Thursday 15 May 2025
مجتمع

المخرج نوفل براوي: سيدي الرئيس.. تخيل معي للحظة أن الفقيد محسن فكري قد يكون صوت عليك مصدقا أنك معه

المخرج نوفل براوي: سيدي الرئيس.. تخيل معي للحظة أن الفقيد محسن فكري قد يكون صوت عليك مصدقا أنك معه

فاجعة الحسيمة التي أضحت عنوانا كبيرا اسمه "محسن فكري" لقيت تضامنا شعبيا لم يتخلف عنه المغاربة شرقا وغربا، شمالا وجنوبا، وحزن عليه الصغير والكبير، وتفاعل معها (الفاجعة) مثقفون وفنانون عبر صفحاتهم في الفيسبوك، وعبر الوقفات التضامنية يوم أمس الأحد.. نقدم لقراء "أنفاس بريس" رأي الممثل والمخرج السينمائي نوفل براوي، الذي آلمته هذه الفاجعة التي آلمت المغاربة، لكنه استغرب لموقف رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران الذي أمر مناصريه ومريديه بعدم النزول للوقفات الاحتجاجية تضامنا مع الراحل محسن فكري، فكتب له هذه الرسالة:

"سيدي الرئيس،

لي الشرف كمواطن عادي أن أكتب لك هذه السطور. استيقظت هذا الصباح ورأسي يضج بصورة الفقيد محسن فكري أو بالأحرى صورة ما تبقى منه بعد أن فرمته آلة فرم الأزبال!

أول ما رأيت هو بيانك الذي تسمونه في أدبيات حزبكم "توجيه"!! فمناضليكم في نظركم يلزمهم التوجيه لأخذ المواقف وللتعبير أو لا عن تفاعلهم مع أحداث وطنهم. في هذه النقطة لن أجادل فأنت أدرى بمناضليك ومريديك.

سيدي الرئيس؛ استغربت هذا الموقف من رجل أتى على صهوة حراك العشرين فبراير (رغم أنه وجه آنذاك أتباعه بعدم الالتحاق بركب هذا الحراك) لكنه جنى ثماره ببراغماتية..

رجل أتى ( كما كنت تقول وستقول) أنه أتى لمحاربة الفساد والاستبداد!!

رجل طالما تباكى علينا بالتحكم وما يقاسيه معه. فإذا لم يكن يا سيدي الرئيس هذا استبدادا وتحكما وفسادا فماذا تسميه..؟

سيدي الرئيس لما أحسستم أن كراسيكم الوزارية ومناصبكم أصبحت في مهب تحكم مزعوم. هددتم بالنزول للشارع وبالرجوع للشعب. بل وأخرجتم لنا ابن تيمية وفتاويه...

ولكن بائع سمك مفروم في مدينة صغيرة لا يحتاج منكم أن تنغصوا يوم أحد لأتباعكم وتنزلوهم للتضامن معه أو لقراءة الفاتحة على روحه. وهذا أضعف الإيمان.

سيدي الرئيس رأيت دموعك في الحملة الانتخابية. وقلت مع نفسي على الأقل زعيم يتأثر ويتفاعل مع أبناء الشعب الذي ينتمي له ويطلب أصواته..

لم أكن راغبا هذه المرة راغبا في رؤية دموعك، بل كنت راغبا في موقف رجل يقدم نفسه رجلا بسيطا، ابن هذا الشعب وأتى لخدمته ولو بأضعف الإيمان. لسانك وهو لعلمك أجود ما تملك!

طبعا لم تفعل بل فعلت ما لم يكن منتظرا. أعطيت توجيهاتك لأتباعك ومريديك أن يلزموا بيوتهم. وأن يتركوا دم محسن يتيما في حاوية أزبال ...

قلت مع نفسي هذا أنت. فأين الآخرون من حوارييك ووزرائك أبناء الشعب، الذين أكلوا البيصارة والكرموص مع هذا الشعب ونشروا صورهم وهم يفعلون هذا؟

الجواب كان واضحا إنهم مشغولون بتقاسم غنيمة الانتخابات ويتناقشون حول من سيحافظ على كرسيه الوزاري ومن سيتركه لمولا نوبة! أو كما قلت ذات لقاء لهم (هذا رزق من الله)...

سيدي الرئيس،

أعرف أنه ستخرج لنا عما قريب أسطوانة أنك لم تخرج لا أنت ولا أتباعك حماية للوطن وستبتز بها الجميع، كلما اشتد حولك الطوق. ولكن أقول لك ولهم الخروج هو فقط لشرفاء هذا الوطن ومن يحبونه فعلا ولم يعودوا يتحملون رؤية هذه المشاهد المأساوية.

سيدي الرئيس،

تخيل معي للحظة أن الفقيد محسن فكري قد يكون صوت عليك مصدقا أنك معه وستكون دوما معه حتى يصل إلى وطن أجمل وأجود؟! تمنى أن تكون ولايتك هذه ستعرف نهاية التماسيح والعفاريت والتحكم...!

اسمح لي أن أقول لك بعد توجيهك هذا شككت في دموعك أمام أبناء الشعب.. أظنها دموع التماسيح".