السبت 4 مايو 2024
مجتمع

معلمو السياقة خارج التغطية يا وزيرا النقل والتجهيز واللوجيستيك !!!

معلمو السياقة خارج التغطية يا وزيرا النقل والتجهيز واللوجيستيك !!!

(قم للمعلم ووفه التبجيلا .. كاد المعلم أن يكون رسولا..).. غالبا ما نقف عند هذا البيت الشعري من قصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي، لرد الاعتبار لـ "المعلم"، كعربون شكر وتقدير لكل أستاذ أو معلم يجتهد في إيصال المعرفة لمخاخ الناس ويخرجهم من العتمة إلى النور، لكن قلما تتم الإشارة إلى البيت الواحد والأربعين من نفس القصيدة (وإذا المعلم ساء لحظ بصيرة .. جاءت على يده البصائر حولا)..

في هذا البيت الشعري يُبرز الشاعر أن المعلم إذا تمت "الإساءة" إليه، يمكن أن تنعكس بالسلب على تلاميذه ومستقبل البلاد برمتها، ولا توجد إساءة أكبر من أن يجد المعلم نفسه بدون سند من الحكومة والوزارة المسؤولة، خصوصا إذا تم تركه أعزلا بين يد الإقطاعيين وأرباب "المؤسسات التعليمية"، على اختلاف أنواعها خصوصا بالقطاع الخاص، والأمر ينطبق على معلمي السياقة بالمغرب، إذ يعيش العديد منهم مشاكل عديدة، فأغلبهم مجردون من حقوقهم المشروعة، يتقاضون راتبا هزيلا، ولا يستفيدون من الانخراط في صندوق الضمان الاجتماعي، ومنهم من وصل سن التقاعد ووجد نفسه خارج التغطية، عرضة للفقر والقهر وقلة ذات اليد، فرغم أن الدولة والحكومة والوزارتين الوصيتين، تنقر مسامعنا وتملأ عيوننا، كل موسم بالشعارات الجوفاء الرامية إلى الحد من حوادث السير، التي تضع المغرب في رتبة مقلقة عالميا وتستنزف أكثر من 11 مليار من ميزانية الدولة، إلا أن المسؤولين يوسعون يوما بعد يوم، المسافة بينهم وبين التفكير في تأهيل مهنة "معلم السياقة" وتمكينه من شروط عمل مريحة، تساعده على تلقين الوافدين على "مدارس تعليم السياقة" التقنيات والتعليمات القانونية، لاستعمال وسائل النقل في الشوارع، بطريقة عقلانية وحكمة وتبصر على ضوء ظروف تكوين تحترم كرامة المهنيين والمتدربين معا، لتأسيس ثقافة احترام قانون السير منذ أول لحظة ينخرط فيها المواطن لتعليم السياقة.

ويبقى السؤال المطروح على الحكومة ومسؤولي القطاع (الحاليون والمستقبليون): كيف يمكن لمعلم سياقة محروم من أبسط الحقوق أن يكون فاعلا في قطاع مهم، يؤثر على جودة تعليم السياقة ويمس العملية في العمق !! ؟؟. إذ يشير العديد من معلمي السياقة أنهم يفتقدون لدورات تكوينية لتطوير مؤهلاتهم تماشيا مع العصر، وغالبا ما يجدون أنفسهم أمام "باطرونات" لا يعترفون بمجهوداتهم ولا ينتبهون لدورهم الهام في الحد من حوادث السير، ومن الواضح أن أغلب المشرفين على القطاع لا تهمهم الوضعية الاجتماعية لأقوى حلقة في مجال تعليم السياقة (معلم السياقة)، التي يحولها البعض (مسؤولون وباطرونات) إلى أضعف حلقة.

فأين المراقبة وأين التأهيل وأين التتبع وأين الإنصاف.. يا وزارتي النقل والتجهيز واللوجستيك !! ؟؟.