Sunday 6 July 2025
سياسة

بوطوالة، الكاتب العام الجديد لحزب الطليعة: هذا هو كناش تحملاتي

بوطوالة، الكاتب العام الجديد لحزب الطليعة: هذا هو كناش تحملاتي

في هذا الحوار مع علي بوطوالة، الكاتب العام الجديد لحزب الطليعة، يتحدث عن ملامح برنامجه الحزبي، واصفا المشهد السياسي بالمميع، معتبرا أن حزبه عاش طويلا تحت الحصار السياسي والإعلامي..

+ انتخبت مؤخرا كاتبا عاما لحزب الطليعة، إذا تحدثنا عن برنامجك الحزبي، ما هي ملامحه الكبرى؟

- يمكن تقديم برنامجي الحزبي في خطوطه العريضة كما يلي:

سياسيا، سنعمل على تنفيذ مقررات المؤتمر الوطني الثامن، وخاصة ما يتعلق بالنضال الديمقراطي وتوحيد اليسار لتغيير ميزان القوى لصالح القوى الديمقراطية والتقدمية من أجل تحقيق الانتقال إلى الملكية البرلمانية كما هو متعارف عليها دولياً، أي سيادة الشعب وفصل حقيقي للسلط وقضاء مستقل والتداول السلمي على السلطة عبر انتخابات حرة ونزيهة، واحترام كامل لحقوق الإنسان.

تنظيميا، نسعى لتطوير الحزب وتوسيع قاعدته الجماهيرية من خلال تفعيل مقررات المؤتمر، والعمل على تطوير فدرالية اليسار الديمقراطي من أجل توفير شروط الاندماج وبناء الحزب الاشتراكي الكبير، وهناك أيضاً المهام المرتبطة بالقطاعات الجماهيرية كالشبيبة والنساء والحركة الطلابية والعمل الجمعوي والمجتمع المدني

نظريا وأيديولوجيا، المساهمة في إعادة الاعتبار للفكر الاشتراكي وتجديده من خلال الأبحاث والدراسات وعقد الندوات والملتقيات وتنظيم الأنشطة الثقافية والإشعاعية من أجل نشر وتعميم قيم الحرية والعدالة والمواطنة ومحاربة النزاعات المتطرفة بكل أشكالها.

+ يأتي انتخابك في أفق انتخابات برلمانية في أكتوبر المقبل، ما الذي تمثله هذه الانتخابات بالنسبة إليكم؟ وهل هناك تقييم نقدي للتجربة الانتخابية السابقة بعد طول مدة المقاطعة؟

- بالنسبة للانتخابات سبق لحزب الطليعة، ومنذ 2006، أن قام بمراجعة نقدية كبيرة لتجربة المقاطعة، وقرر المشاركة في الانتخابات بناء على قراءته للتطورات التي عرفها المجتمع المغربي والحقل السياسي على الخصوص. وبالرغم من أن شروط النزاهة والمصداقية لم تتوفر في كل الانتخابات السابقة مما نتج عنه عزوف كبير للمواطنين عن المشاركة، فإن الحزب قرر مع حلفائه في فيدرالية اليسار خوض المعركة الانتخابية لمحاربة اليأس والفساد الانتخابي وتبليغ مواقفه من كل ما يجري لعموم المواطنين خاصة وأنه عاش لمدة طويلة تحت حصار سياسي وإعلامي قاسي.

+ كيف تتوقعون نتائجكم في الانتخابات التشريعية المقبلة؟

- بالنظر لنتائج الانتخابات الجماعية السابقة فنحن متفائلون في فيدرالية اليسار بتحقيق نتائج إيجابية في الانتخابات التشريعية القادمة.

+ عكس باقي القياديين في حزب الطليعة الذين ينحدرون من حزب الاتحاد الاشتراكي، أنت تنحدر من منظمة 23 مارس، هل هذا سيكون له تأثير على مسار حزب الطليعة بعد مرحلة المتمردين على اليمين الانتهازي؟

- صحيح أنني بدأت نضالي سنة 1971 وأنا مازلت تلميذا في صفوف الحركة الماركسية اللينينية المغربية (منظمة 23 مارس)، واعتقلت بسبب ذلك بعد حصولي على الباكالوريا في شهر شتنبر 1974، ومكثت بمعتقل درب مولاي الشريف حوالي 8 شهور، ثم حوكمت بسنتين موقوفة التنفيذ، ثم التحقت بكلية الحقوق لإتمام دراستي. وعلى إثر اغتيال الشهيد عمر بن جلون التحقت بالاتحاد الاشتراكي، ومنذ البداية توطدت علاقتي بالمرحوم أحمد بن جلون خاصة بعد المؤتمر الوطني الثالث سنة 1978، وهكذا ساهمت بجانب أطر اليسار الاتحادي في الصراع الذي عرفه الحزب آنذاك وفي تأسيس حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي.. وعليه فمساري النضالي واحتكاكي المستمر بكل مكونات اليسار اقنعني بأهمية وضرورة العمل على توحيد اليسار.

+ بالحديث عن الاصطفافات الحزبية، هناك اتجاه لتمييع المشهد الحزبي بالمغرب، أبرز معالمه هذه التحالفات الهجينة في الحكومة، بين اتجاه محافظ يمثله بنكيران واتجاه تقدمي يمثله بنعبد الله، إلى جانب تيار ليبرالي، أي موقع لحزب الطليعة ضمن هذا المشهد؟

- صحيح أن المشهد السياسي يعرف تمييعا كبيرا، لأن هناك محاولة لصنع قطبية مزيفة لا علاقة لها بالخريطة السياسية في الواقع. فالمشهد السياسي الرسمي لا يعكس ما يوجد في المجتمع المغربي من قوى فاعلة تؤطر الاحتجاجات الجماهيرية وتقود النضالات في مختلف القطاعات والأقاليم ولكنها تعيش في حصار مستمر سياسياً وإعلامياً. لهذا السبب يناضل حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي في إطار فيدرالية اليسار الديمقراطي من أجل فرز حقيقي وتوضيح طبيعة التيارات السياسية الرئيسية في المجتمع. فهناك التيار اليميني المحافظ وهناك التيار الأصولي بمكوناته المختلفة، وهناك التيار الديمقراطي والحداثي. وبطبيعة الحال ففيدرالية اليسار تمثل اختياراً ديمقراطياً وتقدمياً يناضل في نفس الوقت ضد الاتجاه المخزني الحاكم وضد الاتجاه الأصولي المحافظ.