الجمعة 3 مايو 2024
خارج الحدود

فاجعة منى: من سيحاسب السلطات السعودية على تقصيرها في تأمين أرواح الحجاج؟

فاجعة منى: من سيحاسب السلطات السعودية على تقصيرها في تأمين أرواح الحجاج؟

بتاريخ 12 شتنبر 2015 نشرنا مقالا عقب مجزرة "رافعة الحرم المكي " التي أودت بحياة أزيد من 100 حاج، تسائلنا فيه عن التقصير الفظيع للسلطات السعودية في تأمين سلامة الحجاج على مستوى الحق في الحياة أوالحق في أداء الشعائر الدينية في أمان. والمؤسف أن الوقائع ما فتئت تزكي صلابة موقفنا. إذ توالت الكوارث بالحج: من حريق في الفندق الذي كاد أن يودي بحياة 1200 حاج، إلى انهيار التربة بجبل أدى إلى مقتل شخصين، إلى الفاجعة الكبرى التي وقعت اليوم 24 شتنبر 2015، أثناء التدافع في منى وما تلا ذلك من مقتل أزيد من 310 حاج (والحصيلة مرشحة للارتفاع). ورغم هذه المجازر لم نسمع صوتا في صفوف "الأمة الاسلامية" يطالب بمحاسبة السلطات السعودية على هذا التقصير في تنظيم وتوفير الظروف الملاءمة لممارسة المناسك، علما أنها تجني الملايير كمداخيل الحج. "أنفاس بريس" تعيد اليوم نشر المقال المذكور عسى أن تنهض الهمم لتسليط كشافات الضوء على هذه الفظاعات التي تقع في كل موسم حج بالسعودية:

حين تنظم منافسات رياضية في رولان غاروس تتم إزالة كل مظاهر الأشغال بالأوراش تحسبا لكل ما من شأنه أن يهدد أرواح المتفرجين.

إذا كانت هذه قاعدة بديهية يعمل بها في كل المناسبات التي تعرف استقطاب الجمهور في اللقاءات الرياضية، فما الذي أدى إلى خلق الغباء لدى المسؤولين بالسعودية الساهرين على توسعة الحرم المكي والذين سمحوا للحجاج بالصلاة في أماكن الورش من جهة؟ والسماح ببقاء معدات الورش من جهة ثانية، علما أن الحج يعرف توافد أزيد من 3 ملايين مسلم من داخل السعودية ومن مختلف بقاع العالم؟

ففي كل سنة تقع مجزرة بالحج بسسب التقصير في التنظيم، وبدل أن تنهض الهمم في العالم الإسلامي محتجة ومستنكرة مايقع يتم تسريب التخدير للمسلمين بأن ماحدث هو "قضاء وقدر"، ولم نسمع يوما ما أن منظمة مدنية أو دولة قالت :"اللهم إن هذا لمنكر".

فهل  يفسر الصمت بالخوف من الحرمان من المساعدات التي تمنحها المؤسسات السعودية؟ كيف للسعودية التي تجني الملايير من عائدات الحج وتفشل في تنظيم وتأمين موسم الحج وحماية أرواح الحجاج؟

فمن قبل تم فرض كوطا على كل دولة إسلامية بخصوص عدد الحجاج الذين يحق لهم أداء أهم فريضة في الإسلام (الحج) بدعوى أن السعودية تخاف من الإرهاب ولاقبل لها على استقبال هذه التدفقات الهائلة. ومع ذلك ابتلع المسلمون هذه الإهانة  رغم ماخلقته من مشاكل في عدة دول بسبب قلة المقاعد المخصصة لها (مثلا المغرب له حصة 30 ألف حاج فقط في السنة) مما يولد القلاقل والإحباط لدى المواطنين الذين لاتكون القرعة من نصيبهم. واليوم تضطر الدول ليس للاستعداد لاستقبال حجاجها فقط،بل تضطر إلى توسيع المقابر عقب كل موسم حج لدفن مواطنيها الذين يلقون حتفهم بالسعودية التي عجزت عن تأمين جيد وعن اتخاذ الاحتياطات الاحترازية ليمر موسم الحج بسلام.

إن أقل شئ يمكن فعله هو أن تعلن السعودية عن تقديم المسؤولين عن مجزرة رافعة الحرم المكي إلى القضاء. أما مطلب خلق هيأة إسلامية مستقلة تتولى الإشراف على مراسيم الحج وتجريد السعودية من هذا الامتياز فسيبقى فى حكم المطالب المؤجلة إلى حين أن ينضج العقل الإسلامي وتتحرر الدول والمنظمات من بطش الحاجة إلى المساعدات الإحسانية وبالتالي التحرر من الهيمنة السعودية.

رحم الله الحجاج الذين قتلوا بالحرم المكي و" اللهه ياخذ الحق في الذين كانوا السبب في هذه الجريمة".