Sunday 18 May 2025
سياسة

المصطفى المتوكل الساحلي : السنة المنفرطة تمتد اكراهاتها و اشكالياتها للسنة الجديدة

المصطفى المتوكل الساحلي : السنة المنفرطة تمتد اكراهاتها و اشكالياتها للسنة الجديدة

وجهت "أنفاس بريس" سؤالا لمجموعة من الفعاليات المدنية والسياسية والنقابية والحقوقية والاجتماعية والثقافية يتمحور أساسا حول تقييم السنة التي تودعها الإنسانية جمعاء، سنة 2015 الضاجة بالأحداث والتحديات والإكراهات والمآسي الاجتماعية.

تفصلنا سويعات قليلة على توديع سنة 2015، حيث اخترنا أن نقدم لقراء " أنفاس بريس " تقييم الفاعل السياسي والمدني والمتمكن من الحقل الديني سليل أسرة سوس العالمة الأستاذ المصطفى المتوكل الساحلي الذي تناول السنة الفارطة 2015 بمقياس التحليل العلمي العميق ليخلص إلى نتائج غير مرضية للوطن والمواطنين عامة على مستوى قرارات حكومة بن كيران .

سنة 2015 أصبحت في حكم الماضي وامتلكها التاريخ امتلاكا لاشك فيه .... فالعودة الى الوراء لاتكون الا لتجديد فهم ما جرى وحصل بصيغة المفرد والجمع وبصيغة الرسمي والشعبي وبكل الصيغ ، فقد لاترى بشكل جيد كل الأحداث وتفاصيلها وهي تولد وتتوالد ونحن في صلب ووسط امواجها وحركاتها وتقلباته ، وقد لا ندرك المآلات والمسارات . أهي ستكون وفق المفترض والمتوقع ام عكس ذلك تماما ؟

ففي اطار الرؤية الموضوعية باعتماد قوانين النسبية والتقابل بين الإيجاب والسلب والأضداد واعتبارا إلى ان سنة 2015 جمعت أحداثها ووثقت بالصوت والصورة والكتابة بغض النظر عن معيار الصحة والبطلان فإنناأصبحنا الى حد ما قادرين على قراءة شريط كل أيام وأسابيع واشهر السنة واستخلاص ما يمكن ان يصل إليه فهمنا المتواضع للأمور التي ليست بالبساطة التي قد نظن ، كما أنها ليست مجتازة من مجهول او أنها لا مرجعية لها ليس فقط السنة التي انصرمت بل في علاقة بما قبلها من السنوات ، كما ان السنة المنتهية لاشك أن ما وقع فيها بفعل الإنسان وسياساته ستكون لها انعكاسات وتأثيرات على المقبل من الأيام والسنوات،و لفهم المحصلة العامة للسنة المنتهية سأضرب لها مثلا تقريبيا اذ هي كالذي يركب القطار وهو جالس في الاتجاه المعاكس لسيره أو كمن يركب الدابة الجامحة بالمقلوب ،فظاهريا هناك حركية ، لكن في نفس الوقت هناك تراجعات أكبر وأخطر في علاقة بضرب المكتسبات التي تحققت في عقود بالتضحيات والنضالات ، وهناك فهم نخبوي ضيق لتمرير ما يسمى إصلاحات تغلق في الواقع الكثير من الأبواب التي كانت ملاذا للشغل بالقطاع العام بمبرر دمقرطة الولوج ؟؟ والحق ان الهدف الرئيسي هو التقليص الممنهج والكبير للتشغيل والمزيد من تعقيد منظومة توازن صناديق التقاعد ، وتعامل مظلمة آفاقه مع التضخم الكبير في بطالة الجامعيين مما يفقد المنظومة التعليمية قيمتها ودورها في التنمية والاندماج في الدينامية الاقتصادية لرجال ونساء مغرب الغد ، كما يطال شبح البطالة بكل أنواعها العامة من الشعب بمافيهم الذين لايملكون أي عمل قار يحقق قوت يومهم أي " البطالة المقنعة" .

وهنا بطبيعة الحال يجب ان نستحضر العالم القروي والمناطق الفقيرة والمنعزلة،والأجوبة على حصيلة السنة سنجدها عند الشباب المغربي وخريجي الجامعات والطلبة الاساتذة أيضا سنجدها عند الموظفين والشغيلة بالوظيفة العمومية وما يعانونه من مشاكل طالت مكتسباتهم وتنتزع حقوقهم بالتدريج وسنجدهاعند الحقوقيين الذي يسجلون تراجعات كثيرة همت عدة مجالات تشمل العديد من فئات المجتمع ذكورا وإناثا ، كما سنجدها عند المرأة التي تتعرض للمضايقات المعنوية والقدحية بأغلفة " متنوعة ؟" سياسوية يسعى بعضها الى فرض الوصاية والحجر عليها ، سنجدها عند ساكنة العالم القروي وخصوصا المناطق المعزولة او ذات الطبيعة الجبلية والصحراوية والبورية ، سنجدها في انتشار خطاب التطرف والتشدد الذي لم يعد حكرا على الجماعات التي تصنف بالمتشددة ، بل أصبح يسجل حتى عند البعض من المحسوبين على  المؤسسات والمشاركين في تدبير الشؤون العامة ومنها الحقل الديني.الأجوبة نجدها في التقارير الرسمية لبعض المؤسسات الرسمية غير الحكومية مثل المندوبية السامية للتخطيط وبنك المغرب والمجلس الاقتصادي والاجتماعي ، نعمالأجوبة نجدها كذلك في التقارير العلمية الاقتصادية الوطنية والدولية التي تشخص الاوضاع العامةونجمل الأمر أن كل تلك الجهات التي تمتلك الأجوبة الحقيقية وتعيشها يوميا بمعاناتها وتضحياتها وآلامها ، والتي أشرنا الى البعض منها أعلاه هي التي على صواب ، أما ما يصرح به بعض "المسؤولين " بأن هناك منجزات وأوراش فذلك أمر لاينازعهم فيه احد ،  بل نقول لهم فقط أن السرعة التي يتحرك بها القطار والذي هو الواقع الاجتماعي والاوضاع العامة يجعل الذي يتتبع التصريحات الرسمية كالجالس في الاتجاه المعاكس لسير القطار ، فما يرمى من النافذة أو ما يعلن عنه بمذياع القطار ليراه الناس لايراه أغلبهم ولا يدركوه ولا يشعرون به ولا يستفيدون منه ولا يؤثر ايجابا على اوضاعهم ، إضافة الى أن كل من أصر على تركيز النظر لرؤية ما يقع ويمور على جنبات القطار السريع فسيصاب بالدوار والاضطراب .

إن القطار هو عربة ركوب وخذمة الوطن، والركاب هم الشعب والسواق هم الحكومة والوطن هو الأرض التي يتحرك فوقها الجميع و هي ملاذ وواقع الشعب في علاقة بحاجياته ومستويات عيشه وما وصلت اليه الأمم المتحضرة ، فأين نحن من حاجياتنا الدنيا وأين نحن تجاه سرعة الدول والمجتمعات المتقدمة ؟ وهل المحطات التي نتوقف عندها تكون في مستوى التطلعات والانتظارات ؟ وأختم بالقول أن السنة المقبلة ستكون غنية بظهور الآثار السلبية المباشرة وغير المباشرة لسياسات اعتمدت في السنة المنتهية والتي ستشهد المزيد من إثقال كاهل الشعب وإضعاف الطبقة المتوسط ، بل لا قدر الله التراجع عن العديد من المكتسبات والمساس بالعديد من الحقوق ومن ثم الدخول في متاهات الأزمة العميقة والمهيكلة والتي ستتطلب تضحيات لاقبل للجميع بها ...نسال الله اللطف.