الأحد 19 مايو 2024
فن وثقافة

المخرج فوزي بنسعيدي يُغني : المسرح والسينما لا علاقة !!

 
 
المخرج فوزي بنسعيدي يُغني : المسرح والسينما لا علاقة !!

العهدة على المخرج "اسماعيل لعوج" الذي عمَّمَ في صفحته على الفايسبوك، فقرة يوضح فيها أنه حزَّ في نفسه واستفزه تصريح جاء على لسان المخرج السينمائي "فوزي بنسعيدي" في ندوة محورها علاقة السينما بالمسرح، برسم مهرجان طنجة الدولي للمسرح نسخة 2015. حسب "اسماعيل لعوج" قال "بنسعيدي" في الندوة المذكورة : السينما هي أبعد الفنون عن المسرح.

أضاف "اسماعيل لعوج" أن "بنسعيدي"  أزاح غطاء الأبوة عن ابن شرعي للمسرح، منذ أريد من قرن من الزمن. "هذا أمر خطير و لا تتفق معه جميع الدراسات التي أجريت في موضوع علاقة السينما بالمسرح " - يُضيف "اسماعيل لعوج".  "هذا ليس بأسلوب من مبدع خبر المسرح و رمى به في حضن السينما مع احترامي لرأيه، لكنه رأي يُناقش لأنه صدر من تدخل بندوة ثقافية في محفل رسمي أهان بها المسرح و السينما معا" - حسب التدوينة التي انتقد فيها بشدة رأي "بنسعيدي" بخصوص علاقة المسرح بالسينما-.

لا يتناطح كبشان حول أن رأي "فوزي بن سعيدي"، لن يروق العديد من المسرحيين المغاربة وغيرهم، الذين دائما يقولون " المسرح هو أب الفنون"، على اعتبار أنه أقدم من السينما كما أن المسرحيين غالبا ما يقارعون السينما بكونهم يمارسون عملا فنيا متكاملا في مواجهة مباشرة مع الجمهور دون "قطع" أو إعادة المشاهد واللقطات كما يحدث أمام كاميرا السينما والتلفزيون،  فغالبا ما تسمع المخرج السينمائي يصيح في بلاطو التصوير أثناء عدم اقتناعه بمصداقية اللقطات : couper  بمعنى "قطع" ووقف التصوير، لإعادة تشخيص المشاهد وتأمينها داخل الكاسيط :

وقد يُعاد نفس المشهد أكثر من ثلاث مرات، Deuxième prise/ troisième prise etc.، خلال عدم تناغم  اللقطات وبرودتها، أو بهدف تنويع زويا الكاميرا للاستعانة بذلك في توظيب ومونتاج المشاهد في المرحلة المخبرية.

الجدال حول علاقة السينما بالمسرح ليس وليد اليوم، بل يمتد إلى بداية الفن السابع في غزو الساحة الفنية، مع الإبهار الذي أتت به السينما، وجاء في مقال لكاتبه - محمود الزواوي  - بجريدة الرأي الأردنية أن العلاقة بين السينما والمسرح في الولايات المتحدة الأمريكية، لم تكن دائما علاقة ودية، إذ من المعروف أن هوليود وَجَدَتْ في مسارح برودواي بنيويورك على مر السنين مصدرا لا ينضب من الطاقات الفنية من كتاب ومخرجين وملحنين ومؤلفين موسيقيين على وجه الخصوص، وشمل ذلك أيضا جميع القطاعات الفنية. وتشير الدراسات المعنية بالموضوع أن  السينما واجهها في بدايتها عداء كبير من طرف المسرح، كما استصغرها ورفضها المسرحيون، قبل أن تتحول العلاقة إلى تآلف متبادل، ويضيف "محمود الزواوي" في مقاله أن ممثلي المسرح ببلد "العام سام"، كانوا ينظرون إلى السينما نظرة استعلاء وازدراء خلال العشرين سنة الأولى من انطلاقها، كما حاربوها واعتبروها فنا سطحيا، ورفضوا العمل فيها، لكن كان ممثلو المسرح الذين سدت سبل العيش أمامهم يضطرون للعمل في السينما بسببالحاجة للمال، وظلوا يفعلون ذلك بعيدا عن عيون زملائهم المسرحيين، متمنين أن لا يرونهم على الشاشة الكبرى، وكانوا لا يشاهدونهم فعلا في الإنتاجات السينمائية لأن المسرحيين اعتبروا في تلك الفترة أن الذهاب إلى دور السينما وصمة عار. يورد كاتب المقال المذكور حكاية المخرج "ديفيد وارك جريفيث" الملقب بمؤسس السينما الأميركية، الذي بدأ حياته الفنية كمؤلف وممثل مسرحي. هذا المخرج كان يحتقر السينما والعمل فيها كسائر الممثلين في أوائل القرن الماضي. وبعد أن عجز عن تسويق مسرحية من مسرحياته، قام بتعديلها إلى سيناريو سينمائي واقترحها على "شركة إديسون السينمائية"، التي عرضتها لكن بشرط مشاركة "جريفيث" فيها كممثل سينمائي بعد تحويل المسرحية لعمل خرج من رحم أب الفنون ليتم إنجازه وتصنيفه في خانة الفن السابع، فكان أن قبل ذلك وغير اسمه إلى  "لورنس"، على أمل الرجوع بعد ذلك لركح مسارح برودواي باسمه الحقيقي. إلا أنه واصل عمله كممثل سينمائي في شركة "بيوجراف السينمائية" قبل أن تعرض عليه في العام 1908 العمل كمخرج للأفلام السينمائية، وتحول في السنوات اللاحقة إلى أشهر مخرجي عصره - يضيف محمود الزواوي- في مقاله الذي عنونه بـ : (العلاقة بين المسرح والسينما.. عداء ومحبة).