نشرت صحيفة الواشنطن بوست منذ يومين خبرا حول نوايا أمريكية لإقامة قواعد عسكرية في المغرب وتونس، وذلك في سياق استراتيجيتها لمحاربة الإرهاب. وهذا ما يعيد إلى الأذهان التقرير الذي كانت "هريتاج فاوندايشن" قد نشرته في 17 ديسمبر 2003، حول رغبة الولايات المتحدة الأمريكية في إقامة قواعد عسكرية لها في هذين البلدين.
ويذهب التقرير إلى أن قيادة القوات الأمريكية المتمركزة في أوروبا، التي تنشط في إطار قيادة الحلف الأطلسي، والمتمركزة تحديدا في شتوتغارت-ألمانيا (United States European Command or USEUCOM)] تفكر في توسيع قواعدها إلى جنوب المتوسط في اتجاه إفريقيا، وتحديدا في تونس والمغرب.
وما يلفت الاتنباه في هذا التقرير أنه يحمل الأفكار نفسها التي سبق أن تعرض لها الجنرال الأمريكي جيمس جونس في حوار تلفزي، حيث حرص على التوضيح أن هذه القواعد لن تكون مشابهة للقواعد العسكرية الضخمة (massive) وأنها ستكون "مواطئ قدم في شكل معابر بدائية، مع صيانة بمستوى ضعيف، لكنها استراتيجية"، وأضاف بأنها ستكون بمنزلة "الزنابق المائية" (lily pads) وهذا يعني أن الحديث لا يقع هنا عن قواعد بحجم تلك الموجودة في أوروبا أو السعودية أو قطر، بل أقل ظهورا للعيان بكثير، وهو ما لن يستدعي بالضرورة الإعلان عنها، وهو ما يتفق على الأرجح مع رغبات الحكومتين التونسية والمغربية".
سياسة