الخميس 16 مايو 2024
سياسة

بنحمو: العودة للإتحاد الإفريقي تنم عن تفكير ناضج لتجنيب القارة مزيدا من التفرقة

 
 
بنحمو: العودة للإتحاد الإفريقي تنم عن تفكير ناضج لتجنيب القارة مزيدا من التفرقة

أكد رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، محمد بنحمو، أن قرار المغرب العودة إلى الاتحاد الإفريقي قرار "تاريخي" و"مسؤول" ينم عن تفكير ناضج يهدف إلى تجنيب القارة مزيدا من التفرقة.

وأبرز بنحمو إثر الرسالة التي وجهها الملك محمد السادس للقمة السابعة والعشرين للاتحاد الإفريقي، المنعقدة بكيغالي، أن "القرار تاريخي يعكس تفكيرا ناضجا، أدمج الكثير من التحولات والتطور الحاصل خلال العقد الأخير"، مضيفا أن "هذا الإجراء المسؤول يتوخى تجنيب القارة مزيدا من التفرقة".

وأضاف أن هذا القرار يجعل القارة تنخرط في المستقبل خاصة وأنه سيمكنها من التحكم في مصيرها، وأن تكون فاعلا على صعيد نظام دولي في طور التأسيس. وأشار أيضا إلى أن هذا القرار سيمنح القارة الإفريقية الفرصة لتصحيح خطأ تاريخي ارتكب في حق بلد عريق ساهم في حركات التحرير والاستقلال، سواء من خلال مساهمات جلالة المغفور له الملك محمد الخامس أو جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، واللذان عملا لصالح الاتحاد الإفريقي واستثمرا لكي تكون إفريقيا قارة تتمتع بثرواتها وإمكانياتها وسيادتها في اتخاذ القرار.

وأضاف أن القرار التاريخي طالما طالب به أصدقاء المغرب، وذلك حتى تعود المملكة إلى المنظمة القارية، وتستعيد مكانها في هذا البيت الإفريقي، مبرزا أن المغاربة وراء هذا القرار القوي الرامي إلى وضع حد لسلسلة طويلة تم خلالها التحكم بالقارة من طرف أولئك الذين لم يجلبوا لها سوى عدم الاستقرار والتخلف.

وأوضح رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية أن المغرب ترك منظمة الاتحاد الإفريقي عندما أدارت ظهرها له، لكنه لم يتخل عن القارة أبدا، وهو ما يشهد به استثماره وتطويره لمفهوم جنوب-جنوب، إضافة إلى حضور المملكة في العديد من المنظمات الجهوية الإفريقية. وتابع الخبير الاستراتيجي أن هذه المبادرات جعلت المغرب في قلب القارة على الدوام، وأن الالتزام المغربي ومسؤوليته في إفريقيا توخت دائما الحفاظ على سلامها وأمنها، مذكرا في هذا الإطار، بمساهمة المملكة في عمليات حفظ السلام بكوت ديفوار وبجمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية إفريقيا الوسطى، إلى جانب جهوده للوساطة والإجراءات المتخذة لصالح تنمية القارة. 

وسجل أن الزيارات التي قام بها جلالة الملك محمد السادس لإفريقيا، تبرز أيضا أن المغرب كان دائما متضامنا مع دول القارة الشقيقة، وملتزما بمواجهة التحديات التي تجابهها.

وأوضح أن الخطأ الذي دفع المغرب إلى الانسحاب من مؤسسات منظمة الاتحاد الإفريقي دون ترك إفريقيا، كان انقلابا حقيقيا ضد الشرعية الدولية وخدعة كبيرة، مشددا على أنه يتعين على الاتحاد الإفريقي تصحيح هذا الخطأ التاريخي، والتخلص من هذا العبء الموروث والإرث السيء الذي خلفته منظمة الاتحاد الإفريقي.

وأكد أن الاتحاد الإفريقي الذي يواجه تحديات عدة، بحاجة إلى بلد وأمة مثل المغرب، ولا يمكن أن يستمر في إيواء كيان وهمي غير معترف به من قبل منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية.