بعد استضافته هذه الليلة (29 أكتوبر 2016) في برنامجdescriptif على القناة الثانية، أوضح إدريس اليزمي (رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان) أنه تأثر كثيرا شأنه شأن كل المغاربة بموت "محسن فكري" الذي تعرض "للطحن" في شاحنة أزبال بالحسيمة، بعد مصادرة السلطات الأمنية لأسماك من نوعية (أبوسيف) كان قد اقتناها للمتاجرة فيها رفقة شركاء له، كما قدَّم "اليزمي" لعائلة "فكري" عبارات المواساة والعزاء، مبرزا أن هذا الحادث يعدُّ حادثا مأساويا، خلف وراءه حزنا كبيرا.
وقال "اليزمي" أن الحق في الحياة يعدُّ أول الحقوق، وأشار إلى ما خلفه الحادث من ألم لأفراد عائلة "محسن فكري"، إذ أفاد أن هذا الأخير قيد حياته، كان شأنه شأن الملايين من المغاربة كان قبل موته، في رحلة البحث عن قوت أسرته، - لكن يضيف المتحدث نفسه -، حدث أن فقدته عائلته في واقعة مأساوية غير مقبولة، وأضاف "اليزمي" أنه يجب انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات، مُبرزا أن الملك محمد السادس أعطى تعليماته لوزير الداخلية وكل السلطات الأمنية لتسريع وثيرة التحقيق واتخاذ الإجراءات اللازمة في حق كل من يتحمل مسؤولية الحادث، ودعا "اليزمي" إلى استكمال كل الإجراءات المتعلقة بالتحقيق، وإلى تحمل كل الأطراف المتدخلة للمسؤولية والقطع مع ما وصفهُ بـ "اللاعقاب"، كما نبَّهَ إلى مجريات الأحداث قبل الحادث الذي أدى إلى موت "محسن فكري"، مشيرا إلى ضرورة الوقوف عند مسألة صيد الأسماك المصادرة قبل وصولها لخارج الميناء، وقال أن عملية صيد سمك "أبو سيف" منظمة من طرف وزارة الفلاحة والصيد البحري بمرسوم صدر سنة 2013، وأشار أن المجلس الوطني لحقوق الإنسان لن يتدخل للتأثير على السير العادي للتحقيق، بل سيتابع كل أطواره وسيتدخل في الوقت المناسب لإبداء رأيه، وأكد أن المجلس سيتدارس الأسباب العميقة والأساسية، التي تؤدي إلى مثل هذه الأحداث الأليمة، ومن بينها حسب توضيحه الوقائع التي سبقت مصادرة الأسماك، مبرزا أنها ممنوعة من الصيد ورغم ذلك تمَّ صيدها وترويجها إلى أن وصلت إلى خارج الميناء، لافتا النظر إلى ضرورة ضبط ومعاقبة المسؤولين عن عمليات صيد بعض الأسماك في فترة الراحة البيولوجية وعدم احترام المعايير والقوانين المنظمة للقطاع.
