يبدو أن موجة إصدار محترفي الأغنية بالمغرب، للأغاني الخفيفة وتعميمها على "اليوتوب" بأي شكل وأي موضوع، لتحقيق "البوز" أي قصد الانتشار، أضحى ينتج عنها بعض الانطباعات الصائبة، سيما وأن مثل هذه الأغاني تحمل رسائل غريبة وأخرى مستهجنة وثالثة مستفزة ورابعة قوامها الغباء الطبيعي أو الاصطناعي المقصود، ولعل ما رافق الأغنية الأخيرة للمطربة المتمكنة من أدوات الغناء الطربي، لمياء الزايدي، لدليل قاطع على هذا الأمر، إذ عممت "الزايدي" أغنية عبر الإنترنت عنوانها "دبليو" أي اثنان من حرف w اللاتيني والذي يستدل عليه في عالم الماركوتينغ بالعلامة على المنتوج الجديد.
وبمشاهدة "فيديو" هذه الأغنية، يجد المتلقي أنها سقطت في الإشهار بشكل "غبي"، ذلك أنه منذ البداية نجد أن المغنية تتغنى بماركات مسجلة لمنتوجات استهلاكية عالمية تذر الملايير على أصحاب ملكيتها الصناعية والتجارية وتجلب العملة الصعبة لبلدانها الأصلية، بدء بماركة "هاتف متنقل" و وسائط اتصال عديدة، وماركة ملابس مشهورة، وإشهار لـ "جزيزة سياحية بإسبانيا"، وماركة "بطاقة أداء بنكية عالمية"، وماركات أخرى متنوعة، والغريب أن الأغنية تتضمن عبارة "خليوني نحلم" أي "اتركوني أحلم"، وكأنه كان لابد من تقديم أغنية عن الحلم بـ "الاستهلاك المفرط"، من خلال امتلاك النقود بكثرة للتمتع بالسيارة ومنزل في "شارع ملوكي" حسب "ميساج" الأغنية، دوافع أساسية لإشهار هذه المنتوجات التي يتسابق النجوم محليا ودوليا لتقديم وصلة إشهارية عنها، والظفر بـ "المصاري" التي وصفت بها الأغنية النقود، بلكنة ولحن خليجيين.
يمكن اعتبار هذه الأغنية اختيارا غير صائب، لهذه المطربة المغربية المتألقة بشهادة نقاد كبار ومطربين كبار وإجماع الجمهور العربي والمغربي، إذ تمتلك كل مقومات النجاح الفني للتألق أكثر مع احترام جمهورها، إلا إذا كانت الشركة المنتجة للأغنية، قد أدخلت هذه الفنانة في سوق إشهار ماركات عالمية باتفاق مسبق أو بدون اتفاق، وبعلم شركات الماركات المذكورة في الأغنية، أو بدون علمها و طلب من منها واتفاق على المقابل أو بعيدا عن كل ذلك، وهي شركات تحصد "الملايير" محليا ودوليا وتلك قصة أخرى لن يكفي فيه وصف الأغنية بكل ما سبق ذكره.
ونختم كما يقول المغاربة عن الأحداث غير المُتوقعة "حلمة خايبة هادي خير وسلام .. يا لمياء الزايدي الفنانة واش فقتي ولا مازال !!؟؟ ".
