الاثنين 6 مايو 2024
سياسة

الشبيبة الاتحادية..مجرد درع لحماية الديكتاتور في معركته ضد النظام

الشبيبة الاتحادية..مجرد درع لحماية الديكتاتور في معركته ضد النظام

منذ تأسيس منظمة الشبيبة الاتحادية وهي تتأرجح  بين الانجازات والانكسارات ،بين النجاح والفشل،بين التأثير والخنوع..ولكن ما أنا متأكد منه هو أن الشبيبة الاتحادية اليوم لا تربطها أية صلة بشبيبة عمر بن جلون ومحمد كرينة ولا شبيبة عبدالهادي خيرات، لا تربطها أية صلة بتلك الشبيبة التي خاضت الإضرابات وقامت بالاعتصامات من أجل تحرير الرموز ،وتمكنت من إجبار الدولة على خفض سن التصويت ليضل مؤخرا إلى 18 سنة..وطبعا لا صلة لها بشبيبة نظمت أكبر مهرجان شبابي في تاريخ المغرب بالدار البيضاء 1997 "الديمقراطية مستقبلنا"..الشبيبة الاتحادية اليوم تجردت من كل شيء ماعدا اسمها !

كتبت قبل أشهر ن الآن مقالا حول انبعاث الشبيبة الاتحادية من مرقدها باتخاذها بعض القرارات التنظيمية الجريئة والتي يرفضها المكتب السياسي للحزب، لكني أدركت لاحقا أني كنت واهما بعدما تراجع  المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية عن هذه القرارات وعاد ليختبئ تحت جلباب إدريس لشكر،وهو ما يؤكد غياب قيادة شبابية قادرة على المبادرة والإبداع المستقل،وهنا أعيد كلاما قلته سابقا،كون هذا الغياب هو بالحقيقة تغييب ممنهج من طرف القيادة الحزبية والذي فرضته على مدى سنوات،بدأته منذ المؤتمر الوطني السادس حينما حددت سن الشاب الاتحادي في 30 سنة بدل 40 سنة،وكان الهدف هو إفراغ الشبيبة من أطر مكونة فكريا وسياسيا بحكم أن الشاب المغربي يتكون سياسيا بطريقة بطيئة لغياب التأطير السياسي اللازم،وبسبب الوسائل المعرفية التقليدية والمقررات التعليمية التي تكاد تخلو من الدروس والبرامج السياسية...هذا وقد عملت القيادة الحزبية على تكريس هذا التغييب الممنهج خلال المؤتمر الوطني الثامن بالإشراف على اختيار قيادات شبيبية مقربة منها وأحيانا ضعيفة تكوينيا وتفتقد لكاريزما سياسية تستطيع أن تقرر وتحدد مصيرها بعيدا عن أوامر الكاتب الأول للحزب..الأمر الذي حول الشبيبة إلى مجرد درع لحماية الديكتاتور في خوضه لمعركته الحاسمة من أجل البقاء على رأس الاتحاد الاشتراكي بعدما تعالت أصوات من داخل الحزب تدعوه لتقديم استقالته في ظل حصد نتائج مخيبة خلال الانتخابات الجماعية والجهوية الأخيرة..

فالزعيم الدكتاتور ولتحويل الأنظار عنه وعن فشله، دفع بشبيبته لقلب العاصفة في معركة معارضة النظام،وهو ما اتضح من خلال البيان الأخير الذي أصدرته الشبيبة الاتحادية الأحد الماضي وجاء فيه :"..الوضع الداخلي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية شأن يخص الاتحاديات والاتحاديين وهو ليس في حاجة إلى تلقي الدروس من أي أحد مهما كانت مكانته وسلطته في هذا البلد.."وهو ما يفهم منه أنه رد على ما جاء في الخطاب الملكي الأخير عندما قال :"..إننا نرفض البكاء على الأطلال ،كما نرفض الاتهامات الباطلة الوجهة للسلطات المختصة بتنظيم الانتخابات  ،فالضمانات التي تم توفيرها تضاهي مثيلاتها في أكبر الديمقراطيات عبر العالم،ب إنها لا توجد إلا في قليل من الدول.." وهو الكلام الذي قال محللون أنه موجه بالأساس لحزبي الاتحاد الاشتراكي والاستقلال.

البيان أيضا حمل نظام الحسن الثاني مسؤولية اختطاف واغتيال المهدي بنبركة وطالب بمحاسبة المتورطين في هذه الجريمة..فضلا عن عدة نقط أخرى تضمنها البيان وكلها يفهم منها أن الشبيبة الاتحادية صعدت من لهجتها ضد النظام التي هي في الحقيقة لهجة إدريس لشكر ،فهو المخطط والمصمم، لأن حربه  من أجل البقاء لا بد لها من درع بشري وليس هناك من هو أجدر بلعب هذا الدور غير شبيبته!!والدليل على كلامنا هذا هو أن مجموعة من أعضاء المكتب الوطني للشبيبة رفضوا ما جاء بالبيان وخرجوا عبر قنوات التواصل الاجتماعي يعلنون براءتهم من كل ما احتواه ، مؤكدين أنه لا يمثلهم، وهو ما ينذر بانشقاق محتمل داخل المكتب الوطني.