الأربعاء 1 مايو 2024
فن وثقافة

تفاصيل حصرية عن حريق عمارة أرشيف الإذاعة والتلفـزة المغربية

تفاصيل حصرية عن حريق عمارة أرشيف الإذاعة والتلفـزة المغربية

بعد مرور أكثر من شهرين على اندلاع حريق طفيف بها، شهدت عمارة تابعة لمقر الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية بالرباط، حريقا مهولا يوم أمس الخميس 14 أبريل الجاري على الساعة الحادية عشر والنصف ليلا، وقد تدخل رجال المطافئ بصعوبة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ولم يتم إخماد النيران إلى حين الساعة الخامسة صباحا من اليوم الجمعة 15 أبريل، وقد أتت النيران على أرشيف "أشرطة سمعية بصرية" مخزنة بمستودع العمارة، كما تمَّ فتح تحقيق لمعرفة ملابسات هذا الحريق، وأسبابه الرئيسية، مع ترجيح فرضية الالتماس الكهربائي كسبب في نشوب الحريق (حسب مصدر من داخل الشركة).

وقد صرح لـ "أنفاس بريس" مصدر من الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، أن العمارة التي وقع بها الحريق، تستغلها الإدارة عن طريق الكراء إذ تمَّ إلحاقها بمقر الشركة في سنة 2006 بعد تحوُّل "فيصل لعرايشي" من صفة (مدير عام)، إلى (الرئيس المدير العام للقطب العمومي)، وتشمل العمارة إضافة إلى المستودع، الطابق الأول الخاص بالبرمجة والـ PAD أي الشرائط أو الوسائل الجاهزة للبث التلفزي على مستوى المواد التلفزيونية، والطابق الثاني مخصص للإدارة العامة وبه قسم خاص بالنظم المعلوماتية، والطابق الثالث يتواجد به مكتب  وسكرتارية الرئيس المدير العام "فيصل لعرايشي"، وشرح مصدرنا أن المستودع الذي شب فيه الحريق، يحتوي على مخزن للتوثيق وكان قد تم تخصيص مكان داخله، لأرشيف عبارة عن "شرائط سمعية بصرية" خاصة ببرامج التلفزيون  وكانت تضمُّ (أفلاما وبرامج وثائقية وبرامج حوارية إلخ). وجوابا على سؤال الضرر الذي خلفه الحريق، أوضح - ذات المصدر - أن الحادث لم يخلف ضحايا من أطر وتقنيي الشركة الذين كانوا يتواجدون بالعمارة، كما أفاد أن الحريق ألحق ضررا كبيرا بالشرائط السمعية البصرية المُخزَّنة في المستودع، لكن يضيف المتحدث نفسه "من حسن الحظ أن هذا الأرشيف كان قد عرف بداية عملية الرقمنة"، أي أن عرف عملية التخزين أيضا بواسطة النظام الرقمي عن طريق (الكومبيوتر)، وشرح مصدرنا أن الحريق هو بمثابة إنذار  لإدارة الشركة، لكي يتم الاحتكام إلى عملية تخزين الأرشيف في أكثر من مكان واحد، كما يحدث عالميا في أغلب الشركات على مستوى الأرشيف خوفا من الزلازل والحرائق... وقد وجه مصدرنا نداء للمسؤولين لتخزين الأرشيف في مكانين متباعدين على الأقل، "واحد بالرباط آخر في الشمال أو الجنوب مثلا". وفي سؤالنا عن مسألة إسناد عملية الأرشيف لشركة مناولة، أجاب مصدرنا  أن قسم الأرشفة يعتمد على أطر الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، موضحا أن لهم تجربة كبيرة في المجال وأشار أيضا إلى التحاق أطر شابة يتماشى تكوينها مع مستجدات العصر على مستوى عمليات إنجاز الأرشيف الرقمي. وفي رده عن سؤال حجم الخسائر المادية للحريق، قال مصدرنا : "يصعبُ حاليا تحديد حجم هذه الخسائر مع استمرار عملية التحقيق واحتواء مخلفات النيران وضبط كل الأضرار التي همَّت المستودع".

ورجوعا لتفاصيل الحريق أوضح مصدرنا أنه خلال بداية اندلاع الحريق، انتبه رجال الأمن الخاص وأطر قسم الأخبار وموظفي المداومة، لرائحة الحريق إذ أحسوا بالاختناق، بحكم ما يخلفه احتراق بلاستيك الشرائط من دخان يقلل من نسبة الأكسجين، وأفاد المتحدث نفسه أن عناصر شركة الأمن الخاص قاموا بالإعلان عن حادث الحريق، فتمَّ الاتصال بمصلحة الوقاية المدنية، حيث حضر للمكان رجال المطافئ، لكن وجدوا أبواب المخزن والمكاتب مغلقة، واضطروا إلى هدم جدار وحفر حفر، للولوج داخل المستودع، وبعد الولوج لمكان الحريق شرع رجال المطافئ في مهمتهم، حيث استعانوا بسلسلة شاحنات إطفاء، حضرت بالتناوب لإخماد الحريق، وأمضت قرابة 6 ساعات من التدخل لاحتواء كل مخلفات الحريق.

ورجح مصدرنا فرضية تسبب التماس كهربائي في اندلاع الحريق، مستدلا على فرضيته بكون العمارة كانت تشهد انقطاعا متكررا للكهرباء. وكان الرئيس المدير العام "فيصل لعرايشي" حسب مصدر "أنفاس بريس" قد أعطي تعليمات لمواجهة هذا المشكل التقني، خصوصا حين كان الطابق الأول من العمارة يتعرض لمشكل انقطاع التيار الكهربائي مرات عديدة سابقة، هددت بضياع الملفات والبيانات المخزنة في حواسيب الأطر التقنية والإدارية المتواجدة بهذا الطابق. وكان "محمد الحضوري" يشغل مهمة المدير المركزي والمالي بالشركة، قبل التحاقه مؤخرا بمقر "تيكنو بوليس" بمدينة سلا الجديدة، مكلفا بمهمة إلى جانب المدير العام، وهي المهمة التي شغلها بعده "محمد عياد" على اعتبار أنه حاليا يشرف على مهام المدير العام المسؤول، وبذلك يكون الأخير هو المسؤول عن كل ما هو إداري ولوجيستيكي (التدبير اليومي)، في مهمة تتشابه مع مهمة "سليم الشيخ" مدير القناة الثانية "صورياد"، علما أن "فيصل لعرايشي" الرئيس المدير العام مسؤول عن السياسة العامة للقطب العمومي أي كل قنوات الشركة والقناة الثانية.