الأحد 5 مايو 2024
مجتمع

صائمون والله أعلم.. جياع وعطشى احتسابا أم خوفا من نظرة المجتمع؟

صائمون والله أعلم.. جياع وعطشى احتسابا أم خوفا من نظرة المجتمع؟

ما بين الحكم على الظاهر وترك السرائر للخالق، والوعيد بالقيام مقام الرب في العقاب تنطوي أغلب السجالات المتحينة مناسبة شهر رمضان للطفو على سطح نقاشات المجتمع الإسلامي والمغربي على وجه التحديد، بعد أن كثرت في السنين الأخيرة نداءات مطالبة بإجازة الإفطار جهرا على أنه حرية فردية، ومن حق أي مواطن اتخاذ التوجه الديني الذي ارتآه ملائما لمبادئ قيمه، ولما لا إعلان عدم تدينه أصلا.

في المقابل، تعلو أصوات مناهضة تجرم ذلك من منطلق طبيعة الدولة المسلمة، ودخول أي محاولة لمس هذا الركن الثالث ضمن التطاولات المستفزة والباعثة لكل أسباب الفتنة والاضطراب، إلى أن شوهدت أحداث ذهب بعضها لحد تطبيق الجزاء في الشارع العام كم غير انتظار كلمة القانون في الوقائع.

وفي هذا السياق، كتب الشاعر صلاح الوديع، رئيس حركة "ضمير"، على صفحته الفايسبوكية أن "شرب جرعة ماء أو الامتناع عنها في رمضان مسألة إيمانية لا دخل لأي أحد فيها. وإلا فما الذي يمنعكم من إجبار الناس على الصلاة والزكاة وغيرها من الشعائر". مضيفا بأنه "لا قيمة لإيمان المُجبر. ولستم الخالق حتى تردوا الناس قهرا إلى سواء السبيل. أليس هو القائل "لا إكراه في الدين"".

وانتهى الوديع داعيا إلى: "اتركوا للإسلام فسحة من رحمة. لا تحكومنا بالقهر الديني. لا تزكوا أنفسكم باعتباركم وكلاء على إيمان الناس. غدا توقفوننا في الشوارع وتجبروننا على النطق بالشهادة لكي ننجو بأنفسنا. أطلقوا سراح الشباب المعتقل من أجل جرعة ماء. كفى من التخلف. كفى من النفاق. كفى..".

ومن جهته، اعتبر لحسن بن براهيم سكنفل، أستاذ في معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات، قول الله "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، فمن شهد منكم الشهر فليصمه" كافية لتأكيد إلزامية الصوم على كل مسلم، مشيرا من خلال برنامج "في فلك الممنوع" على قناة "فرانس 24"  إلى أن حرف "اللام" إنما هو "لام أمر". بمعنى أن أي مسلم يشهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله عليه ويؤمن بجميع أركان الإسلام عليه واجب الصيام. واستطرد لحسن بن براهيم سكنفل بأن أمر الإفطار يبقى شأنا خاصا بين العبد وربه إن تم في السر، لكن دون الجهر به لما فيه من انتهاك لمشاعر الناس.

أما صهيب بن الشيخ، مفتي مدينة مارسيليا سابقا، فقد شدد في البرنامج ذاته على أن كل العبادات منوطة بالاستطاعة ولا يدرك هذه الاستطاعة سوى الشخص نفسه. كما أنه لا معنى لهذه العبادات في غياب حرية التنفيذ أو عدم التنفيذ وإلا جعلنا منها نفاقا وتدينا ظاهريا.