الاثنين 29 إبريل 2024
سياسة

د. الطيب حمضي: قضية "النفايات" الإيطالية.. 10 حقائق وسبعة أسئلة

د. الطيب حمضي: قضية "النفايات" الإيطالية.. 10 حقائق وسبعة أسئلة

1- ما تم استيراده من إيطاليا ليست نفايات خامة كما هو متعارف عليها وكما يتبادر إلى الدهن من خلال الطريقة التي تم بها تداول الخبر: ما تم استيراده بالضبط هو: محروقات صلبة بديلة أوde récupération Combustible Solide أو Combustible dérivé des déchets أو Refuse-derived fuel RDF

2- الـ RDF هي مشتقات من النفايات المنزلية ولكن بعد معالجتها في محطات خاصة. وتتكون من الورق والورق المقوى والثوب والخشب والبلاستيك بعد فرزها ومعاجتها وتجفيفها ...

3- الحكومة لم تستورد النفايات من إيطاليا لدفنها بالمغرب. شركات الاسمنت هي التي تستورد الـ RDF ، ليس بهدف دفنها بل من أجل استعمالها كوقود لأفراناتها.

4- إيطاليا لم تبعث هذه الـ RDF للمغرب لأنها لا تريد استعمالها في أفراناتها، بل المعامل الحرارية ومعامل الإسمنت بأوروبا وأمريكا لها تستعمل الـ RDF ولكن كمية الـ RDF التي تنتجها إيطاليا تتجاوز الطاقة الاستيعابية لأفراناتها، لذلك تلجأ لتصديرها كما تفعل بريطانيا مع هذه المنتجات الفائضة عن الطاقة الاستيعابية وليست فائضة عن الحاجة وتصدرها لألمانيا وهولندا وغيرها من الدول الأوروبية.

5- عملية نقل واستعمال الـ RDF تخضع لقوانين وإجراءات وتحاليل خلال كافة مراحل الإنتاج والنقل والمعالجة حتى لا تشكل خطرا على الصحة العامة أو على البيئة، وهذه العملية محكومة باتفاقيات وقوانين دولية.

6- المغرب يسعى إلى تطوير هذه التقنية ببلادنا من أجل استعمالها والتنفع منها على مستويين: التخلص من جزء كبير من النفايات المنزلية بطريقة خضراء عوض دفنها مع ما لذلك من خطر على الصحة العامة والبيئة، والاقتصاد في استعمال الوقود الكلاسيكي من الطاقة الغير متجددة. هذا الاقتصاد بدوره مفيد بيئيا.

7- المغرب حاليا لا يمكنه استعمال الـ RDF المنتوج من النفايات المغربية لسببين: أولا ليست لنا محطات معالجة بإمكانها إنتاج RDF من النفايات المنزلية بالمطارح المغربية. ثانيا، المعامل المغربية ما زالت في مرحلة البداية في تقنية استعمال RDF عوض المحروقات الكلاسيكية.

8- وبالتالي فإن المغرب في حاجة إلى فترة انتقالية لتتمكن من هذه التقنية وتتمكن من الاستثمار في هذه التقنية. لذلك عليها في البداية استيراد كميات قليلة من RDF من الخارج في انتظار التمكن التام من التقنية والاستثمار فيها ومن أجلها وفي انتظار إقامة محطات للمعالجة قادرة على تحويل النفايات الخام أي RDF قابلة للاستعمال.

9- القيمة الطاقية للـ RDF عالية جدا ومن شأن استعمالها المحافظة على البيئة وعلى العملة الصعبة وتخليص البلاد من جزء مهم من النفايات.

10- هذه التقنية ليست جديدة بل مستعملة مند أزيد من 20 سنة في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا.

- الملاحظات:

1- لماذا تم الترويج للخبر والإيحاء وكأن جهة ما قامت بصفقة في الظلام من أجل استيراد ودفن النفايات الإيطالية بالمغرب في قصة مشابهة لدفن المواد المشعة بدول إفريقية؟

2- لماذا تأخر رد فعل الوزارة المعنية وكان غير واضح ولم يستحضر أن الأمر قد يأخذ أبعادا خطيرة؟

3- سكان الفايسبوك تم تحريك عدد منهم بمعطيات خاطئة، ولكن مع الأسف تبعهم بدون أدنى تفكير ولا حس نقدي صحف وأحزاب ونقابات ومجتمع مدني وأطر؟

4- لمادا لزمت جمعيات الدفاع عن البيئة وخبرائها الصمت بينما هم يعرفون التفاصيل وكان بإمكانهم تنوير الرأي العام؟

5- لماذا صمتت وسائل الإعلام العمومية، علما أنه كان بإمكانها المساهمة في تنوير الرأي العام؟

6- كيف تحولت قضية RDF وهي تقنية صديقة للبيئة إلى قضية جريمة في حق البيئة؟ من له المصلحة في ذلك؟

 

7- ملحوظة: في انتظار استكمال التحاليل والإجراءات المعمول بها، وموازاة مع ذلك لتتجمع الجهود لإقامة محطات الفرز عوض أن نتفرج على شباب مغربي يعيش وسط هذه الأزبال ويعيش منها في ظروف لا إنسانية وكأننا لا نراهم وإن رأيناهم نتقزز منهم فقط دون التفكير في حلول تحفظ لهم كرامتهم ومصدر رزقهم وتضمن لنا جميعا ولكوكبنا معالجة خضراء لنفاياتنا.