الاثنين 6 مايو 2024
سياسة

الوزير التوفيق بصدد حقوق الأقليات غير المسلمة: العلماء هم المعنيون بتأويل النصوص فهما وحكما وسياقا

الوزير التوفيق بصدد حقوق الأقليات غير المسلمة: العلماء هم المعنيون بتأويل النصوص فهما وحكما وسياقا

إذا كان الشيخ عبد الله بن بية، رئيس منتدى تعزيز السلم بالمجتمعات المسلمة، قد ركز كلمته، بمناسبة المؤتمر المنعقد بمراكش منذ بداية الأسبوع، حول حقوق الأقليات غير المسلمة في الدول الإسلامية لورقة تأصيلية من أجل تحديد الإطار الشرعي للمؤتمر، معتبرا بأنه ينعقد في غمرة الارتباك والاشتباك لـ "إثبات براءة البريء من جريمة لم يرتكبها، هذا البريء هو الدين الإسلامي الذي استحق اسمه من جذر السلام"، فإن أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية تقدم بورقة تأطيرية للمؤتمر، أشار فيها بأن علماء الإسلام اهتموا بأسباب النزول لا بالنسبة لآيات الوحي فحسب، بل بالنسبة للوقائع الطارئة كذلك، ويقصدون بأسباب النزول الدواعي والموجبات أو -السياق الموضوعي- لوقوع أمر ما يسميه الفقهاء أحيانا بالنازلة. مضيفا أن الغرض من الاهتمام بأسباب النزول الحرص على الفهم والحرص على الإصابة في الحكم على ذلك الأمر الواقع، و-الفهم والإصابة- في الحكم لهما ارتباط وثيق بـ -السياق- ومن هذا المنطلق يقول التوفيق سمينا كلمتنا بالتأطيرية، واعتبر أن اللقاء يمكن تأطيره انطلاقا من ثلاثة سياقات متكاملة: سياق ديني، سياق تنظيمي وسياق سياسي.

وحول السياق الديني يرى التوفيق بأنه يوضح طبيعة العلاقة وخصوصية هذا اللقاء بين غيره من اللقاءات. ويستند هذا السياق إلى ثلاثة توجيهات في سنة الإسلام، توجيهات تحيل على نصوص من الحديث يعرفها المختصون وتتقرر بها ثلاث حقائق: إثبات الدين بالعلم، شرط العدل والاعتدال في المرجعية الدينية، قيام الدين على وجوب النصيحة للحكام من جهة ولعامة الناس من جهة ثانية.

وأضاف وزير الأوقاف أنه من هذه التوجيهات يتبين أن العلماء هم المعنيون بتأويل النصوص لأن النصوص التي يتبعها المتدينون يمكن أن تستعمل إما في إقرار الحقوق أو في عكس ذلك من هضمها، بل قد تستعمل حتى في ارتكاب جرائم باسم الدين، وهي ضد الدين.. والسبب في تحريف نصوص الدين كما هو مقرر في التراث.

وذكر الوزير التوفيق بأنه كما اهتم العلماء بأسباب النزول، اهتموا كذلك بتصحيح الأخبار ووضع شروط الثقة بالرواة. وتكتسي هذه المسألة أهمية خاصة في عصرنا، عصر الأساليب المتعددة لاستعمال تكنولوجيا التواصل، حيث يتأتى ويتم استقطاب الانتحاريين من الشباب المتحمسين للدين من طرف أشخاص جهلة منتحلين لصفة العلماء. وذكر التوفيق بأنه من الطريف أن الفقيه المناوي، وهو عالم مصري من القرن السابع عشر، علق على شرح الحديث المتعلق  بـ "الانتحال"، مستشهدا بالإنجيل الذي يقول في مثل هذه الحالة: وهل يستطيع الأعمى أن يقود أعمى.. أليس يقعان كلاهما في البئر؟