Thursday 15 May 2025
مجتمع

الصديقي: فاجعة الحسيمة تكشف حقيقة الخطاب المخزني الموجه للمسؤولين الأمنيين والسلطات

الصديقي: فاجعة الحسيمة تكشف حقيقة الخطاب المخزني الموجه للمسؤولين الأمنيين والسلطات

في سياق الحدث المؤلم والفاجعة التي حركت قلوب الملايين من المغاربة، وإحساسهم بالحكرة جراء مقتل محسن فكري بائع السمك بمدينة الحسيمة بالطريقة البشعة التي تابعها الرأي العام وأخرجت المواطن المغربي للتنديد بهمجية الفاعلين، اتصلت "أنفاس بريس" بالنقابي والأستاذ محمد الصديقي وصرح بالآتي :

"حدث اغتيال الفقيد محسن فكري ينذر بمستوى التغول الذي بلغته الدولة وفزعها من مستوى تحدي المواطن لقراراتها الجائرة حتى ولو لبست عباءة القانون، ويؤشر على درجة الخوف والفزع الذي أصاب المخزن وأجهزته من المواطن الذي لم يعد في حاجة لمن يخاطبه بخطاب الأزمة والاستقرار...، ويكشف تبعا لذلك حجم الهوة التي تفصل الدولة عن المجتمع.

لا يمكن بأي حال من الأحوال استساغة أن اندفاع المسؤول الأمني بالحسيمة هو ردة فعل طائشة أو مجرد استهتار، وإلا لكان ذلك يعني أن المسؤولين الأمنيين باتوا أيضا يتلمسون ضعف الدولة من ضعف وعجز قياداتهم بما يجعلهم يستسهلون اتخاذ قرارات رعناء من قبيل "طحن مو". ولكن الحدث يكشف في الواقع حقيقة الخطاب المخزني الموجه للمسؤولين الأمنيين والسلطات في ربوع الوطن بما يجعلهم يحسون بمسؤولية حماية هبة الدولة، وإعادة ترتيب هرم السلطة وجعلها تعيد المجتمع تحت هرم ترتيب الأولويات.

فطبيعي ألا تنسى الدولة "الجديدة" ما أرغمت عليه من تقديم "تنازلات" بسبب نضالات حركة 20 فبراير، لذلك فالرسالة التي استوعبها رجال السلطة ومارسوها بإتقان هي ضمان تجاوز هفواتهم وشططهم مقابل حماية الدولة، وهو مؤشر على إحساس الدولة بهشاشتها وعدم توقعها حجم رد فعل المجتمع.

لذلك فإن كان هناك من رسالة يقدمها المجتمع بتضامنه مع الشهيد فهي ما يلي: إن الدولة القوية هي التي تحترم مواطنيها، والدولة قوية ومستمرة بمجتمعها".