Wednesday 18 June 2025
سياسة

نبيلة منيب: هذا هو المدخل الأساسي لتحصين المغاربة ضد استغلالهم بواسطة الدين

نبيلة منيب: هذا هو المدخل الأساسي لتحصين المغاربة ضد استغلالهم بواسطة الدين

في سياق الندوة التي نظمتها أسبوعية "الوطن الآن" وموقع "أنفاس بريس"، والتي نشرت كل تفاصيلها في "الوطن الآن" لهذا الأسبوع، بعنوان: "قادة الفيدرالية.. اليسار قادم"، والتي حضرها قادة اليسار: علي بوطوالة، نبيلة منيب وعبد السلام العزيز، طرح سؤال حول موقف اليسار من الدين وعلاقته بالسياسة، وكذا الفهم السائد عند الرأي العام المغربي حول كلمة يسار نفسها التي يراها هذا الأخير أنها تعني الكفر والإلحاد والعلمانية وليس فصل الدين عن السياسة. في ما يلي رأي القيادية اليسارية نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد:

"هذا السؤال يعد من الأسئلة المحورية التي ينبغي أن تطرح في مجتمعنا.. بطبيعة الحال الحركة الوطنية وإلى جانب السلفية المتنورة قادت الجهاد من أجل تحرر الوطن، ونحن نذكر أسماء من قبيل مولاي العربي العلوي، علال الفاسي، المختار السوسي وغيرهم، كانوا يتحركون لما تكون البلاد مهددة من أجل محاربة المستعمر الغاشم. واليوم ماذا وقع؟ بهيمنة النظام السياسي؟ وهو مسؤول بشكل كبير على هذه المسألة وليس اليسار لوحده.. فنحن لدينا مسؤولية إذا تأخرنا في طرح النقاش السياسي، ولكن هذه مسؤولية النظام لما نعاين خروج الحركة المتصوفة "نعم للدستور".. مايمكنش هاذ شي يكون في بلادنا.. الحركة الوطنية لم تتخاصم مع الموروث الديني، ولكن المجتمع تم تجهيله وتفقيره بضرب المدرسة وضرب الفضاء الثقافي، وأضحت مسألة الدين تستغل وتستعمل.. وكما قال الأستاذ علي بوطوالة فالمرحلة تعرف هيمنة التيارات الأصولية في المناطق ككل، وقوتهم تتعاظم لكن بعد كل هذا التعاظم سيأتي الانهيار.. المشكل يكمن في كون المغرب ودول الجوار ظلت لعشرات السنين بعد الاستقلال وهي تنتظر الدولة الديمقراطية القوية التي تحمي مصالح المواطنات والمواطنين فلم تجد سوى الاستبداد والفساد.. ولهذا فالحركات الإسلامية في عدد من الدول اختزلت تطلعات المواطنات والمواطنين الذين راهنوا على الحركات الإسلامية لكونهم "مخلقين ومعقولين"، فإذا به نرى استغلال الجهل المقدس والذي يساعده الجهل المؤسس..

المدرسة مخربة والجهل المقدس تم خلقه من قبل دوائر أخرى لم نكن نعرف مكان وجودها، حيث خلقت لنا مشكلة الدين داخل أوطاننا لأننا متخلفون، وشعوبنا مازالت تعيش في العصور الحجرية.. واليوم يتم استغلال الدين في أغراض لادينية.. وقد عاينا هذا الأمر منذ حرب أفغانستان، حيث قال مسؤولون أمريكيون "إذا كانت حرب افغانستان ساعدتنا في القضاء على المعسكر السوفياتي وخلق لنا تنظيم "القاعدة" التي يمكن استغلالها".. ومنذ ذلك التاريخ ونحن نعاين قواعد أخرى ودواعش تلتها والخراب المبين الذي أتت به الحركات الأصولية. بطبيعة الحال نحن كيسار نريد أن نتحمل مسؤوليتنا كاملة في هذه المسألة فماذا نقول؟

في مشروعنا نحن نؤمن من أجل مواجهة كل هذا، بأننا بحاجة إلى مدرسة عصرية تصل للجميع وتساعدنا في تكوين الناشئة لكي يكونوا مواطنين كاملي المواطنة يحسنون التمييز والفرز ويعرفون الموضع الصحيح للدين والموضع الصحيح للسياسة. اليوم ليس لدينا هذا النوع من المواطنات والمواطنين لأن مدرستنا تقليدية وتم تخريبها بالمناهج المدرسية البئيسة، والتي هي مسيسة من أجل تخريج تنميط معين لشبه المواطن وليس مواطن كامل المواطنة من أجل التحكم فيه. وهنا تحدث سي محمد شفيق في كتابه عن المدرسة العصرية ودورها في تحقيق الانعتاق، لأن الدين الإسلامي له مكانته المترسخة في هويتنا وفي تاريخنا، وهذا لا يناقش، لكن أن يأتي من يستغله ويحكم علينا زورا وبتأويلات خائطة فهذا لا ينبغي قبوله.. ولهذا فنضالنا، اليوم، كيسار وكفيدرالية، هو من أجل مدرسة عمومية جيدة وعصرية تطور الفكر النقدي.. وهذا مدخل أساسي كي لا يبقى لدينا التحكم في عقول الناس وجذبهم".