على إثر استدعاء محمد إدعمار، رئيس جماعة تطوان، لأعضاء المجلس في إطار دورة عادية لشهر أكتوبر، افتتحت يوم 4 أكتوبر 2016 الجلسة الأولى من هذه الدورة بعد التأكد من توفر النصاب القانوني، ثم رفعت الجلسة مباشرة بعد ذلك، لتبقى الدورة مفتوحة إلى غاية جلسة لاحقة بعد مرور تشريعيات السابع من أكتوبر، بدعوى التفرغ للحملة الانتخابية. إلا أن التمعن في تكتيكات رئيس البلدية، محمد ادعمار الميؤوسة، يجعل المتتبعين يفطنون إلى مقاصده التي دائما يطبعها اللف والدوران والكذب على عادته.
فمباشرة بعد رفع الجلسة الأولى من الدورة دون تدارس نقط جدول الأعمال، دعا محمد ادعمار إلى اجتماع المكتب المسيرللمجلس، وعهد إلى أحد الأطر الإدارية بصياغة بيان ،يتناول فيه بالنقد والتنديد ،إشكالية انقطاع الماء على الساكنة التي سجلت البارحة ولازالت ستتكرر وفق التوقيت الذي تم إعلام المواطنين به، بعد صدور بلاغ في هذا الشأن موقع من طرف شركة "أمانديس"، وكالة الحوض المائي اللكوس والمكتب الوطني للماء يحث ساكنة تطوان على تفهم هذه الانقطاعات التي ستكون متكررة ابتداءا من ليلة 3 أكتوبر، نظرا للنقص الحاد الحاصل في أمطار هذه السنة وانعكاسها السلبي على مستوى حقينة السدود .
البلاغ الذي يريد ادعمار صياغته، يهدف من خلاله إلى مغالطة الرأي العام، و الظهور بمظهر المدافع على التطوانيين، و الحريص على همومهم، كأنه لم يكن له علم بالانقطاع الذي كان مرتقبا للماء.
من هذا الذي سوف يصدق أن ادعمار بصفته رئيسا لجماعة تطوان من جهة، برلمانيا من جهة ثانية ، و رئيسا للسلطة المفوضة لتدبير الماء لشركة أمانديس من جهة ثالثة، لم يكن على علم بذلك ، أو بالادهى يبارك ذلك ، بل و يعطي الأمر بذلك.
الكل يعلم علم اليقين أن ادعمار أثار إشكالية الماء هاته فوق منصة اللقاء الخطابي الفاشل الذي نظمه يوم السبت الفارط بحضور عبد الاله بنكيران عندما قال إن تطوان مهددة بنقص حاد في المياه، فلماذا يكذب الآن كأنه لا علم له؟ و العودة لتسجيل خطابه المرتبك و الذي كان محط تهكم الجمهور الذي أقعده في مكانه بعدما استحال عليه استكمال إلقاء كلمته التي استفزت الحضور ورد عليها بالصياح و الصفير ومطالبته بالرحيل، يؤكد ذاك.
و من لا يعلم في تطوان أن محمد ادعمار له علاقات مشبوهة و متواطئة مع أطر شركة أمانديس الذين يخدمون أجندته الانتخابية، والدليل صعود المدير بن الطالب إلى منصة المهرجان الخطابي جنبا إلى جنب مع بنكيران و محمد ادعمار، أمام مرأى الحضور، و بدون أي صفة تستدعي ذلك ، لأن من كان فوق الخشبة هم مرشحي العدالة و التنمية ، فماذا كان يصنع المدير بنطالب فوق الخشبة؟
كيف لهذا المفتري محمد ادعمار أن ينسى هذا و يأتي اليوم ليقول أن لا علم له بقطع شركة أمانديس للماء. إنها قمة التهكم على الناخبين.
لنضع جانبا كل هذه الدلائل التي تفند ادعاء ادعمار انه لم يكن على علم و لا يزكي انقطاع الماء على بيوت المواطنين ، أليس محمد ادعمار هو من دافع عن تجديد عقدة التدبير المفوض لشركة أمانديس و هو أول من وقع على العقدة ، بل خاض حملة شرسة بما فيها الضغط في هذا الاتجاه لإقناع باقي الجماعات على حدو نفس النهج.
يوقع العقدة باليمين و يوقع البيان باليسار.
هل يحسب ادعمار أن ساكنة تطوان بليدة و تنقصها الفطنة أم ماذا؟
هذا ما سيجيب به التطوانيين يوم الاقتراع حتى يفهم محمد ادعمار بالواضح انه لم يبقى له مكان بين ظهرانيهم.
مجتمع