Saturday 7 June 2025
سياسة

عفوا السيد بنكيران: رئاسة الحكومة ليست "محمية" لا يعيش فيها إلا أتباع حزبك المروضون داخل سياج أخرس !

عفوا السيد بنكيران: رئاسة الحكومة ليست "محمية" لا يعيش فيها إلا أتباع حزبك المروضون داخل سياج أخرس !

تعاقب على الحكومة المغربية عدة رؤساء "متحزبين"، كان آخرهم عباس الفاسي، الأمين السابق لحزب الاستقلال، ولم يثبت أن كان أحد من هؤلاء محل "شبهة" أو وضع حزبه في مرمى النار أو ظل ملولبا ومتقوقعا في "صدفة" مثل "الفكرون" إلا عبد الإله بنكيران الذي اختار أن يظل حاكما "فئويا" ورئيسا لجزيرة "العدالة والتنمية" وملكا لـ "البيجيديين"، بدل أن يكون رئيس حكومة لجميع المغاربة.

بنكيران الذي يتجاهل الثقة الذي وضعها فيه الملك والنصوص التي يطوقه بها الدستور ينظر إلى المغاربة بمنظار العدالة والتنمية، ولا يكاد يغادر قوقعته الحزبية، والدليل علاقته المتوترة والمشحونة مع أحزاب المعارضة، خاصة خصمه العنيد إلياس العماري الأمين العام لحزب "البام" الذي طالب بنكيران الملك بحلّه بدعوى أنه حزب "لقيط" و"يسرق" البرلمانيين من أحزابهم ويكتسب رأسماله من عائدات تهريب الحشيش، وهذا ما عبر عنه علانية في العديد من المناسبات.

لكن منتهى "الصبيانية" السياسية والعناد اللامسؤول لرئيس الحكومة هو رفضه الحضور لدعوة وجهها له إلياس العماري لحضور افتتاح أشغال اليوم الأول لمؤتمر دول حوض البحر الأبيض المتوسط حول المناخ في نسخته الثانية الذي انطلق اليوم 18 يوليوز 2016 ويستمر إلى يوم 19 يوليوز،استعدادا لاحتضان مراكش مؤتمرCOP22، وهي دعوة موجهة أساسا وموضوعيا ومبدئيا ومنطقيا من إلياس العماري، رئيس جهة طنجة تطوان وليس الأمين العام للبام، إلى عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة وليس الأمين العام لحزب العدالة والتنمية. الفرق شاسع بين الصفتين والمبادرتين، خاصة وأن هذا النشاط يصب في مصلحة المغرب ودورة "تسخينية" للحدث العالمي الذي تستضيفه مراكش، وينظم تحت رعاية للملك الملك محمد السادس وبحضور فعلي للأمير مولاي رشيد ، أي توجد فيه كل "البهارات" كي يكون حدثا وطنيا بأبعاد إقليمية ودولية ورهانات لصالح المغرب لا دخل فيها لـ"النعرات" الحزبية والحساسيات المذهبية والمزاجات الشخصية بل والصبيانية.

لأن بنكيران الذي فضل أن يتجاهل هذه الدعوة تعامل مع هذا الحدث بتطبيق سياسة "الكرسي الفارغ" ومبدأ "عليّ وعلى أعدائي"، برؤية "الخصم" الحزبي وليس بحكمة رئيس الحكومة، وخان بذلك "ميثاق الشرف" الذي وقع عليه. فلا نعتقد أنه يوجد في العالم رئيس حكومة "يتهرّب" من حضور مؤتمر وطني يدعو إلى العدالة المناخية، ليندس بين "المعزين" في جنازة أحد "حلفائه".

ليس ما نكتبه دفاعا عن إلياس العماري وانتصارا لحزب البام، فموقفنا واضح من إلياس العماري الذي لم نبتهج لانتخابه أمينا عاما ولم نصفق لتنقلاته الحزبية، ولكن غيرة على مؤسستتين دستوريتين )رئاسة الجهة ورئاسة الحكومة( أراد بنكيران بتهوره أن يحولرئاسة الحكومة إلى "دكان حزبي" و"قوقعة حزبية" و"محمية" لا يعيش فيها إلا أتباع البيجيدي "المروّضون" داخل سياج أخرس!!