على إثر النقاش الذي خلفته خطبة عيد الفطر 1437هجرية ) 2016( بمصلى وجدة،والهجوم العنيف على الإعلاميين، قامت بعض المواقع الالكترونية المحلية بوجدة(الدائرة في فلك الأصوليين) برد عنيف على المنابر الاعلامية التي قامت بحكم عملها المهني بنقل بعض الأخبار التي تهم مصطفى بنحمزة، رئيس المجلس العلمي بوجدة بكل مهنية، كتهكمه واحتقاره للغة الأمازيغية، إبعاده للوعاظ والخطباء المقربين من حزب "البام" واﻹبقاء على المقربين من حزب العدالة والتنمية، محاربته للفكر الصوفي والزوايا والأضرحة، اﻹعداد والتهيء لمقبرة للدفن على الطريقة الوهابية، إلغاء السلطات لخطبة جمعة وزعها على الخطباء لمخالفتها للضوابط....الخ. وغيرها من الأخبار الصحيحة التي لم يستطع بنحمزة تكذيبها.
لكن الخطير في الأمر هو إقحام الملك في النقاش وتخويف الإعلاميين به. قال أحدهم إن بنحمزة ألقى دروسا حسنية أمام ملكين وأن أي طعن فيه طعن في مصداقية هذين الملكين واتهاما لهما بما لايجمل في حقهما، وبذلك يساوي بين مقام بنحمزة ومقام الملك. كما صدرت مقاله بصورة بنحمزة وحوارييه بجانب الملك .أما آخر فقد أقحم العطف الملكي على بنحمزة أثناء مرضه وتكفله بعلاجه.
إن الملك يشمل بعطفه ورعايته جميع أفراد شعبه من فنانين ورياضيين وإعلاميين وسياسيين ومثقفين...بمختلف توجهاتهم ومشاربهم اﻹيديولوجية، بل حتى أم رئيس الحكومة شملها العطف الملكي. ولن يقبل الملك أن توظف مبادراته الإنسانية في اﻹستقواء على الخصوم وإرهابهم. وهنا نذكر باﻹنذار الذي وجهته وزارة الداخلية لأحد أباطرة المال والعقاربالامتناع عن توظيف إسم الملك.
إن بنحمزة كثيرا ما يذكر في الملتقيات والندوات وبحضور السلطات ومختلف الفاعلين أن الملك سألني من بنى كذا، وقلت له المحسنون، وطلب مني أن أحسبه من المحسنين. فما المقصود بالتذكير بهذا الكلام في كل مناسبة؟ إن المتتبعين يرون أن كثرة الاستدلال بهذا الكلام متاجرة بالملك ولا يليق بمقامه .
أما الحديث في الدروس الحسنية فقد تعاقب عليه ثلة من العلماء الأخيار أمثال سيدي عبد الله كنون وسيدي الفاروق الرحالي وسيدي محمد التأويل ...ولم يثبت عن واحد منهم أن استغله في ترهيب خصومه أو الاستعلاء على المغاربة، بل لم يزدهم الكلام في حضرة الملك إلا تواضعا وأخلاقا واحتراما لجميع الفرقاء. إلا استثاءات نادرة من بعض الأصوليين الذين تطاولوا حتى على أمير المؤمنين واعتبروه غير مؤهل للإفتاء،وللأسف لم ينافح عنه من يستقوون بجلالته اليوم ،ولم يردوا ويدافعوا كما يردون عن السياسين .
على مصطفى بنحمزة أن يراهن في تزكيته لنفسه على العمل المنتظم داخل الثوابت الدينية والوطنية للبلاد. أما خدمة أجندات الحبر الأعظم للإخوان المسلمين في المغرب، بتوظيف اسم امير المؤمنين، فلن تسمح يقظة المغاربة بمثل هذا التدليس. بعبارة واحدة: " لن يصح في النهاية بهذا البلد الأمين إلا الصحيح!".