نتيجة السجال الذي تداولته مختلف المواقع الاجتماعية والإلكترونية الوطنية والمحلية حول ما بات يعرف بمحاكمة الشابين اللذين أفطرا علنا بمدينة زاكورة، "أنفاس بريس" تابعت خيوط هذه القضية من عين المكان لمعرفة حقيقة ما وقع عن كثب.
فحسب مصادر من الضابطة القضائية التابعة لأمن زاكورة قام شابان ينحدران من حي أمزرو بمدينة زاكورة بتاريخ 8 يونيو 2016 بالإفطار داخل السوق المغطى بالمدينة، وأمام التجار والخضارين والجزارين وكافة المواطنين، غير آبهين بمشاعر المواطنين، حيث تناولا نوعا من اللمجة (كاسكروط وبعض الفواكه كما شربا الماء...)، يضيف المصدر نفسه. وهي الوقائع التي أكدها للموقع مجموعة من الجزارين والخضارين بالسوق المغطى، الشيء الذي دفعهم إلى إخبار المصالح الأمنية التي انتقلت على الفور إلى عين المكان، حيث تم ضبط الشابين يـأكلان ويشربان، فتم اعتقالهما ووضعهما رهن الحراسة النظرية تبعا لتعليمات النيابة العامة لمدة 48 ساعة من 8 يونيو الجاري إلى 10 منه، إذ اعترفا في محضر رسمي بأنهما أفطرا علنا وأمام الملأ لأنهما "جاعا ولم يتمكنا من مواصلة الصوم".
وبناء على أقوالهما تابعتهما النيابة العامة بتهمة الإفطار العلني في رمضان وتم تقديمهما للمحاكمة في جلسة 10 يونيو المنعقدة بابتدائية زاكورة، وهي الجلسة التي حضرها موقع "أنفاس بريس" كافة أطوارها.
والمثير أن الشابين اعترفا تلقائيا أمام هيأة الحكم بالإفطار علنا بالسوق المغطى وهما يجيبان عن الأسئلة التالية الموجهة إليهما من قبل رئيس الجلسة:
- هل أفطرتما في رمضان؟
- نعم أفطرنا
- هل تعانيان من مرض ما؟
- لا نعاني من أي مرض
- هل فعلا أفطرتما في الشارع العام؟
فكان رد أحدهما على سؤال القاضي:
- لواه أنتا؟
وهي العبارة التي اعتبرها القاضي استفزازا له وعدم احترامه، الشيء الذي دفعه إلى تنبيههما على أنهما أمام هيأة قضائية تستوجب الاحترام. بعد ذلك أجاب الظنينان أنهما أفطرا في "المارشي"..
وبعد انتهاء استنطاقهما تم تأجيل النطق بالحكم إلى جلسة 14 من الشهر الجاري، حيث تمت إدانتهما بشهرين موقوفة التنفيذ وغرامة مالية حددت في 500 درهم.
للتذكير، فالشابان لا تربطهما أية علاقة بأي تنظيم أو إطار جمعوي كان وراء دفعهما إلى الإفطار في رمضان، حيث يبدو أن طيشهما واستخفافهما بكل شيء ولا مبالاتهما هي التي جرتهما إلى هذه العاقبة.