أكد محمد شيبوب، المنسق الوطني لطلبة المدارس الوطنية للعلوم التطبيقية، أن مرسوم الدمج يستهدف ضرب التميز الذي تحظى به هذه المدارس، وفسح المجال لتكوينات هندسية بدون هوية ولا قدرة على التنافس الدولي. وأوضح محمد شيبوب، في حوار حصري مع «الوطن الآن» و«أنفاس بريس»، أن تعنت الوزير لحسن الداودي يهدد مستقبل 11 ألف طالب مهندس.
+ يوم الخميس 20 أكتوبر 2016، انسحبتم من اللقاء الذي جمعكم بوزير التعليم العالي لحسن الداودي، بحضور ممثلي النقابة الوطنية للتعليم العالي. ما هي التداعيات التي أدت إلى انسحابكم؟
- ذهبنا إلى هذا اللقاء بأمل وحيد هو أن يتراجع الوزير عن قرار الدمج. ويقوم بسحب المدارس الوطنية للعلوم التطبيقية من المرسوم. وحين نادينا بضرورة التفكير في مشروع إصلاح جديد يقوم على مبدإ التشارك، تمسك الوزير بمرسوم الدمج. واتهم الطلبة المقاطعين للدراسة بـ «تغليط المواطنين، واستغلال القضية سياسيا».. فقمنا بالانسحاب من الاجتماع الذي تبين أنه لا جدوى منه.
+ مباشرة بعد ذلك أصدرتم بيانا أعلنتم فيه عن تحميل كامل المسؤولية للوزارة المعنية في ما «آلت إليه وستؤول إليه الأوضاع». ماذا استهدفتم من وراء إصدار هذا البيان، خاصة أنه جاء عقب تصعيد غير مسبوق بين التنسيقية والوزارة المسؤولة..؟
- بيان التنسيقية أكد استمرار أشكالنا النضالية الواعية والمشروعة حتى تحقيق مطلبنا بسحب مدارسنا من مرسوم الدمج. وللرد على مغالطات الوزير، أشرنا في بيان التنسيقية إلى نقاط جوهرية لإيصال رأينا إلى جميع المغاربة،عبر التأكيد على ما يلي:
أولا: إننا تنسيقية مستقلة وغير خاضعة لأية جهات خارجية، ونحن الممثل الشرعي الوحيد لطلبة المدارس الوطنية للعلوم التطبيقية.
ثانيا: وزارة التعليم العالي تتحمل كامل المسؤولية في أية تداعيات محتملة جراء تعنت الوزير، واستمراره في تنفيذ قرار جوبه بالرفض من الجميع.
ثالثا: رفضنا المطلق لأنصاف الحلول. وتشبثنا بحلول تقوم على التشارك والنقاش. وتستهدف إثراء التكوين الهندسي التكنولوجي في بلادنا، وليس تفقيره والقضاء عليه..
+ وزارة التعليم العالي أعلنت في بلاغ لها عن اتخاذها الإجراءات القانونية لتمكين الطلبة المسجلين حاليا من الحصول على شهادة التخرج باسم المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية «بغض النظر عن عملية إدماج هذه المدارس في مدارس البولتكنيك». لماذا رفضتم هذا الحل؟
- كان لابد من مواجهة هذا الحل بالرفض.لقد رأينا في التنسيقية أن عدم تطبيق المرسوم على الاجيال الخمسة الحالية يعتبر نصف حل. إننا لسنا أنانيين لنقبل بحل يسري علينا فقط،ويستثني الأفواج التي ستلينا. إن مطلبنا الأساسي هو سحب مدارسنا من مرسوم الدمج.وأي حل آخر مرفوض ما دام سيتأسس على إضعاف التكوين الهدسي في بلادنا، ويؤدي إلى تخريج مهندسين بمعايير متدنية.
+ ما هي السلبيات التي تأخذونها على مرسوم الدمج الصادر في 8 غشت 2016؟
- هذا المرسوم جاء للقضاء على المدارس الوطنية للعلوم التطبيقية وتعويضها بمدارس بلا هوية ولا تكوين تنافسي.
+ الوزارة تستهدف تخريج أكبر عدد ممكن من المهندسين. هذا هو الدافع للمرسوم. ما رايك؟
- نعم هذا ما تقوله الوزارة. لكن وفق أي رؤية يمكن تحقيق ذلك؟! وما هي الأسس الهيكلية التي يمكن الاستناد إليها؟! إننا مستعدون لكناقشة أي مشروع ينبني على تفكير علمي.ويقوم على أساس التشارك. ونرفض كل إصلاح يعود بنا إلى الوراء. الإصلاح الحقيقي يجب أن يستهدف تحقيق تكوين هندسي ذي معايير تنافسية كونية.
+ هل يمكن القول إن 11 ألف طالب مهندس، هم مجموع طلبة المدارس الوطنية للعلوم التطبيقية (11 مدرسة)، يجدون أنفسهم الآن مهددين في صميم مستقبلهم؟
- الواقع أن التهديد لا يطال فقط 11 ألف طالب مهندس، بل يطال حتى الأفواج القادمة من الطلبة في هذا التخصص..!! المهندسون هم وقود التطور والتحديث في كل مجتمع. وتهديدهم يعني تهديد كل تطور يطمح إليه المغرب والمغاربة..
+ ما هي الآفاق التي رسمتموها لاستمرار معركتم في المرحلة المقبلة، في ظل استمرار رفض مطلبكم؟
- سنستمر في التصعيد الواعي والمعقلن، ولن نتنازل عن مطلبنا، وسنشرع في تنفيذ وقفات احتجاجية على مستوى جميع المدن. ويجب أن يكون واضحا أن هذه المعركة ليست معركة طلبة المدارس الوطنية للعلوم التطبيقية وحدهم، بل هي معركة جميع المهندسين وجميع المغاربة.