الاثنين 6 مايو 2024
مجتمع

من غرائب التدبير بالمغرب: جماعة محاميد الغزلان تقتني شاحنة للأزبال ولا تشغلها لعدم ملاءمتها لأزقة الجماعة!

من غرائب التدبير بالمغرب: جماعة محاميد الغزلان تقتني شاحنة للأزبال ولا تشغلها لعدم ملاءمتها لأزقة الجماعة!

تعتبر الجماعة القروية امحاميد الغزلان من أقدم الجماعات القروية بإقليم زاكورة، إذ تم إحداثها منذ 1961.. لكن، ومن خلال زيارتنا لها، بدى لنا أنها تمثل نموذجا للتهميش الذي تجسده مناطق المغرب غير النافع. فالزائر لهدا المركز الحدودي يصدمه الانتشار المهول لمختلف أنواع النفايات الصلبة والغياب الواضح للبنى التحتية، خاصة وأنها أصبحت في الآونة الأخيرة محطة جذب لكل السياح الراغبين في التمتع بجمال السياحة الصحراوية.

طرحنا سؤال أسباب انتشار الأزبال على المعارضة بالمجلس الجماعي لمحاميد الغزلان، فكان ردها أن محاربة هذه النفايات بهذا المركز وبمتخلف دواوير الجماعة، كان هو المطلب الشعبي والاستعجالي لهذه الساكنة منذ سنوات. لكن غياب الإرادة لدى الأغلبية المسيرة حالت دون تحقيق ذلك. متسائلين في نفس الوقت، هل بإمكان من لم يستطع أن يدبر قطاع النفايات أن يكون قادرا على خلق تنمية حقيقية بهذه الجماعة؟؟. فرغم توفر الجماعة على شاحنة لجمع النفايات ووجود مطرح محلي واعتماد مالي مهم (140000 درهم) مخصصة لاقتناء الوقود، واعتماد مالي آخر مرصود لتشغيل الأعوان العرضيين في هذا القطاع (240000 درهم)، لم يفعل الرئيس أيا من هذه الموارد المالية، لذلك ظلت امحاميد الغزلان تحت رحمة الأزبال.

وأضاف محاورنا أن الرئيس وأغلبيته لا يملكون الإرادة الحرة في تدبير الجماعة، فهم يخضعون لأوامر متنفذين ومتسلطين على هذه الساكنة، دليلهم في ذلك اقتناء الرئيس لسيارة ذات الدفع الرباعي بمبلغ 310000 درهم.

ومن جهته أكد رئيس جماعة امحاميد الغزلان، في تصريح لـ "أنفاس بريس" أن إمكانية الجماعة محدودة ورغم ذلك نسجل تحسنا في قطاع جمع النفايات مقارنة مع المرحلة السابقة، حيث نظمنا حملة نظافة شملت كافة دواوير الجماعة، وشغلنا فريقا من العمال المياومين أصحاب العربات المجرورة الذي يقوم بمجهودات كبيرة في عملية محاربة النفايات. 

وعن سبب عدم تشغيل شاحنة جمع الأزبال أكد الرئيس أنه نظرا لكبرها وعدم ملاءمة حجمها (الكبير) وخصوصية الأزقة، فقد ارتأت الجماعة عدم تشغيلها والالتجاء إلى العمال المياومين أصحاب العربات المجرورة.

وفي نفس السياق أشار المسؤول الأول عن جماعة امحاميد الغزلان أنه تلقى مؤخرا وعدا من الوالي المدير العام للجماعات المحلية بمنح جماعته شاحنتين صغيرتين لجمع الأزبال، إضافة إلى 100 حاوية لجمع النفايات.

وبخصوص الاعتمادات المرصودة للمحروقات، أكد الرئيس أن أغلبيته دائما تريد الرفع من هذا المبلغ إلا أن المعارضة ترفض وتطعن في ذلك، مؤكدا أن المبلغ المخصص لها هو 110 ألف درهم بعد رفض العمالة للمبلغ السابق 140 ألف درهم، وذلك من أجل الحفاظ على التوازن المالي للجماعة، حيث يذهب منه مبلغ مهم للتمويل تنقلات 3 سيارات إسعاف التي تنقل مرضى الجماعة، بطريقة شبه يومية.

وبالنسبة لاقتناء السيارة الجديدة شدد الرئيس على نظيرتها القديمة التي أصبحت شبه متهالكة وغير صالحة للاستعمال، مما يضطره للالتجاء إلى الحافلة، خصوصا أثناء التنقلات في إطار مهمة بهدف الترافع عن مصالح الجماعة.