الأربعاء 8 مايو 2024
سياسة

محمد البهيج: بن كيران الرجل الأول في المعيور وحشيان الهضرة

محمد البهيج: بن كيران الرجل الأول في المعيور وحشيان الهضرة

"البانضية " و"السماسرية " و"الموسخين" و"قليلي الحياء" و"مخططي الليل" هي مفردات ( المعيور ) التي ارتكز عليها عبد الإله بن كيران في خطابه أمام شبيبة العدالة والتنمية بأكادير ضد خصومه السياسيين والنقابيين والحقوقيين، ومن المعلوم أن الزعيم السياسي والنقابي نوبير الأموي قد قضى سنتين سجنا بسب استعماله لمفردة "البانضية" ذات فترة حكومية تقدم فيها وزيرها الأول بدعوة قضائية ضد عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية سابقا والأمين العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل محمد نوبير الأموي.

"أنفاس بريس" سألت الفاعل النقابي محمدالبهيج عن موقفه  من هذه الخرجة لرئيس الحكومة، وما هي تبعاتها على مستوى صورة المغرب. وكان هذا رده:

"حقيقة لا يُمكن أن نُصنف الرجل إلا ضمن الرجال الذين يسمعون الكلام ويطبقون أسوأه، ليس غريبا على هذا الرجل في جل خطاباته التي ألقاها أمام أنصاره في تجمعاته ذات الصبغة الانتخابية السابقة لأوانها، أن يُمرر لمناصريه بعض المفردات الغريبة كالتماسيح والعفاريت، وهي مفردات غامضة تتركك تبحث طيلة حياتك عن هذه التماسيح والعفاريت التي تقف سدا منيعا أمام إصلاحات الزعيم المصباحي...ولأن رئيس الحكومة اليوم يعيش آخر مراحله من الحكم، يُريد أن يُنوع لمريديه الأوصاف التي يتصف بها أعداؤه وخصومه الظاهر منهم والخفي والذين يتآمرون عليه وعلى حزبه وعلى مخططاته، ليطلق الكلام على عواهنه مرة أخرى ليصفهم بتلك الأوصاف التي أطلقها خلال مخاطبته لشباب حزبه بأكادير، مدغدغا عواطفهم ومُقدما لهم أوصاف مُبهمة سيواجهون وينعتون بها كل من سيعارض حزب العدالة والتنمية إبان الاستحقاقات المقبلة.

لا بد أن نؤكد حقيقة أخرى، يعرفها كافة المغاربة نساء ورجالا، كونه يُعتبر الرجل الأول في المعيور وحشيان الهضرة، وهو الانطباع الذي يخرج به كل متتبع لحلقات المسائلات الشهرية التي يعرفها البرلمان المغربي. وهنا لا بد أن نذكر بالصور التي تفاعل معها جمهور الفضاء الأزرق باستهزاء كبير، (ميلودة حازب، ثريا لحرش..) مُعبرين عن استيائهم من تكرار بنكيران لتلك المشاهد في كل مناسبة، دون تحليه بالمسؤولية ولو في جزء من تلك الشهور، لإقناع مشاهديه ببرنامجه الذي من أجله صوت عليه المغاربة

فيما يتعلق بمصطلح البانضية الذي أطلقه بنكيران يختلف كثيرا عن السياق الذي قيل فيه على لسان المناضل الكبير محمد نوبير الأموي، الذي كان يستهدف من خلاله الزعيم النقابي الحاكمين والمسؤولين الحكوميين، وقد أدى ضريبة هذا الكلام ثقيلة والحكم عليه بالاعتقال من خلال أطوار المحاكمة الشهيرة التي ترافع من أجله وآزره الآلاف من المحامين أنذاك. وهي المحاكمة الشهيرة التي تعرفنا من خلالها على محامي الحكومة لأول مرة محمد زيان.... بخلاف بنكيران اليوم، فهو يستهدف بها خصومه السياسيين وكل من يُحاول منافسته على السلطة.

بنكيران اليوم يُريد أن يأكل الكعكة لوحده وللمرة الثانية بأي ثمن حتى ولو على حساب مصالح شعبه. كل هذه التصرفات الرعناء، وغير محسوبة العواقب، تُعطي انطباعا لدى الجيران والدول الغربية، كون أن المغرب يعرف صراعا خفيا داخل دائرة الحكم المفتوحة منها أو المغلقة. خصوصا إذا كان هذا النوع من الخطاب، يصدر من رجل هو بمثابة رئيس حكومة تُمثل المغارب بكل أطيافه وتنوعاته.".