الاثنين 29 إبريل 2024
سياسة

الوزير السابق مولاي أحمد العراقي: لهذه الأسباب رفضنا استقبال نفايات أوروبا في حكومة اليوسفي...

الوزير السابق مولاي أحمد العراقي: لهذه الأسباب رفضنا استقبال نفايات أوروبا في حكومة اليوسفي...

الحديث مع الدكتور مولاي احمد العراقي، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي، حول موضوع البيئة والاستراتيجية العامة للحفاظ عليها، ليس من قبيل الترف الفكري، بل هي جلسة علمية مع خبير في الميدان، اشتغل عن قرب في قطاع تدبير النفايات الطبية، وهو الذي كان أحد الأطر الطبية بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء، واشتغل وزيرا مكلفا بالبيئة في حكومة الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي، وبالتالي فالرجل يتحدث انطلاقا من تجربة عملية، خصوصا وأنه كان مكلفا بصفته الوزارية في حكومة التناوب بالإشراف على النسخة السابعة من المؤتمر العالمي للتغيرات المناخية في مراكش سنة 2001.

في الحوار المطول الذي خص به الدكتور العراقي جريدة "الوطن الآن"، اتهم لوبيات اقتصادية محلية ودولية في صفقة النفايات الإيطالية نحو المغرب، وأكد في حوار سينشر ضمن العدد المقبل من الجريدة، أن التخلص من النفايات المستوردة حرقا، ليس وليد اليوم بل سبق أن طرح في حكومة التناوب منتصف التسعينات، "وأكدنا حينها أن حرقها له تأثيرات سلبية مباشرة على صحة الإنسان من خلال تسرب الغازات السامة في الهواء وانتشار غبار خفيف في التربة مما تتضرر معه الزراعة، كما تبين حينها أن عملية الحرق لها كلفة باهظة من حيث الثمن، إلى جانب التأثيرات الصحية والبيئية، وبالتالي على مستوى القوة العمومية كان الرد واضحا من قبل حكومة عبد الرحمان اليوسفي هو التخلي عن هذا الاختيار، وعدم استيراد أي نفايات من الخارج، "ها العار نكتفيو بالزبل اللي عندنا، عاد نشوفو زبل البراني"، إلا أنه للأسف قامت شركات متعددة الجنسيات ولوبيات اقتصادية محلية بشرعنة عملية حرق النفايات المستوردة، وتقديم مزاعم كونها ذات فوائد اقتصادية مفتقرة لأي سند علمي، وهو ما يروج له اليوم كون هذه النفايات تستعمل حطبا في أفرنة شركات الإسمنت، طبعا هناك ما يسمى "بيوغاز" يستخرج من هذه النفايات خلال عملية الحرق، لكن مقارنته مع الأضرار البيئية والطبيعية تجعل من المنطق عدم اللجوء لهذه الطريقة في عمليات التخلص من النفايات.. وبالتالي مهما كانت الادعاءات العلمية، لاينبغي للقوة العمومية اللجوء لهذا الحل.."

ووصف الدكتور العراقي استيراد المغرب للنفايات الإيطالية وخوض حملة "زيرو ميكا"، بمحاولة المغرب إغراء النظام العالمي القائم، وفق ما يعتبره استراتيجية الحفاظ على البيئة، وهي منه بريئة، مع العلم بأن النظام العالمي لا يعرف إلا مصالحه، وإلا أين هي صداقات المغرب مع الولايات المتحدة الأمريكية في الوقت الذي تدفع فيه الأمين العام الأممي لتقسيم المغرب؟ كل هذه "النوايا الحسنة" يسير فيها المغرب في الطريق الخطأ ولو أنه على المدى القريب سيحصل على بعض الفتات في شكل إطراء.

(تفاصيل أوفى عن هذا الموضوع في الحوار المطول مع الوزير السابق مولاي أحمد العراقي في العدد المقبل لأسبوعية "الوطن الآن"، يصدر غدا الأربعاء)