الأحد 5 مايو 2024
خارج الحدود

الكلاب أيضا تطلق الرصاص، أو حين تقتل الصدفة الإنسان بأمريكا...

الكلاب أيضا تطلق الرصاص، أو حين تقتل الصدفة الإنسان بأمريكا...

منذ سنة 2004 إلى الآن أطلق 10 كلاب النار على أشخاص بالولايات المتحدة الأمريكية. خبر سخيف ربما؟ بيد أنه حقيقة..، فالسلاح بات يبدو، تدريجيا، ومع مرور الوقت، شيئا عاديا في تركيب الميزانيات الأمريكية، إلى درجة أصبح معها بإمكان حيوانات وأطفال الضغط على الزناد، كما ورد في مقال نشرته مجلة "شبيغل أونلاين" الألمانية..

يوم الثلاثاء قبل الماضي خرج إلى العلن خبر إطلاق كلب من فصيلة لابرادور اسمه "تريغر" (وتعني في الألمانية أيضا زناد) النار على سيدته أثناء رحلة لصيد البط. بعد ذلك، وفي اليوم الموالي، نشرت "الواشنطن بوست" خبرا يقول إن مجموع الكلاب التي كانت وراء عملية إطلاق النار على أصحابها منذ سنة 2004 بلغ عشرة، وهي الحالات التي عرفت الطريق إلى وسائل الإعلام المحلية..

قد تنتاب المرء رغبة في الاسترسال في موجة من الضحك، وقد يرغب المرء ربما في قول، إنه يجب على "منظمة رايفل" (جمعية وطنية أمريكية تعنى بالسلاح) أن تطالب بتسليح القطط كي تدافع عن نفسها في مواجهة الكلاب الشرسة، وبعد ذلك يأتي دور الطيور والأسماك، إنها تبدو أيضا فكرة في "سلسة قصة مغامرة مصورة: "الكلب الذي يوجه فوهة المسدس نحو سيده"...

يبقى الضحك متوقفا في الحلق، حين يبدو واضحا أن ليس الكلاب هي من ضغط على الزناد، ولكنها الصدفة والإهمال، مثل ما حصل مع الطفل ذو ثلاث سنوات، الذي وجه في أبريل الماضي طلقة نار في اتجاه رأس أخيه لا يتجاوز عمره العام الواحد، لأن مسدسا كان مرميا هكذا في البيت، أو الطفل ذو سنتين، الذي أخد في غفلة سلاحا ناريا من داخل حقيبة يدوية لوالدته في أحد المراكز التجارية، ليطلق عليها النار ويرديها قتيلة..

لا يمكن تصور ما سيكون عليه أطفال، وكيف سيشعرون حين يصل إلى علمهم فيما بعد أن الواحد منهم تسبب في مقتل والدته أو أودى بحياة أخ له. وحين تجعل الصدفة الوصول إلى "الزناد" أمرا سهلا، إلى درجة يجد فيها أطفال وكلاب فرصة للضغط عليه عن غير عمد وإطلاق النار، فإن السلاح يكون والحال هاته قد صار في حكم العادي والمبتذل، وهذا جنون..

ومع هذه الحوادث الجانبية يتحول الافتتان الأمريكي بالسلاح نهاية إلى "كوميديا تراجيدية"، ليس لنا سوى إمكانية تتبعها في حيرة، لحسن الحظ من هنا على هذه الضفة الأخرى للمحيط الأطلسي..