الجمعة 3 مايو 2024
سياسة

رسالة حاجي لمقاضاة رئيس المجلس العلمي بالمضيق اختبارحقيقي لمصداقية وزارات الأوقاف والعدل والداخلية

رسالة حاجي لمقاضاة رئيس المجلس العلمي بالمضيق اختبارحقيقي لمصداقية وزارات الأوقاف والعدل والداخلية

وقفنا البارحة 14 يوليوز 2016 هنا في "أنفاس بريس"، من خلال الحوار مع الأستاذ الحبيب حاجي، رئيس جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان، على موقف جدير بالتأمل ويتمثل في اعتزام جمعيته المتابعة القضائية لرئيس المجلس العلمي بالمضيق توفيق الغلزوري، على ما ورد في  خطبته لعيد الفطر في مصلى تطوان، وذلك في حالة عدم اتخاذ وزارات الأوقاف والداخلية  والعدل المتعين في الموضوع. وتتلخص المتابعة المفترضة في إجراء تحقيق بشأن الإشادة بالإرهاب، وهي الإشادة المستخلصة من خلال قراءة بنيوية لخطبة العيد.

وقبل هذا الموقف لرئيس جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان، كانت هذه الجمعية قد أصدرت  بيانا ردت فيه على هذه الخطبة، دينيا ودستوريا وحقوقيا، وطالبت بإجراء تحقيق، وبعزل الخطيب، وبتكوين الأئمة في مجال حقوق الإنسان  والثقافة الدستورية.

وكان توفيق الغلبزوري الخطيب المعني، قد أشار عرضا إلى  تفجيرات المدينة المنورة، ليركز في المقابل على الشق الداخلي، بنسف اللحمة الوطنية، وفي خروج لافت عن مقاصد الخطبة، ومقاصد يوم العيد، ليعتبر دعاة الحرية دعاة الفتنة.

وأننا نعيش زمن التطاول على القطعي من الدين، ونشر الفاحشة والجهر بها. نعيش زمن الحرب على الدين لنقضه عروة عروة. نعيش زمن دعاة الإباحية واستهداف المرأة في ذلك.. كما قام الخطيب الغلبزوري بتبخيس الحياة الدنيوية وعمارة الأرض.

ما فهمه المصلون من خطبة العيد، دعوة الإرهاب إلى استهداف المغرب. والجزاء هو الفوز بالدار الآخرة.

الخطاب المضمر في خطبة العيد كان كالآتي: لماذا استهدفتم المدينة المنورة؟ أرض الفجور والموبقات هنا،عليكم بها، ومأواكم الجنة!

لقد انتقد الخطيب الغلبزوري استهداف الإرهاب للمدينة المنورة، لكنه في المقابل كان في موقع التحريض على استهداف المغرب، أو على الأقل استهداف خصومه الإديولوجيين والسياسيين.

فعن أي الاستهدافين الداخليين سيتم السكوت، والحال أن أمن البلاد والعباد كل لا يتجزأ؟

في انتظار أن يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود في لعبة التواطؤات في الحقل الديني، نثمن المقترب الحقوقي في المواكبة النقدية لانزلاقات الأصولية في هذا الحقل.

بقي أن نساءل الإطارات الصحفية،عن السكوت غير المبرر تجاه "نحر" الخطيب رمضان اليحياوي-عضو المجلس العلمي- للإعلاميين، في خطبة عيد الفطر بوجدة، والإشادة بهذا النحر من طرف حواريي الأصولية بوجدة؟

بقي كذلك، ونحن نستنهض همم الزملاء للدفاع عن نبل مهام السلطة الرابعة، أن نلفت عناية القائمين على الشأن الديني، إلى اعتماد قدر كبير من الحزم والجدية في مساق المقاربة المندمجة للبناء الوطني المستقل والمتكامل!