الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

عبد الغني السلماني: شهادة وفاء لكائن جميل إنها المرأة

عبد الغني السلماني: شهادة وفاء لكائن جميل إنها المرأة عبد الغني السلماني

هي الأم التي أعدت جيلاً متميزا ورائع الأخلاق والتضحيات والتطلعات.. هي جامعة الحياة كلية المودة والعرفان هي الحياة والبدايات والنهايات ورائحة الخبز والحلوى ورغيف المودة ومتعة الوفاء.. وهي الزوجة الحبيبة الشبقية، كاتمة الحكايات وهلوسة الاعترافات الأولى، تحت الأشجار وفي الممرات، ثم استمرت عشيقة وصديقة حافظة البقاء ومتعة الأطفال في التربية والتنشئة والنشيد.. إنها رفيقة الحياة وعبقها الدائم المتجدد طول الزمن ولا نبدل تبديلا ...

هي الأخت التي تعوض ألم الحضور والغياب، تمنح الإحساس بلا كلل، وتستمتع لخدمتك وسعادتك وفرحك لأنك الأخ وكل شيء في هذا الفضاء الجميل.

هي  الرفيقة والأسيرة والشهيدة التي علمتك احترام المرأة، ومنحتك فرصة معرفة الذات بقراءة كتاب "السلوك الجنسي في مجتمع رأسمالي تبعي"، وعرفتك بطرح السؤال وأهمية السؤال في التنشئة وعالم الذكورة والأقحوان.

هي أم الفدائي وزوجة المجاهد الذي حرر الوطن وأعطى روحه ودمه كي تعيش وتفكر وتنتقد شكل المؤسسات والمواطنة الكاملة.

هي أم الشهيد في فلسطين صاحبة رسالة توارثتها الأجيال، ونسجت خيوطاً من الوفاء وعشقا من التضحيات حين سمعت مارسيل يغني "أجمل الأمهات" التي كرمت الشهيد ولم تنزو في ثياب الحداد..

 هي الجدة التي غرست في الأرض ابتسامة التحدي، كانت تشحذ متخيلاتنا بحكايات تعوضنا مسافة العناد وعشق الاتي المرصع على يقين المتعة والسنديان..

هي العاملة والصانعة التقليدية التي برعت في تهييء لوحات، تركت تراثاً مزركشاً عنوانه أنا هنا أناملي مٌتعتي في صناعة الفرح ولأقحوان..

هي الفاعلة في الحقل والجمعية والعمل... المناضلة والمثابرة من أجل رغيف الأبناء وتعليمهم..

هي المرأة في الأطلس تعاند قسوة الطبيعة وعناد الجبال، تحمل حزمة حَطبٍ كي تجلب ابتسامة الأطفال قرب المدفئة، تهيئ الرغيف وأكواب الشاي، فتنبعث الكرامة نوراً وحياة في ركن البيت، حارسة الحلم وضامنة البقاء، وموقدة نار المودة كي تستمر المؤسسة..

هي التي لعبت كل الأدوار وشخصتها على ركح مسرح الواقع الكبير، بكل الأدوار ظلت تجمع كل الصفات وتتقن فن إدارتها بامتياز برقة وحنان وحب وكبرياء.

هي المرأة في يوم عيدها، واثقة الخطوِ تمشي لا تنظر للخلف.. تتمرد تراكم  تنشد سمفونية العشق الكبير، مؤمنةً بحقوقها ويقينها الذي يجلب عزتها وحقها الأصيل..

هي الصحافية التي تمردت على الطاغوت، ولم ترد لعب دور الجارية لمريض يعشق النهد تحت ظلم الاغتصاب، لم يعد الطابو هاجسها استجمعت الإرادة وقالت الحكاية..

هي المرأة السلالية المنعدمة الشخصية القانونية لا ترث إلا إذا كان عندها ولد ذكر، إنه أخطر أنواع العنف وأبشعه في زمن المساواة وتكافئ الفرص..

هي الكائن الذي عانى من العنف في أماكن العمل والبيت، سواء في الولوج إلى الشغل أو في الأجر أو الترقية والحكاية تطول ونقول واقع المرأة عنيد وغير متجانس...

في هذا اليوم الثامن من مارس، والذي يصادف يوم المرأة، أنحني إجلالاً لكل الماجدات الرائعات العاملات في مواقع مختلفة كبيرة وصغيرة، نبارك للمرأة عيدها وندعو لها بالمزيد من التقدم والعطاء والمودة والأمل.. وأقول لنساء بلدي ولكل العزيزات، أن الثامن من مارس لهذه السنة له نكهة خاصة، إنها أخبار التحرش وشجاعة النساء في فضحه والتصدي له وفضح مرتكبيه، زمن الذكورية المريضة انتهى، لابد من قوانين تحمي النساء وتكرس المساوة في أبعادها القانونية والاقتصادية والثقافية كل سنة وكل النساء بالمزيد من المكتسبات.