Monday 12 May 2025
فن وثقافة

كتبها علي الصقلي ولحنها عبد القادر الراشدي.. الأغنية التي صنعت شهرة الراحل محمد الحياني

كتبها علي الصقلي ولحنها عبد القادر الراشدي.. الأغنية التي صنعت شهرة الراحل محمد الحياني

كان محمد الحياني في بداية تجربته الغنائية حين قدم له عبد القادر الراشدي أغنية «من ضي بهاك» التي صنعت شهرته الأولى، ونبهت عشاق الغناء المغربي إلى فرادة صوته وسط الأصوات التي أثثت المشهد الفني خلال السنوات الأولى للاستقلال.

حدث ذلك سنة 1968، أربع سنوات فقط بعد التحاقه بالمعهد الوطني للموسيقى بالرباط، ثم انضمامه إلى كورال الجوق الوطني، ومن تم خاض تجربة الأداء الفردي من خلال أغانيه الأولى التي قدمها له من عبد الحميد بن براهيم الذي يعود إليه الفضل في اكتشاف الحياني. إلى أن جاءته هذه الأغنية التي كتبها الشاعر علي الصقلي الذي اشتهر بكتابة النشيد الوطني، واشتهر في المجال الغنائي بكتابة هذه الأغنية مع أن له دواوين شعرية ومسرحية شعرية عديدة.

ولذلك حين نتمعن في الطابع العام للأغنية نجد حضورا واضحا لبلاغة الشعر العربي من خلال الصور والمعجم والتركيب. إن الجملة الشعرية التالية «من ضي بهاك كحلت عيوني بالليل والنهار» تبرز، مثل باقي الجمل الأخرى، هذا الطموح بالسمو بالزجل إلى مراقي الجمال، والطموح الموازي بالنهوض بالأغنية الدينية على وجه التحديد حيث تضافرت الابتهالات المترنمة بذكرى الله ورسوله الكريم مع مناخ عالم التصوف، حيث يستلهم ملامح التجربة الصوفيه إذ يقف المتصوف على باب الله طالبا التوبة والشفاعة من ماضي العصيان في مقام أول:

«عصيت الله ما كفاني وطلبت أنا من قديم/ ما لي حيلة غير فضلك نرجا والعاطي عظيم/ جيت نشفع يا الشافع في وتداوي سقيم». ومعلنا تغنيه يارسول الكريم في الذات الإلهية في مقام ثان:

«غرامك في قلبي وشعلات فيه نار/ زينك وحدو بين عيني يضوي من ضي الاقمار/ الحق حيا بين يديك وانشر علينا علامو». 

وقد بذل الراشدي جهدا كبيرا في إعطاء الكلمات ما تستحقه من عناية جعلت الأغنية تتردد على كل الشفاه، فقليلة هي الحالات التي تشتهر فيها الأغنية الدينية. نستحضر بهذا الخصوص أغنية «أمحمد صاحب الشفاعة والنور الهادي/ يا محمد بك تنشهد من بعد الله أمحمد كون لي شفيع يوم الميعاد/ أنت عينالرحمة يا النبي عظيم الجاه» كلمات العلج، ألحان الراشدي» لإسماعيل أحمد، و«يا قاطعين لجبال وزايرين النبي/ يا لوخدين قلبي وجوارحي وشبابي/ يالمالكين روحي ومعكم شواقي يا ساكن حبكم في قلب أعماقي» لعبد الهادي بلخياط على سبيل المثال.

لأجل ذلك نسجل أن هذه الأغنية كانت فأل خير على صاحبها لأنها عبدت له الطريق ليحقق قفزة ثانية بعد أدائه لأغنية «راحلة» لعبد الرفيع جواهري وعبد السلام عامر سنة 1970. ومن هناك واصل الحياني مجده الغنائي من خلال أداء «بارد وسخون» و«أشواق»... إلى آخر المسار حيث عاش أزمة صحية جعلته يلفظ أنفاسه، ويلتحق بخالقه في أكتوبر من سنة 1996، مخلفا رصيدا غنائياينتمي إلى الفن الأصيل، وسيرة مثالية يشهد بها كل زملائه في الوسط الفني، ولذلك يظل اسم الحياني رحمه الله مرتبطا في الذاكرة بسمو الذوق والخلق على حد سواء.

من ضي بهاك

من ضي بهاك كحلت عيوني بالليل والنهار

سيدي بالليل والنهار

من فرط هواك النار في قلبي ترمي بالشرار

أسيدي ترمي بالشرار

نبي الله رسول الله أنا بالله سيدي وبك عاني

ياللي باسمو سبحات في غناها وزهات الأطيار

وروات عليه كل موجة ذابت من موج البحار

من يوم عمر

غرامك في قلبي وشعلات فيه نار

زينك وحدو بين عيني يضوي من ضي الاقمار

الحق حيا بين يديك وانشر علينا علامو

سيدي يا رسول الله

رفع الله بك يا محمد حبيب مقامو

من بيت الله فاح طيبو يا نعم الطيب ونسامو

لولاك انت يالهادي قد الليل ف ظلامو

سعد اللي يترنم في صلاتو ويحلي صيامو

ويعطر باسمك الجليل الزاهي كلامو

الباكي

هايم ف هواك غادي بهاءك

أنا ف حماك سيدي وبك فاني

باب الرحمة والشفاعة يامول الجاه العظيم

بدموعي جيت ندق ف بابك يانعم الكريم

عصيت الله ما كفاني وطلبت أنا من قديم

ما لي حيلة غير فضلك نرجا والعاطي عظيم

جيت نشفع يا الشافع في وتداوي سقيم

واللي ما لوشفاعتك غدا يوقف باكي يتيم

رجاي فيك ورامي ليك

بالله وبك سيدي ضوي مكاني