تعليمات صارمة، أعطيت لرؤساء المصالح والإدارات على صعيد جهة العيون الساقية الحمراء، بعدم مغادرة مراكزهم في الأيام المقبلة، فيما تزينت مدينة العيون وارتدت حلة من الأنوار والأعلام الوطنية.. والسبب هو ترقب الزيارة الملكية في شطرها الثاني، حيث عقد يحظيه بوشعاب، والي جهة العيون الساقية الحمراء، لقاءات مطولة يوم أمس الأحد 31 يناير، مع فعاليات المجتمع المدني، وشيوخ ومؤطري القبائل.

وحسب مصادر "أنفاس بريس"، فإن هذا اللقاء لم يخرج عن تثمين الزيارة الملكية في شطرها الأول بداية شهر نونبر الماضي، وما كشفت عنه من مشاريع اقتصادية واجتماعية وصحية بلغت في المجموع سقف 77 مليار درهم، وهو ما من شأنه أن يحدث إقلاعا تنمويا للجهات الصحراوية الثلاث. وأكد الوالي بوشعاب، على أن الشطر الثاني من الزيارة الملكية -دون أن يعطي موعدا زمنيا لها- سيكون من أجل التنزيل الميداني لهذه المشاريع، محفزا الحضور من أجل إنجاح هذه الزيارة المرتقبة.

وتعد جهة العيون الساقية الحمراء، مركز هذه المشاريع المعلنة ضمن النموذج التنموي الجديد في الأقاليم الجنوبية، من خلال مشروع القطب التقني فم الواد، وهو يرمي إلى خلق قطب حقيقي للتكوين والبحث والتنمية والابتكار التكنولوجي والثقافي، حيث سيمتد المشروع على مساحة 126 هكتارا، وسيشمل المراكز التالية: مركز البحث والتنمية والابتكار، المركز الأكاديمي للتعليم العالي، مركز سياحي وثقافي حديث ذي جاذبية، مركز لتقديم الخدمات للمقاولات، مركز وطني لتكنولوجيا الصيد، منطقة سكنية.

وحسب الورقة التقنية للمشروع، يرتقب أن يساهم في الاقلاع الاقتصادي والاجتماعي لجهة العيون الساقية الحمراء. وتحظى هذه الجهة بنصيب أكبر من حجم مشاريع النموذج التنموي، 2021-2016، فهناك 4 برامج جهوية للقرب، و6 برامج مهيكلة، يهم التصنيف الأول، برنامج لتطوير البنيات التحتية، وبرنامج الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، برنامج التأهيل البشري، برنامج البيئة والثقافة، فيما يشمل الصنف الثاني، مشروع فوسبوكراع لتثمين الفوسفاط على المستوى المحلي، تثمين الفلاحة بمنطقة بوجدور، مركز استشفائي جامعي بالعيون، القطب التقني بفم الواد، تطوير الطاقات المتجددة تنمية السياحة البيئية..

ومن حيث تمويل هذه المشاريع، تكشف الورقة التقنية نفسها، أن الاستثمار الإجمالي المشترك، سيبلغ 2،31 مليار درهم، تساهم فيه الجهة بـ 1،26 مليار درهم، أي بنسبة 54 في المائة.

وبهذا من المنتظر أن تصبح جهة العيون الساقية الحمراء، قطبا أكاديميا وصحيا ولوجيستيكيا ذي جاذبية قوية بالنسبة للمواطنين والمستثمرين، إلى جانب كونها ستكون في طليعة التثمين الثقافي.