أفاد مصدر طبي بأن 13 شخصا أصيبوا بجروح في هجوم على حافلة كانت تقلهم بواسطة مقذوفات وزجاجات حارقة، أمس الأربعاء، بمدينة غرداية (600 كلم جنوب الجزائر العاصمة)، التي تعد مسرحا لمواجهات منتظمة ذات طابع طائفي. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية (واج) عن المصدر نفسه قوله إن الضحايا كانوا على متن حافلة للنقل الحضري قبل أن تتعرض لهجوم من قبل أشخاص مجهولين على مستوى الطريق المؤدي إلى واحة غرداية.

وتابعت (واج) أن إحدى المقذوفات اخترقت زجاج الحافلة، مما تسبب في إصابة بعض الركاب بحروق، من بينهم خمسة رعايا أفارقة من جنوب الصحراء، قبل أن تلتهم ألسنة اللهب الحافلة، مضيفة أن المهاجمين لاذوا بالفرار. ويأتي هذا الحادث بعد أشهر من الهدوء في هذه المنطقة، التي تتجدد بها، بين الفينة والأخرى، أعمال عنف يكون طرفاها ميزابيون (امازيغ) يتبعون التيار الإباضي، وعرب الشعامبة (مالكيون).

وكان الصيف الماضي قد عرف مواجهات حادة بين هاتين الطائفتين بولاية غرادية، خلفت مقتل ما لا يقل عن 22 شخصا، في ظرف 72 ساعة من الاشتباكات، قبل أن تضطر قوات الجيش للتدخل لإعادة الوضع إلى طبيعته بالمنطقة. وحينذاك، اتهمت عدة أحزاب سياسية جزائرية النظام بكونه مسؤولا عن هذه المواجهات، ملقية باللائمة على شغور السلطة، في ظل الوضع الصحي المتدهور للرئيس عبد العزيز بوتفليقة.