الأربعاء 15 مايو 2024
فن وثقافة

ولد الوز عوام".. هشام التطواني نفس جديد في عالم العزف على آلة العود

ولد الوز عوام".. هشام التطواني نفس جديد في عالم العزف على آلة العود هشام التطواني في لقاء التكريم يرافق بالعزف غناء الفنانة أمال عبد القادر

نظمت "جمعية ظلال الرقراق للثقافة والفن" (يوم السبت 6 يناير 2017) بفضاء دار الشباب تابريكت بسلا، لقاء احتفاء وتكريم بالفنان عازف آلة العود هشام كريكش التطواني، ضمن برنامجها "الأريج الفني". "أنفاس بريس" تابعت لقاء التكريم وأعدت "الورقة البورتريه" التالية:

"هو سليل عائلة فنية أبا عن جد، والده هو عبد الواحد التطواني (عبد الوحد كريكش التطواني)، واحد من رواد الأغنية المغربية الأوائل، المطرب الذي برع منذ مطلع ستينات القرن الماضي ولا يزال في صنوف الغناء والعزف والتلحين والمسرح الغنائي، وبصم بطابعه الواضح مسارا متألقا رفقة الجوق الملكي في عهد الملك الراحل الحسن الثاني.. وجده من جهة أبيه كان أيضا مولعا عاشقا لفن الموسيقى، وكان من بين قلة من يحوز في بيته بالمدينة العتيقة بتطوان على "ألة كراموفون" وعلى خزانة مهمة من الأسطوانات القديمة لرواد من أمثال سلامة حجازي، الشيخ أبو العلا، الشيخ حنطور، سيد درويش وأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب...، وكان يحيي سهرات أسبوعية في ألوان الموسيقى الأندلسية والموسيقى العربية الأصيلة.. وكان الطفل هشام، وقتئذ، في زياراته إليه هناك كثيرا ما يغوص سابحا بين هذه الألوان والتحف الفنية.. وإلى جانب هذه المنابع كانت تحيط بالصغير هشام، أيضا، ظلال ألوان وأذواق أصول وفروع شجرة عائلة بكاملها، يسكنها الفن وتستهويها عوالمه ودواخله الآسرة...

وسط كل هذه الأنفاس الفنية تفتقت موهبة الفنان هشام كريكش التطواني في العزف على آلة العود في سن مبكر جدا، هو الذي فتح عينيه على الدنيا منتصف السبعينات في بيت العائلة بسلا على مراتع الفن وهمسات الموسيقى.. بيت يتنفس الفن ويتزاور فيه أهل الفن من كل حدب وصوب في كل وقت وحين. أجواء دفعت الطفل هشام، آنذاك وهو في سن السابعة من عمره، والكلام للأب وأستاذه الأول عبد الواحد التطواني في لقاء التكريم، أن يتوسل إلى الوالد طالبا منه منحه فرصة العزف على آلة العود، غير أن صرامة الأب، وحرصا منه على ضرورة اهتمام الطفل أولا بتحصيله المعرفي في المدرسة، رد عليه بالقول غاضبا "اخرج بعد مني..، الموسيقى ماغديش توكلك الخبز...

في سن الحادية عشرة أعاد هشام الكرة الطلب، فجاءت موافقة الوالد هذه المرة مشروطة بموازاة التحصيل والاجتهاد في صف الدراسة.. وهو ما وعد به هشام، وفعلا حصل فتخرج بشهادة فنية من المعهد الموسيقي مولاي رشيد، إلى جانب انجذابه نحو فن الرسم والخط العربي وممارسة رياضة الجيدو.. وقطع أيضا مسارا ناجحا في الدراسة توجه بالحصول على إجازة جامعية في شعبة القانون الخاص خولت له الاشتغال كإطار في الاستشارة القانونية بإحدى الشركات الخاصة إلى جانب اشتغاله على الفن والموسيقى. وراكم بالموازاة مشاركات في تسجيلات رفقة الجوق الوطني لمجموعة من الأغاني الوطنية ورفقة الجوق الجهوي للدار البيضاء. وشارك في مهرجانات وطنية ودولية، وله "أسطوانة مدمجة" بعنوان "سلطان الأوتار" رفقة عازفين من المغرب وتركيا واليونان، إلى جانب تسجيل حضوره للمرة الثالثة في المهرجان الدولي للعود بمدينة تطوان..

عنه يقول الفنان عبد السلام الخلوفي، الذي حضر لقاء الاحتفاء "هشام التطواني نفس جديد في عالم العزف على آلة العود، على نهج عازفين مهرة أمثال عبد الوهاب الدكالي، الراحل سعيد الشرايبي والحاج يونس..". ويضيف الخلوفي عنه قائلا "هشام له بصمته الخاصة في العزف، هو الذي تشرب رحيق المدرستين المغربية العريقة والعربية الأصيلة.." ..فيما اكتفت المغنية أمال عبد القادر في كلمة مقتضبة في حقه بالقول "هشام التطواني عازف ماهر"، لتطلق شذى صوتها يصدح بغناء "إسأل روحك إسأل قلبك قبل ماتسألني.."، إهداء منها للمحتفى به واعترافا بفيض وفاء وصداقة وبهاء. كما تحدث الأب الفنان عبد الواحد التطواني بفخر واعتزاز عن رونق المسار. وتوالت أصوات بإشادات، تارة بكلام، وأخرى بعزف وغناء، من لدن فنانين وإعلاميين وشعراء، فكان بوحا جميلا وسفرا آسرا في أوج فترة "الليالي"(بالدارجة المغربية) الممطرة الباردة هذه الأيام، فكانت لحظات دفئ فني جميل بدا فيها الفنان هشام، وهو ملفوف بدفء العائلة والأصدقاء والأقرباء.. خجولا مثل طفل صغير، فأوجز حديثه على طاولة الدردشة، رفقة الشاعرة فاطمة المنصوري مقدمة اللقاء، حول تجربته وحول فن الموسيقى في الحياة قائلا "فن الموسيقى يرفع الذوق الجمالي ويسمو بالإحساس والإدراك لدى الإنسان، ومنه فهو ليس مادة فرجوية في العمق".

وخلص في كلامه بالتأكيد على أن "الموسيقى لها دور أساسا في التكوين والتثقيف بالنسبة للفرد"، قبل أن يترك مهمة تتمة الحديث لسحر ورشاقة أنامله في العزف والتقسيم على آلة العود ومرافقة ألوان أصوات في الإنشاد والغناء"...