Tuesday 17 June 2025
سياسة

يونس فيراشين : هذه رؤيتي ليستعيد اليسار عمقه الإجتماعي وامتداده الجماهيري

يونس فيراشين : هذه رؤيتي ليستعيد اليسار عمقه الإجتماعي وامتداده الجماهيري

في تقييمه لحصيلة نتائج انتخابات 7 أكتوبر 2016، قال يونس فراشين القيادي بفدرالية اليسار الديمقراطي لـ "أنفاس بريس"  هو " هدفنا هو بناء جبهة واسعة للنضال الديمقراطي الى جانب كل الديمقراطيين و التقدميين في هذا البلد." وأضاف في حواره متأسفا بقوله " لكن لا أخفيك بأن النتائج تعتبر انتكاسة للأحزاب الوطنية و لليسار بتعدد مكوناته، و هو ما يقتضي عودة اليسار إلى عمقه الاجتماعي عوض الاهتمام بالقضايا المجتمعية "

++ من المؤكد أن الفاعل السياسي لن يضل رهينا للمعطيات الحالية التي أفرزتها استحقاقات السابع من أكتوبر بما لها وعليها، بل أنه سيخطط ويهيئ نفسه للمستقبل، ما هي في نظركم الخطوط العريضة لاستراتيجية تجميع قوى الصف الديمقراطي الحداثي، وكيف يمكن الاشتغال في أفق تصالح سياسي بين كل مكوناته  في أفق 2021 ؟؟

كما سبق و أكدنا مرارا، فاليسار و القوى الديمقراطية عموما تعيش حالة تراجع كبير، و ضعف على جميع المستويات، تنظيميا، وانتخابيا، وسياسيا، و هو الأمر الذي يقتضي الوقوف مع الذات، و تعميق الحوار و النقاش بين كل مكونات الحركة الديمقراطية، لكن ذلك يستوجب بالضرورة وعيا من كل الأطراف بالسياق الحالي و جرأة في النقد و النقد الذاتي و استقلالية في القرار ثم إرادة البناء و التجميع، هذه أربعة شروط يجب توافرها لدى الجميع من أجل الانطلاق في النقاش حول بناء جبهة الديمقراطيين و التقدميين.

نحن اعتبرنا فيدرالية اليسار الديمقراطي نقطة انطلاق في هذا الاتجاه و قد  عبرت الورقة السياسية لفيدرالية اليسار عن ذلك بوضوح كما عبرت عنه تصريحات قيادة الفيدرالية في عدة مناسبات، هدفنا هو بناء جبهة واسعة للنضال الديمقراطي الى جانب كل الديمقراطيين و التقدميين في هذا البلد.

++ تبخرت أصوات النخبة التقدمية من مثقفين وجمعويين وحقوقيين من صناديق الاقتراع ليلة 7 أكتوبر الجاري، كيف تفسر أن اللائحة الوطنية لفيدرالية اليسار الديمقراطي لم تتمكن على الأقل من منح كرسي بالمؤسسة التشريعية للقيادية نبيلة منيب رغم المساندة والتعاطف الكبير ين الذي لقيته تجمعات الفيدرالية بعدة مدن مغربية ؟؟

فيدرالية اليسار الديمقراطي حصلت على عدد مهم الأصوات خاصة في المدن و في أوساط الطبقة المتوسطة، نتيجة للحملة التواصلية الكبيرة التي قمنا بها، فحملتنا الانتخابية تقوم على الاقناع و النقاش و الحوار مع المواطنين حول مشروع مجتمعي و استهداف العقول،  لكن يجب أن نطور من أساليب تواصلنا و أن ننوع مستويات خطابنا السياسي لنصل للفئات الأخرى الواسعة و التي أعتقد أنها تؤثر بشكل أكبر في العملية الانتخابية، الآية في المغرب معكوسة ففي كل الدول الديمقراطية نجد الطبقات المتوسطة هي الأكثر إقبالا على صناديق الاقتراع بينما في بلادنا العكس هو الحاصل، أعتقد بأن لنا أصوات مفترضة كبيرة جدا في الفئة المقاطعة ويجب أن نعمل بجهد أكبر في المستقبل على إقناعهم بأهمية المشاركة.

++ من يتحمل مسئولية النتائج التي خرجت من  صناديق الاقتراع، ومكنت حزب العدالة والتنمية من تصدر نتائج استحقاقات 7 أكتوبر، رغم إجهازه على مكتسبات وحقوق المغاربة وانتظاراتهم من خلال القرارات الشهيرة لأمين حزبه عبد الإله بن كيران خلال فترة رئاسته للحكومة ؟

نعتقد في الفيدرالية اننا خلقنا دينامية غير مسبوقة و أصبح الكل يتحدث عن عرض سياسي بديل اسمه فيدرالية اليسار الديمقراطي، لكن لا أخفيك بأن النتائج تعتبر انتكاسة للأحزاب الوطنية و لليسار بتعدد مكوناته، و هو ما يقتضي عودة اليسار إلى عمقه الاجتماعي عوض الاهتمام بالقضايا المجتمعية، فنحن نؤمن باستراتيجية النضال الديمقراطي و لابد من العودة للشارع و العمل المشترك على اعادة الامتداد الجماهيري. فالفئات الشعبية تصوت اليوم ضد مصلحتها الطبقية و هو ما يضعنا أمام مسؤولية تنزيل الوعي الصحيح.مرجعية اليسار واضحة لكن تنظيماته و ممارسته السياسية غير سليمة لا يمكن أن أقبل أن تنظيما يساريا يتبع تنظيما ليبيراليا محافظا أو تنظيما مخزنيا هجينا ، لابد أن يقوم البعض منا من قراءة نقدية للذات بموضوعية و بتواضع .لكن يجب القول أيضا أن كل ديمقراطي تقدمي يتحمل المسؤولية و لا يكفي أن يبقى البعض في موقف المتفرج و كأنه غير معني أو بدعوى أن المخزن هو المتحكم في اللعبة، يجب تغيير موازين القوى من أجل بناء الدولة الوطنية الديمقراطية.