أسدل الستار يوم السبت 28 ماي 2016 على أيام أول "ربيع ثقافي" بمقاطعة الحي الحسني بالبيضاء، بعد تولي "محمد جُُدار" رئاسة المقاطعة خلفا لـ "محمد عمور" وكلاهما من حزب المصباح، الذي اكتسح بعد انتخابات 4 شتنبر الماضي نسبة المقاعد بمجلس المقاطعة بأغلبية مريحة جدا. امتدت أيام ربيع المقاطعة من 20 إلى 28 ماي 2016، واتخذ شعارا له (جميعا من أجل ترسيخ قيم المواطنة المسؤولة) وقد عرف المهرجان العديد من الفقرات الفنية والرياضية، وفي انتظار الحصيلة غير المُعلن عنها من طرف مجلس المقاطعة إلى حدود اليوم، برزت بعض الآراء التي ينتقد أصحابها بطريقة سلبية، تنظيم وتدبير هذا "الربيع الثقافي"، وأخرى تدافع عنه واصفة إياه بالناجح والثمين، ومنها إدارة المهرجان وأعضاء من حزب العدالة والتنمية بالمقاطعة وفاعلين جمعويين شاركوا في فقراته..
"أنفاس بريس" تنقل لكم بعض الآراء والملاحظات التي رافقت أسلوب تنظيم هذا النشاط، وحجم وقعه على الساكنة والفاعلين في مجال الثقافة والعمل الجمعوي محليا..الكلمة لـ "المصطفى أفعداس" فاعل جمعوي وناشط حقوقي من منطقة ليساسفة.
"حضرت جل محطات المهرجان وتابعت فقراته حتى أتمكن من تكوين قناعة موضوعية بخصوصه رغم أنني لم أتوصل بأي دعوة في الموضوع. مبدئيا عرف التنظيم نوعا من الارتجالية فيما يخص البرمجة والتنسيق. بالإضافة إلى كون الميزانية المخصصة لهذا المهرجان غير مُعلنة، مما يعطي الانطباع أننا أمام صفقة مفتوحة يمكن أن تتجاوز كل التوقعات. كما عرف المهرجان تكريس مفهوم الإقصاء بمعناه الحقيقي - على سبيل المثال لا الحصر - نذكر أن مقاطعة الحي الحسني، ركزت جل أنشطة المهرجان على مستوى مناطق معينة، تعدُّ من القلاع والخزانات الانتخابية، فيما حرصت على تغييب تراب منطقة ليساسفة بأكمله ويظهر ذلك جليا من خلال قراءة في البرنامج. بحديثنا عن الفضاءات والتهميش الذي تعرضت له المنطقة، التابعة ترابيا للمقاطعة، لابد من الإشارة إلى كون فعاليات المنطقة تعرضت للتهميش بنفس القدر، وحتى الجمعيات التي شاركت بفقرات مسرحية، عاشت أجواء لا تـُحسدُ عليها، بعد برمجة نشاطها بدار الشباب "فرح السلام"، دون تعبئة أو إشهار لنشاطها، مما أعطى الانطباع أن حضورها غير مرغوب فيه. ولا ننسى في هذا الباب التمييز الذي شهده تعويض المشاركين الذي تجاوز في بعض الحالات المسموح به. ولن نقبل - ما دمنا نتكلم عن الجمعيات ومشاركتها - أن يتم الحديث عن إشراك المجتمع المدني في المهرجان، هذه المشاركة لم تتجاوز الاستفادة من مبالغ جد هزيلة، مقابل القيام بـ "صبيحات تربوية" و"كيرميس" وهي في حقيقة الأمر شراكة لامتصاص غضب الجمعيات، بعد ما تعرضت له النسخة السابقة، حين احتجت الفعاليات على المبالغ التي كانت مخصصة لهذا الغرض".