الأربعاء 22 مايو 2024
فن وثقافة

التشكيلي عبد الرحمان رحول يستعيد تجربته مع طفولة الجدار والضوء والذاكرة بالدار البيضاء

 
 
التشكيلي عبد الرحمان رحول يستعيد تجربته مع طفولة الجدار والضوء والذاكرة بالدار البيضاء

في معرض، افتتح مساء أمس الأربعاء 12 ماي الجاري ويستمر إلى غاية 30 منه، بفيلا الفنون بالدار البيضاء، يستعيد الفنان التشكيلي عبد الرحمان رحول، تجربته الفنية التي أنتجها منذ بداية السبعينات وإلى حدود اليوم.

ويقدم هذا المعرض، الذي يحمل اسم "ريتروسبيكتيف"، مجموعة من الأعمال الفنية للتشكيلي رحول التي يعكس تعدد أجناسها التي تجمع ما بين الصباغة والنحت والسيراميك، مشروعه الفني المتكامل بتقاطع تعبيراته وعدم تنازله عن شرطه الجمالي.

ويعد رحول الفنان التشكيلي الوحيد بالمغرب الذي يبدع باستعمال الصباغة والنحت والسيراميك، متنقلا بسلاسة بين هذه الأشكال الإبداعية التي يعتبر أنها "تتكامل فيما بينها، وتمكنه،كل بطريقتها، من التعبير عن قلقه وانشغالاته وحساسيته الجمالية الخاصة".

في أعمال رحول ثمة اشتغال على الضوء والذاكرة، فمن خلال ارتكانه للذاكرة واستعادته للطفولة ومشاهدها يعيد عبر الضوء وهج الأماكن القديمة من خلال تركيب الأشكال الهندسية للمنازل التقليدية العتيقة التي كانت تتراكم فوق بعضها البعض.

ما بين التصويري والتجريدي وما بين عمل الذاكرة، تسكن رحول رغبة محتدمة في إبراز جمالية أشكاله الفنية في تناسق ما بين الأشكال والفضاء بحس شاعري مرهف، وفي حرص على أن يحمل كل معرض يقدمه جديدا في أعماله التشكيلية التي تضيف تراكما وغنى لمساره التشيكلي.

ولعل خصوصية أعمال رحول تتجلى في كون، كل عمل على حدة، يتميز بتفرد أسلوبه سواء في الأعمال ذات الأحجام الصغيرة أو الكبيرة، أو في اختياره للألوان أو للموضوع، وكأنه يحاول من خلال هذه الأساليب البحث عن توازن ما لهذا العالم.

اشتغل رحول منذ سنة 1972 أستاذا بمدرسة الفنون الجميلة بالدار البيضاء، وذلك بعد أن أنهى دراسته بالمدرسة الوطنية العليا للفنون الصناعية ومهن الفن وبالأكاديمية الشعبية للفنون بباريس، وقام بتداريب في ميدان السيراميك بكل من هولندا وتشيكوسلوفاكيا سابقا.

ويتشكل المسار الفني للتشكيلي عبد الرحمان رحول، الذي رأى النور سنة 1944 بالدار البيضاء، من خلال الاشتغال على واجهتين متكاملتين، واجهة الرسم والنحت والسيراميك، ثم واجهة التدريس من خلال العمل كمدير لمدرسة الفنون الجميلة بالدار البيضاء منذ 2003.

شارك رحول، العضو بالجمعية المغربية للفنون التشكيلية، والذي يشكل برأي الناقد الفني محمد علوط "بصمة متفردة بصيغة الجمع شبيهة بالأثر الطيفي لهويات جمالية متعددة"، في العديد من المعارض وطنيا وعربيا وعالميا.