدير؟… على هؤلاء أن يعطونا التيساع… أرجوكم إلى نتوما عندكم شي صلة بهاد المخلوقات اللي ما عرفتهاش فين مخبعة قولو ليهم يتهدنو واحد شويش”.
بين يوم 14 أكتوبر و 25 أكتوبر كانت ردود فعل الكتائب تعبر عن رفض الجنود جحود بن كيران و اعتبروا أنفسهم صانعي و أبطال “غزوة مكة” و منهم من كشف عن وجهه و تصالح مع بروفايله الرسمي و دافع عن كل المساهمات المجهولة التي كان يؤثت بها معركة 7 أكتوبر.
كبار المدونين: حتى لا نقول الكتائبيين التي لا يحبونها لكن يستعملها بعض كبارهم و هذا نموذج أحمد الشقيري الديني رجل الإفتاء و التقعيد في الكتاب و السنة لخطوات بن كيران فين ما مال بن كيران كتميل معاه المشروعية في الكتاب و السنة.
ولهذا اخترت عينات من تفاعلات كبار المدونين:
كبار المدونين: حتى لا نقول الكتائبيين التي لا يحبونها لكن يستعملها بعض كبارهم و هذا نموذج أحمد الشقيري الديني رجل الإفتاء و التقعيد في الكتاب و السنة لخطوات بن كيران فين ما مال بن كيران كتميل معاه المشروعية في الكتاب و السنة
عندما أخد النقاش أبعادا كارثية على الحزب ” وبردو كبار المدونين غدايدهم وفشوا قلبهم” تفكروا أن مواقفهم المعلنة تضعف الحزب واختاروا التهدئة.
كما ظهر من خلال “صفحة الفرسان” التي نشرت يوم 20 بيان الهدنة وأضربت عن التدوين يوم 22 قبل أن تعود يوم 25 إلى ما يشبه إعلان حرب على بن كيران. فماذا حدث بين 22 و25 أكتوبر 2016؟
ما قاله بن كيران يوم 14 أكتوبر كان علنيا وما قاله يوم اجتماع المجلس الوطني كان علنيا ومع ذلك كانت الأمور تسير في اتجاه التهدئة فماذا حدث حتى تتمرد “الكتائب على قائدها الأعلى”؟
الموقع الرسمي للحزب لم يعلن إلا اجتماعا للإدارة العامة للحزب التي تنظم اختصاصاتها المادة 43 لكن تكوينها بمقتضى المادة 44 تعطيها أهمية خاصة باعتبار أن بن كيران هو رئيس الإدارة العامة وينوب عنه المدير العام للحزب وتجمع مول الشكارة ورؤساء اللجان المركزية الوظيفية والهيئات الموازية.
فمن يكون هذا الجيش؟
نشأة الجيش الإلكتروني:
على شاكلة أختها صفحة الفرسان، صفحة الجيش الإلكتروني نشأت يوم 31 يناير 2013 تحت اسم الجيش الإلكتروني للدفاع عن بن كيران قبل أن تتحول إلى صفحة الجيش الإلكتروني لمحاربة التحكم في عز الحملة الانتخابية.
صفحة أنشأها بدر الحسوني أحد المحسوبين على تيار دكالة من الحزبيين الذين يشتغلون في شركة الفوسفاط بالجرف لصفر ويتكلف بإدارتها كما يدير معها صفحة ” إتحاد النقابات الفوسفاطية ” وصفحة ” الجديدة سكايلز".
صفحة “اتحاد النقابات الفوسفاطية ” تتخصص في ” مسيح الكابة للسيد الرئيس المدير العام ” و التهجم على قادة الحركة النقابية المغربية و في مقدمتهم نوبير الأموي أستاذ بن كيران أيام كان النوبير الأموي معلم في الرباط.
إنه مخطط استهداف كل رموز النضال من أجل الديمقراطية اللي دخلو عليها ” و لقاوها زيانت ” أين كانو أيام أوفقير و الدليمي و البصري…التحول الديمقراطي في المغرب جا ربما مع نشأة العدالة و التنمية.
حتى لا نقول كما يقول بعضهم أن العدالة والتنمية هي استمرار للحركة الوطنية ووريث شرعي للشهداء وفي مقدمتهم بن بركة كما يقول أحد الكتائبيين فحتى التاريخ تريدونه يريدون الحاضر والمستقبل ولا يحترمون حتى التاريخ.
وفي عرف بدر الحسناوي، مدير صفحة الجيش الإلكتروني، نبيلة منيب ليست إلا مخزنية إنها قمة الصفاقة حتى يقتلوا كل الأمل في النفوس لاختصار الحراك السياسي في ثنائية المصباح والجرار كالنملة والصرار.
وفي المقابل، ” الجديدة سكايلز ” لا تعرف من المرشحين إلا صاحبه في العدالة النائب الخالد في البرلمان المقرئ أبو زيد الإدريسي.
الكتائب تريد التحكم:
في التحالفات
الهاجس الأول لبن كيران اليوم هو تشكيل الحكومة، لقد قام بالجولة الأولى من المحادثات التي من المنتظر أن يختمها بلقاء مع رئيس الأحرار حتى تكتمل عنده الصورة، لكن هناك من لا يريد لرئيس الحكومة “اللي داير حسابو في راسو” (كباقي الزعماء الذين يحتفظون بشيء لهم) أن يحترم شكليات اكتمال الصورة.
بعض قادة العدالة والتنمية خصوصا الشباب منهم اكتملت عندهم الصورة ولهم تصور للتحالفات، قد يكون هو تصور بن كيران وقد لا يكون ولكنهم يريدون أن يكمل الصورة بتصورهم دون انتظار الشكليات حول قضية التحالفات:
عبد العالي حامي وتوفيق بوعشرين مع “الجن” محمد رضى ( كما يلقبه بن كيران) يريدون باختصار تحالفا يجمع العدالة و ما تبقى من الكتلة بدون إعادة أحزاب الأغلبية إلى الحكومة.
قبل الخوض في هيكلة الحكومة وبروفيلات الوزراء ومن يقبل ومن لا يقبل…
من الناحية النظرية المعارضة التاريخية تجتمع في الحكومة وهناك من المدونين من ذهب بعيدا في اعتبار بن كيران استمرار للحركة الوطنية ولتضحية الشهداء وفي مقدمتهم المهدي بن بركة، كانوا يراهنون لاكتمال الصورة أن يستدعي بن كيران نبيلة منيب ليبني الحكومة بالمعارضة التاريخية، لكن يظهر لحد الآن أن بن كيران لا يريد لشگر ويعمل كل ما في وسعه لكي يبعده عن الحكومة حتى لا يتعامل مع شرط “إعطاء رئاسة مجلس النواب للحبيب المالكي”. بن كيران باين داير الخاطر للشباب باش يدفعوا لشگر ينشر بيان يكون فيه أكثر وضوحا…
عبد العالي حامي الدين يعاني من عقدة ” أيت الجيد” وهي العقدة التي ترهن مستقبله السياسي و هو في حاجة إلى حلفاء من هذا النوع قد يحتاجهم في استحقاق دستوري قادم بعد سنة و نصف لمحاصرة “التحكم”، بعد حسم التحالفات تبدأ مرحلة البروفايلات، متابعة الفايس ومساهمة أوجه بعينها نفهم “البلان” و “البلان المضاد” كل واحد وحسابو.
إن دخول الكتلة سوف يضع اليمين والوسط الليبرالي خارج الحكومة وسيمهد للآتي في استراتيجية بعض الإخوان في دفع المرحلة القادمة ليحسموا فيها ما لم تمكنهم منه صناديق الإقتراع في 7 أكتوبر.
فكيف انخرط الجيش والفرسان في معركة ضبط التحالفات؟
يقول بنكيران أنه لا علاقة له بالصگوعة والمداويخ ويطلب منهم أن يعطوه بالتيساع…إنه كلام ما بعد 7 اكتوبر فكيف لصفحات عمومية تحمل هم الدفاع عن الحزب أن تكون غريبة عن الحزب وقادة الحزب يتقاسمون (Partage) منشورات الكتائب على صفحاتهم مند زمن ما قبل 7 أكتوبر.
هؤلاء الذين كانوا محط إشادة وتنويه يصبحون لا شيء بعد هزيمة 7 أكتوبر التي لم يحصل فيها PJD على الأغلبية المطلقة لتشكيل حكومة بلا حليف بلا جوج…
في يوم 19 أكتوبر نشر عبد العالي حامي الدين مقالا عن الكتائب في أخبار اليوم وعندما احتدم الصراع تقاسم جزءا من مقاله على صفحته وكانت التعاليق تشيد بذكائه على الأقل من أجل اتقاء شرهم إن لم يكن
” الاحتماء بهم” واستعمالهم وهكذا كان.
وهكذا كان فالكتائب قصفت أخنوش دفعة واحدة بعد يوم من إعلان العصيان والتمرد على بن كيران بحجة أن أخنوش هو الذي ذكر اسم الكتائب لأول مرة…
و من المنتظر أن يستمر القصف حتى لا يكون أي تحالف مع التجمع و مع الحركة الشعبية ليتم تحرير الحكومة بالكامل كي يأخد العدالة و التنمية ” ISO” الإنتماء للصف الديموقراطي ليمحي مخلفات الحملة التي استهدفت الجميع و يعطي لنفسه مشروعية الانتماء للأحزاب ذات المشروعية التاريخية التي فقدت امتداداتها الجماهيرية، حتى تموت في حضن الحكومة أو تنتعش تحت جلباب بنكيران و في كلتا الحالتين لن يواجه الحكومة إلا أحزاب رجال الأعمال…و جزء من اليسار الصاعد الذي يفتقد لحد الآن رغم، قوة خطابه، إلى الرافعات التنظيمية و الإعلامية من أجل مواجهة العدالة و التنمية جماهيريا، إن لم ينجر هو الآخر في خطاب الهوية و الهوية المضادة التي تعطي زخما للعدالة و التنمية للنيل من خصومه.
أن تنشر الكتائب المنتوج الإلكتروني للقيادة هذا أمر طبيعي، لكن أن يعيد القادة نشر ما يكتب في الصفحات العامة للكتائب فهذا أمر لا معنى له غير التبني السياسي والاحتضان التنظيمي وأشياء أخرى بتبعاتها السياسية.
الكتائبيون يلمحون إلى أن الإهانة التي تعرض لها مصطفى بابا يوم 24/10/2016 من طرف بن كيران هي سبب القطيعة بين الكتائب وبنكيران.
صفحة الجيش الإلكتروني يديرها ابن العدالة والتنمية بدر الحسناوي الذي يعرف بقية كتائب بن كيران…وإن كان أن بعضهم كشف عن وجهه بعد إعلان الحرب في 25 أكتوبر كحال هشام الحرش الذي كان أول من أطلق الحملة على أخنوش…وخانه أن ما كتبه نقل بعدها إلى واجهة الجيش الإلكتروني مع سطر مضاف…
لكنه كان أكثر ” المدونين الكتائبيين” وضوحا عندما ذكر الجميع بصورة جامعة مانعة للنواة الصلبة للمتطوعين أيام القحط للذين عاشوا البداية مع الحركة بمنطقة السطيحات بالشاون ” زمن المعقودة ” ( أو بسطيلة المغرب العميق ) حتى يذكر الوزراء و البرلمانيين و أعضاء الدواوين و السفراء و المدراء الذين تنكروا لهم سياسيا هذه صورتنا، مع توضيح أن عمر الصنهاجي اعتبروه باع الماتش بعدما كان من جنيرالات الجيش الذي تنكر له قائده العام و جلده أمام الملأ.
صورة نواة الكتائب
في اختيار أعضاء الحكومة:
الحملة التي قادتها الكتائب ضد وزير الأوقاف أربكت حسابات بن كيران فحتى ولو كان يريد مغادرة التوفيق فالمسألة اليوم أصبحت مستعصية…
لأن بعد 7 أكتوبر أصبح هامش مناورة بن كيران ضيقا مما كان عليه من قبل، الرحابة التي كانت يتعامل بها مع التسرب اللطيف لا أظن أنها سوف تستمر.
وزير الأوقاف هل من المفروض أن يكون حزبيا، هل التدبير الإداري والمالي لأماكن العبادة
) الأوقاف) و الإشراف على الخطباء و الأئمة جزء من السياسة الحكومية أم هو مجال التدبير الخاص بإمارة المؤمنين؟
أظن أن سؤال الهوية بتفاصيله التي أوصلتها المحليات وأصحاب الحملة الانتخابية إلى المواطنين باسم العدالة والتنمية ودعوة الأئمة والخطباء والقيمين الدينيين للتصويت لصالح العدالة والتنمية مقابل ” ترحيل أحمد التوفيق… “.
يجعلنا نطرح السؤال حول الدور السياسي للأئمة والخطباء خارج إمارة المؤمنين، فالمساجد والجوامع لا يمكن أن تكون ملحقة للأحزاب السياسية، لأن الإخلاص لدين الله كدين لجميع المغاربة يقتضي
” التحييد السياسي ” لكل آليات تأطير المجال الديني حتى تبقى بعيدة عن تجييش الأحزاب وعن الفرقة حول الدين…وهذه مسؤولية إمارة المؤمنين ولا دخل للكتائب وغير الكتائب فيها لأنها حتى ولو كانت شأن حكومي فالاختصاص حسب الدستور يعود إلى رئيس الدولة.
ويكفي العدالة و التنمية أنهم و باقي الجماعات تسربوا إلى الآليات لجر الإسلام و ربطه انتخابيا و سياسيا بهذه الجماعة أو تلك من بين حسنات هذا الإنزلاق أنه عرى بالكامل تصور الإخوان ( إخوان بن كيران ) للهيمنة على مجالات محفوظة لسلطة تدبرها بعيدا عن منطق الفرقة.
الأوجه التي حازت ثقة ” الكتائب ” كلهم فضلاء لكنهم يفضلون حزبهم على دين الجميع و منهم سعد الدين العثماني و المقرئ أبو زيد الإدريسي ( من حركة التوحيد و الإصلاح )
وبدؤوا يشترطون وزير الأوقاف أن يكون حاملا لكتاب الله و ألا يكون طرقي أي صوفي ( رائحة الإسلام السلفي الوهابي…) في خلط واضح لمهام المجلس العلمي الأعلى كمؤسسة للإفتاء ومهام تدبير مرفق عام ( الأوقاف ) و ميزانية التسيير و التجهيز…)
عد أن خسر بن كيران معركة 7 أكتوبر (الحصول على الأغلبية المطلقة) فهو ملزم بانتظار 5 سنوات أخرى قبل أن يتجرأ ويأخذ موقفا من هذا النوع (الإشراف على تدبير آليات المجال الديني كشريك أو كمفوض من إمارة المؤمنين لاستنساخ التجربة السعودية).
استعادة وزارة الداخلية:
الهجوم على وزارة الداخلية التي أشرفت على انتخابات بوأت العدالة والتنمية الصف الأول لابد لها أن تعود للأحزاب لأنها لم تمكن العدالة والتنمية من مقاعد تعطي للصف الأول نكهة أخرى…
التقاطع بين مساهمات الكتائب و الصحافة المحسوبة على العدالة و التنمية وبالضبط على أطراف داخل القيادة لها تواصل دائم مع كبار الشباب العامل في الشبكات الاجتماعية، يعطي أكثر من دلالة لحملة من هذا النوع، فصل الجماعات عن الداخلية تقزيم وزارة الداخلية، حتى تصبح فقط وزارة البوليس و سحب ملف التنمية المحلية، إذا لم يتمكن بن كيران من وضع شخصية حربية أو حتى مستقلة قادرة على ” ضمان الحياد “، و الفاهم يفهم كل مرحلة و المطالب ديالها فلتات ليهم حكومة 100% عدالة و تنمية و شوية ديال المستقلين الذين يتم ” تحييدهم ” عن طريق الفقاعات الإعلامية، ترشيح فلان كمستقل في الانتخابات و فلان كوزير في الحكومة ( ويتم اختيار الأسماء التي لها سمعة طيبة لدى عائلاتها الفكرية حتى يجبلون على الصمت الإنتخابي و السياسي إذا لم يتطوعوا كاللفيف الرديف للكتائب بلغة أخرى من موقعهم كمنتسبين لعائلات سياسية غير ” إخوانية ” (قضية ربط المسؤولية بالمحاسبة السياسية تصبح متجاوزة عند فقهاء السياسة و الدين…).
العدالة والتنمية عمليا لم يعد حزبا ديمقراطيا ربما كان من الديمقراطيين:
كثير من الديموقراطيين يعتبرون أن اعتماد الديمقراطية الداخلية في العمل السياسي هي شرط كافي للإنتماء للصف الديمقراطي. أن يكون الإنسان ديمقراطيا هو أن يقبل بالآخر و أن يستعمل وسائل ديمقراطية في التنافس السياسي و الإنتخابي فما الفرق من أن يدعمك المقدم و الشيخ و القايد و أن يدعمك فقيه مسجد الدرب و خطيب الجامع إنه نفس الأسلوب غير الديموقراطي في التدافع.
خطاب الحملة الذي روجته المحليات التابعة للعدالة والتنمية في الاتصالات المباشرة مع المواطنين أيام الحملة لا علاقة له بحزب سياسي كان خطاب حركة دعوية اجتماعية أخصائية غير ديمقراطية و هو مايتهدد الديموقراطية المغربية الناشئة في مقتل
و لكل الديمقراطيين و المتتبعين و الدارسين و المحللين أن يأخذوا وقتهم الكافي في البحث الميداني لسماع الحقيقة فما يقوله بن كيران هو كلام في اليوتوب و في البرلمان موجه لأصحاب المكاتب المكيفة لكي يسليهم بنموذج الإسلام المتسامح أما ما قيل للناس أيام الحملة فهو مخيف
” واش واحد كيقول المرا تورث بحال الراجل تصوتو عليه”
واش واحد امبراطور ديال المخدرات آش غادي تسناو منو إلا طلع للحكومة، لحشيش غادي يولي يتباع في الصاكة وديك الساعة شوفو ولادكم كيفاش غادي يوليو
هاذ الناس باغيين الشراب يتباع بالعلالي في الحوانت ديال الدروبا
بن كيران كان باغي يعطي 1000 درهم شهريا للفقراء و الدراوش لكن ماخلاوهش يخدم
آش دارت الأحزاب الأخرى اللي كانو شادين الحكومات منذ الاستقلال الزبابل ديال الفلوس داوها
بن كيران قضا على الإضرابات باش ملي تمشيو لشي إدارة تقضيو غرضكم عوض تلقاوهم دايرين إضراب
ماتصوتوش على فلان عندو أوطيل فيه الشراب فلوسو من الحرام ( الضريبة ديالو حلال )
واش تصوتو على وكالين رمضان وصحاب الفساد والمنكر…
أما المصيبة هي تحويل منجزات الحكومة وقراراتها إلى فضائل و حسنات و تعد لبن كيران و العدالة و التنمية وحدهم كما يفيد مكتوب الشيخ أحمد الشقيري الديني ” عالم من علماء السيد الرئيس ”
نكيران ” واش باقة كلمتو دايزا عند صحابو ” تدبير ما جرى في الشبكات الاجتماعية والانفلات على مستوى الخطاب السياسي الذي تعيشه المحليات الحزبية يبين أنه لم يعد يتحكم في ” الماكينة ” وأن المستقبل مفتوح على كل الاحتمالات.
الأمور بدأت تفلت من بين يديه و ” تضخم الأنا الجماهيرية ” يجر العدالة والتنمية إلى أثون الأحزاب الفاشية، الرجل يملك سلطة القرار في الأمانة العامة والمجلس الوطني لكن لم تعد له سلطة على العفاريت والتماسيح التي خلقها ورعاها و واكبها فإذا به يصبح أول ضحية لها و هو في اوج
” انتصاره ” الانتخابي…ربح العدالة والتنمية وخسر بن كيران.
صورة بن كيران الخاسر بعد أن أرسلت كتائبه رسالة إلى من يهمه الأمر، فهل وصلت الرسالة…وهل هناك جواب…علم ذلك عند الله.