Saturday 10 May 2025
مجتمع

سيد أحمد الكائن : حق المعطلين الصحراويين في الشغل يكتسي طابعا اجتماعيا و على السلطات أن تتخلى عن المقاربة الأمنية في التعاطي مع هذا المشكل

سيد أحمد الكائن : حق المعطلين الصحراويين في الشغل يكتسي طابعا اجتماعيا و على السلطات أن تتخلى عن المقاربة الأمنية في التعاطي مع هذا المشكل

نظمت تنسيقية المعطلين الصحراويين،مساء الأربعاء الأخير،  وقفة احتجاجية؛ بشارع محمد السادس بالعيون، إحياء لأربعينية الراحل ابراهيم صيكا، عضو تنسيقية المعطلين بكلميم.

بهذه المناسبة اتصلت "أنفاس بريس" بـ"سيد أحمد الكائن"، عضو التنسيق الميداني بالعيون، وأجرت معه الحوار التالي، حول مطالب المعطلين الصحراويين في ظل الوضعية الراهنة بين عدم تناسبية الشهادات مع سوق الشغل، وضعف التشغيل الذاتي أمام برامج افتراضية يغيب عنها التتبع والتقييم.

كيف جعلتم من ذكرى أربعينية "صيكا"، وقفة احتجاجية ؟

قام التنسيق الميداني  للمعطلين الصحراويين بالعيون بوقفة احتجاجية بالشارع الرئيسي للمدينة، رفعنا فيها شعارات سلمية نستنكر فيها  الجريمة التي تسببت في وفاة المرحوم إبراهيم "صيكا" مناضل تنسيقية المعطلين بكلميم، وطالبنا فيها،كذلك، بالكشف عن الحقيقة ومعرفة  ملابسات حادثة الوفاة أصلا ومن جهة ثانية، أكدنا في شعاراتنا،خلال الوقفة على المطالبة بالعيش الكريم  من خلال  التشغيل.

ماذا تقصدون بالتنسيق الميداني ؟

نحن كأطر من حاملي شهادات الماستر انتظمنا في جمعية أو تنسيقية محلية للأطر العليا، وبالمقابل هنالك جمعية الأمل  وجمعية النهضة للمجازين والتقنيين، والتنسيق الميداني يجمعنا بصفة كاملة ووحدنا في إطاره الأشكال والمواقف  في العيون  بالموازاة مع نضالات الأخوة في كلميم و سمارة وطنطان وبوجدور والداخلة، وهكذا  فالميداني نقصد به في نهاية الأمر اشتغالنا جميعا على نفس المطلب أي الحق في الشغل

لكن الملاحظ أن حدة هذا الاشتغال الميداني وإلحاحية المطالب نجدها في العيون فلماذا في نظرك ؟

أكيد أن المطلب واحد؛ ولكن لماذا الحدة في العيون أساسا

 فهذا  يقاس برد فعل السلطة المحلية فالوقفات التي ينظمها التنسيق المحلي بهذه المدينة لها طابع سلمي تحترم كل المعايير السلمية  وترفع فيها شعارات واضحة ليس فيها أي لبس  شعارات اجتماعية  نناضل في إطارها من أجل الشغل بشكل حضاري وبدون عنف، لكن نصطدم  بتدخلات أمنية عنيفة غير مبررة وتتجاوز القانون، و بالتالي ليس هنالك تناسب بين الاحتجاج الذي يعبر عنه المعطلون  ورد الفعل الذي تمارسه السلطة ! وهذا يدعو إلى أن تراجع السلطات  مقاربتها الأمنية التي تعالج بها الموضوع  ومطالب المعطلين  وذلك بالإنكباب على حلحلة المشكل.

ألا تعتقد أن عدم ملائمة البروفيلات  والدبلومات  المحصل عليها من حملة الشواهد للمعطلين مع عروض. الشغل هي من بين المشاكل الرئيسية المطروحة ؟

أين هو سوق الشغل أصلا؟ أنا أطلب من الإعلاميين أن يقدموا إلى مدينة العيون ليقوموا  ببحوث ميدانية  بأنفسهم حول اقتصاد المدينة، وما يمكن أن يتيحه من فرص الشغل، فولوج قطاع الفوسفاط من أجل الشغل من المستحيلات  اليوم ويبقى من أحلام اليقظة ، والميناء  يستحوذ عليه "ناس " منذ زمان، وتبقى بالعيون  بعض شركات "السيكوريتي" أو الأمن الخاص التي تتيح  بعض فرص الشغل ، لكن هل تتصور إطار حاصل على دبلوم  من درجة الماستر  يشتغل في "السيكوريتي " لا يتوفر حتى على السميك؟! وحتى ما طرحته حول عدم التناسب الذي قد يحصل بين الدبلوم وسوق الشغل إذا افترضنا وجود هذا الأخير فهل هو مشكلتي أنا أم مشكلة المنظومة التعليمية ؟ فأنا كإطار من التنسيق الميداني للمعطلين الصحراويين لا ينبغي أن أتحمل وزر مشكل هذه المنظومة؛ لأننا لسنا من صنع السياسة التعليمية التي أوصلت الأمور إلى هذا الحد، من الدونية  والسلبية،  وهذا يفرض أن يبدأ الإصلاح  من "التحت" وملائمة التعليم وتكوين الأجيال القادمة لسوق الشغل.

ألا ترى مع ذلك بأن المشاريع المهيكلة  الكبرى التي تم الإعلان عنها بعد الزيارات الملكية الأخيرة للأقاليم الجنوبية تفتح أفاقا جديدة لتشغيل المعطلين ؟

هنالك فعلا إيحاءات بذلك، وأفاقا واعدة  ولكن إلى اليوم  وعلى أرض الواقع ما زال لم يتغير أي شيء  فجسم  وعدد المعطلين  ما زال يكبر فعلى مستوى حاملي الماستر وحده بالعيون  يتجاوز عددهم 270  معطل من تخصصات مختلفة في القانون والاقتصاد والأدب  مع بعض الاستثناءات في العلوم وهذا العدد مرشح للارتفاع هذه السنة بتخرج أفواج جديد ة  وما يسجل هو تصريحات متناقضة للمسؤولين  ليس لها طابع التراكم والاستمرارية  ولا تزيد في أرض الواقع إلا إحباطا وتأزما  كتصريحات لحسن الداودي، وزير التعليم العالي، الأخيرة، المستخفة بطلبة الآداب  والمشجعة للدراسة بالإنجليزية 

إذا كانت فرص الشغل ضئيلة سواء على مستوى القطاع العام أو الخاص معا فكيف كانت حصيلة التشغيل الذاتي وتجريب مثل هذه المبادرة من طرف حاملي الشهادات في العيون ؟

على مستوى التشغيل الذاتي  كانت الحكومة قد أطلقت مشروع" مقاولتي " وكنا نرى حوله أنه من أحل التشجيع على الانخراط في هذا المشروع  ينبغي على الدولة القيام بتقييم عام له ولنتائجه وما هي أسباب فشله   بعدما تبين  أن الدولة تعلن وتلتزم ببرنامج  ثم يأتي فاعل سياسي آخر ببرنامج جديد   ينتقد ويلغي البرنامج السابق وهكذا تتولى المخططات التي تظل كلها  فاشلة  في نهاية المطاف  بسبب أنانية الفاعل السياسي الذي يعتبر أن مشروعه وحده الذي على صواب  أما سلفه فكان على خطئ في غياب قاعدة  الاستمرارية  وتقييم نتائج المشاريع السابقة كما قلت للاستفادة من الجوانب الإيجابية  وتفادي السلبية منها  حتى لا تتكرر التجارب الفاشلة، واستحضر هنا أيضا تجربة "ليبيد " بكلميم  وهو برنامج مبادرة إنعاش تشغيل الشباب والتنمية  المدعم من (برنامج بنود ) التابع للأمم المتحدة  بشراكة مع وكالة الجنوب للتنمية إبان  ولاية مديرها السابق حجي وقد انتهى المشروع ولم يحقق أهدافه بعدما تبين أن 1/3 من ميزانيته  فقط الذي تم صرفه  في المناظرات ونفقات التسيير المختلفة وفشل لأنه استند على مشاريع وهمية افتراضية   وتركيب مالي وهمي !

وما أسجله من ناحية أخرى هو نجاح برنامج ( الواحات ) لوكالة الجنوب في دعم النشاط التضامني المجسد في الجمعيات والتعاونيات وقد أثبتت النتائج على أن البرنامج توفق في استهدف الفئات المستفيدة واستند نجاحه على مواكبته كانت مبنية على عنصري الدعم والتتبع.