الأحد 5 مايو 2024
خارج الحدود

خطير: هل سيستنسخ التاريخ نازية هتلر في جسد الجمهوري ترامب؟

خطير: هل سيستنسخ التاريخ نازية هتلر في جسد الجمهوري ترامب؟

ليس العرب والمسلمون وحدهم من يوجد في لج الصخب الإنتخابي الأمريكي المحتد اليوم في أفق رئاسيات نونبر القادم، ولكن أيضا السود والأقليات الاثنية واللاجئين، وكل فقراء العالم الذي جعلهم المرشح الجمهوري دونالد ترامب هم سبب كل آلام ومشكلات العصر. ولذلك وجه صوبهم كل سهامه الطائشة، ولذلك أيضا صار العالم يرى فيه تهديدا لكل قيم السلم والتسامح التي حاول أن يرسيها المنتظم الدولي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

أما على مستوى الداخل الأمريكي فقد صار ترامب نموذج التهديد الحقيقي لاقتصاد وسياسة أمريكا، ولأمنها القومي بشهادة الجمهوريين أنفسهم، خاصة بعد أن وجه خمسون مسؤولا جمهوريا من الشخصيات البارزة في الأمن القومي، وضمنهم بينهم مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بيانا يوضحون فيه عدم أهلية ترامب لرئاسة البلاد، على اعتبار أنه "يفتقر إلى المعرفة الأساسية بالدستور الأمريكي والقوانين والمؤسسات الأمريكية والإيمان بها، بما في ذلك التسامح الديني وحرية الصحافة واستقلال القضاء".

المخاوف إذن من صعود ترامب ليست واردة فقط من الحزب الديموقراطي الخصم، ولكن من جزء كبير من الحزب الذي ينتمي إليه ترامب ذاته. وبعد هذا وذاك فإن معالم السيناريو القادم إذا ما نجح ترامب في الانتخابات القادمة، وصار معززا بالشرعية الديموقراطية، تبدو جد واضحة. إنه سيلوي جسد التاريخ ليجعله يعيد نفسه، متوقفا عند اللحظة التي فاز فيها أدولف هتلر في الانتخابات الألمانية سنة 1933.

ترامب وهتلر من نفس الطينة والمرجعية. كلاهما يؤمن بصفاء العرق (الآري بالنسبة للأول والأبيض بالنسبة للثاني). وكلاهما خاض الحملة الانتخابية باسم الأزمة الاقتصادية والخطر الخارجي، وباسم محاربة الأغيار، والتهديد بحرقهم ورميهم في البحر أو خارج الحدود، والاثنان يريان أن بلديهما هما أول العالم وآخره، وأن سبل تجاوزهما للازمة الراهنة ينبغي أن يتم بممارسة التطهير العرقي. وبذلك سيضعنا هذا السيناريو المحتمل امام إمكانية كارثية تنذر بنهاية أمريكا كما انتهت ألمانيا النازية.

النازية والفاشية تعودان إذن بنفس الآلية الديموقراطية للأسف الشديد، وهو ما يضع تحديات جديدة على الفكر الديموقراطي أساسا. إذ لا يمكن أن تظل ساحة التدافع الانتخابي في بلدان المعمور مفتوحة أمام الجميع بمن فيهم اللاديموقراطيين، من الفاشيين والنازيين والأصوليين بمختلف مللهم ونحلهم. إذ الخطر في الأمر أن هتلر متربص بالعالم في عدد من البلدان الأخرى. فقط ينتظر الفرصة لينقض على صناديق الاقتراع، خاصة بعد احتداد الأزمة الاقتصادية العالمية، وفشل النماذج التنموية القائمة على الفكر الرأسمالي المتوحش، وتنامي الخطر الداعشي!.