الأحد 5 مايو 2024
سياسة

هذا هو التفسير الذي قدمه قصر المرادية رسميا لزيارة الوزير بوريطة ومدير "لادجيد" للعاصمة الجزائرية

هذا هو التفسير الذي قدمه قصر المرادية رسميا لزيارة الوزير بوريطة ومدير "لادجيد" للعاصمة الجزائرية

قال عبد القادر مساهل الوزير الجزائري للشؤون المغاربية والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، إن زيارة المبعوث المغربي إلى الجزائر الأخيرة، "تدخل في إطار العلاقات العادية والتنسيقية بين البلدين" نافيا أية علاقة للزيارة مع رغبة المغرب دعم من الجزائر لعودته إلى الاتحاد الأفريقي.

واستقبل الوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال، الجمعة الماضي، ناصر بوريطة الوزير المنتدب للشؤون الخارجية والمبعوث الخاص للملك محمد السادس، الذي حمل رسالة إلى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.

وأفاد مساهل بتصريح للإذاعة الحكومية الجزائرية، أمس الأربعاء، أن "المادة 29 من القانون الناظم للعلاقات داخل الاتحاد الأفريقي، تنص على أن كل بلد يرغب في الانضمام إلى الاتحاد الافريقي ينبغي له أن يتقدم بطلب يقدم إلى رئيس اللجنة الأفريقية والأخير يوزعها على البلدان الأعضاء".

وتابع مساهل أن "قبول العضوية يتطلب موافقة الأغلبية البسيطة وهو ما يمثل 28 دولة ولا يمكن لأي دولة أن تتقدم بطلب انضمامها بشروط مسبقة وهو ما تنص عليه النصوص التأسيسية للاتحاد الأفريقي".

وتعتبر زيارة الجمعة، الأولى من نوعها ، لناصر بوريطة منذ سنوات، وعرفت السنوات الثلاث الأخيرة تصعيدا لافتا بين الحكومتين، على خلفية عديد الملفات المغاربية والإقليمية، لكن ملف التوتر يبقى واحدا وهو الملف الصحراوي.

وأبان تصريح الوزير الجزائري، رغبة من الجزائر لعودة المملكة المغربية لحضن الاتحاد الأفريقي بعد أن انسحبت منه في وقت سابق لخلافات تعود بالأساس إلى ملف الصحراء المغربية، وموقف الجزائر الداعم للشرعية الدولية وجبهة البوليساريو.

وبحسب المراقبين، لا تتوقف هذه الرغبة بداخل جدران الاتحاد الأفريقي الذي ظل منقوصا من مقعد المغرب منذ سنوات، بل تتعداها إلى إرادة من الطرفين، لبحث كل ملفات الخلاف العالقة، ومنها ملف فتح الحدود البرية المغلقة منذ العام 1994.

ونفى الوزير مساهل، الأربعاء، أن تكون عودة المغرب إلى الحضن الأفريقي مقرونة بشروط منها ما تعلق بالملف الصحراء، وأكّد أنه لن يكون هناك تجميد أو انسحاب أو تعليق عضوية البوليساريو في الاتحاد الأفريقي.

وتظهر هذه التطورات التي يقول مراقبيون بشأنها، إنها ربما تكون نتاج مفاوضات غير معلنة بين الجزائر والرباط لإعادة العلاقات الثنائية إلى طبيعتها، ومن ثم الشروع ببناء صرح الاتحاد المغاربي المجمد منذ عقود.

وقال الخبير بالشؤون المغاربية خيثر ماجني، في تصريح  صحفي، أمس الأربعاء، إن "هذه التطورات مؤشر واضح على أمور ملموسة قد يعلن عنها لاحقا".

وأضاف خيثر، أن ما شجع على هذه التطورات، القضايا الأمنية التي فرضت نفسها ضمن أولويات الانشغال بالنسبة للجزائر كما الرباط، حيث التهديدات الإرهابية تتطلب تكتلات دولية جدية لمواجهتها.

وفي هذا الشأن، قال بيان الوزارة الأولى بالجزائر، خلال زيارة المبعوث الخاص لملك المغرب محمد السادس، الجمعة الماضي، إن اللقاء مع الوزير الأول عبد المالك سلال: "تم التركيز خلاله على الأمن الإقليمي لاسيما مكافحة الإرهاب والجريمة الدولية المنظمة والمسائل المتعلقة بالهجرة وإشكالية التنمية".

ويرى المتتبعون بالجزائر أن استقبال الوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال  لناصر بوريطة الوزير المنتدب للشؤون الخارجية ، تعد بادرة قد تكون مؤشرا على تحول في العلاقات بين البلدين، ويتزامن هذا التطور بالعلاقات، مع انتخاب إبراهيم غالي أمينا عاما لـ"جبهة البوليساريو".