الاثنين 29 إبريل 2024
سياسة

بيات الزيغم: ابراهيم غالي دمية صنعتها المخابرات الجزائرية لإبقاء الوضع على ماهو عليه

بيات الزيغم: ابراهيم غالي دمية صنعتها المخابرات الجزائرية لإبقاء الوضع على ماهو عليه

تم اختيار ابراهيم غالي خلفا للرئيس السابق للبوليزاريو محمد عبد العزيز في مؤتمر استثنائي عقدته المنظمة الإنفصالية، يوم الجمعة الأخير بتندوف، في عملية اعتبرها المحجوب السالك، ممثل  خط الشهيد التيار المعارض للبوليساريو، مجرد مسرحية من مسرحيات القيادة لتمرير المخطط الجزائري الهادف إلى ملء فراغ الراحل المراكشي يكون أداة طيعة في يدهم لتمديد معاناة المحتجزين الصحراويين عقودا أخرى، وبما يخدم مصالح الجزائر الإستراتيجية.

هذا، وذهب المحللون في تفسير اختيار الجزائر لابراهيم غالي إلى أسباب قبلية من جهة، حيث ينتمي غالي إلى قبيلة "الركيبات أولاد الطالب" وهي من القبائل الموجودة بالمخيمات وتدين بالولاء لحكام الجزائر ومخابراتها. وبالتالي حرص حكام قصر المرادية في اختيارهم لـ"غالي" على عدم المغامرة بتنصيب قائد آخر. ومن جهة أخرى، فإن ابراهيم غالي الذي تعرفه الجزائر جيدا وتعرف ماضيه الدموي هو رقم مطلوب من طرف العدالة الإسبانية بسبب شكايات تتعلق بجرائم تعذيب واختطاف واغتصاب النساء الصحراويات. ولهذا عندما عينته الجزائر من قبل سفيرا لديها سعت بذلك إلى حمايته بالحصانة الدبلوماسية، و فرضه على قيادة البوليزاريو بعد عبد العزيز كفصل من فصول المقايضة والمساومة التي تنتهجها الجزائر في تعاملها مع الإنفصاليين. "أنفاس بريس" اتصلت بالأستاذ بيات الزيغم، وهو قيادي سابق بالبوليزاريو عمل ممثلا لها بدول البينيلوكس بأوروبا، وطلبت منه تعليقا حول حدث تعيين ابراهيم غالي فتقدم بالتصريح التالي: 

أود أن أؤكد بداية على أن الأمر كان مرتبا له بدقة متناهية، بحكم أن اختيار ابراهيم غالي هو اختيار للجزائر قبل أن يكون اختيارا للصحراويين، والدليل على ذلك هو أن الراحل محمد عبد العزيز قبل التحاقه بالرفيق الأعلى وقبيل انعقاد المؤتمر 14 للبوليساريو في دجنبر 2015 استقدمه من الجزائر، حيث كان سفيرا للمنظمة الوهمية، وكلفه بملف التنظيم السياسي ثم قام بحملة مركزة لأجل تلميع صورته والدفع به على أساس أنه الشخص "الأحسن لخلافته". ففهم الجميع منذ ذلك الوقت "الميساج"، وأن الأمور معدة سلفا في الجزائر من خلال حصول التوافق مابين محمد عبد العزيز وحكام الجزائر على ابراهيم غالي الذي كان قد استغل الفترة التي قضاها سفيرا بهذه الدولة وسوق نفسه على أنه الشخص الأكثر وفاء والتزاما بما تمليه القيادة الجزائرية. لذلك أجدد تأكيدي على أن اختيار الرجل كان نتيجة الترتيب الدقيق الذي وقع بين المرحوم محمد عبد العزيز والسلطات بالجزائر. ثم وفي مرحلة ثانية قامت جبهة "البوليزاريو" ولغاية قطع الطريق على بعض قياداتها التي توصف بأنها معتدلة، قامت الجبهة باعتماد وتبني ابراهيم غالي كمرشح وحيد لأمانتها العامة وتقلد منصب رئاستها قبل انعقاد المؤتمر الإستثنائي. وهو ما أفرغ هذا الأخير من صلاحياته "الدستورية" في الحين الذي اعتبر فيه أيضا بمثابة مصادرة لحق المؤتمرين في اختيار من يرونه الأنسب.

إذن، فابراهيم غالي فرض من طرف الجزائر لأن ولاءه لها أولا وليس للسكان الصحراويين الموجودين بمخيمات تندوف.

أما بالنسبة وحول للقيمة التي يمكن أن يضيفها ابراهيم غالي لحل النزاع القائم، يقول محدثنا بيات الزيغم: "أظن أن ابراهيم غالي جاء لتلبية الأجندة الجزائرية المحضة والتي تلائم الأوضاع المتأزمة التي تعيشها حاليا هذه الدولة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، إذ أن حل مشكلة الصحراء لا يوجد في سلم أولويات السلطات الجزائرية التي صنعت ابراهيم غالي كدمية تستجيب بالضبط لهذا المعطى. وذلك بقطع الطريق، كما أشرت إلى ذلك سابقا، أمام القيادات المعتدلة التي تنادي باستقلالية القرار أولا، وثانيا ترك الوضع في الصحراء على ما هو عليه وفي حالة ما يسمى بـ (ستاتو كو) في انتظار الحسم في خلافة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. ويبقى بالتالي القرار والتحكم بيد حكام الجزائر، وهذا هو الدرس الذي تلقنه ابراهيم غالي من الجزائر طيلة  ممارسته لمهمته كسفير للبوليزاريو بهذه الدولة، و قد عبر لها ولحكامها  عن استيعابه الدرس جيدا كتلميذ وفي ومطيع قادر على أن يحذو حذو سلفه عبد العزيز في ارتهان الجبهة وقراراتها بصفة كلية لدوائر صنع القرار بالجزائر.