اللهم لا نسألك رد القضاء، ولكن نسألك اللطف فيه. خير ما يمكن التعليق به على ما حملته لنا الأيام الأخيرة من أخبار لا تسر عن بعض فنانينا. إذ وبعد الصدمة االمفزعة التي تلقاها المغاربة الأسبوع الماضي بخصوص إصابة الفنان الشاب حاتم إيدار بمرض السرطان في كف يده، وتعرض الممثلة سعاد العلوي، قبل يومين، لاعتداء من مجهولين في واضحة النهار كلفها رضوضا على مستوى ركبتها وكتفها، إلى جانب سلب بعض ممتلكاتها. ها هي الممثلة أمينة بركات تطل علينا بنبإ لا يقل تأثيرا في النفس، عقب أن اضطرت إلى حمل "الجبص" بذراعها الأيسر جراء سقوط مفاجئ بإحدى حفر شوارع مدينة الدار البيضاء، لما كانت في طريقها إلى فرع النقابة الوطنية لمحترفي المسرح لأمر إداري يهمها. وبعيدا عن إثارة مشاكل الحفر وما تجره على مواطني البلد بمختلف مدنه من أضرار على خلفية إهمال واجب الإشارة إليها، وذلك أضعف الإيمان، فإن الممثلة بركات تجد نفسها هذه الأيام في موقف لا تحسد عليه، ليس ما تقاسيه من نبعات الكسر فحسب، وإنما نتيجة خيبة الأمل التي أصابتها نتيجة تضاؤل نسبة إمكانية الإلتزام بما تضمنه العقد الذي وقعت عليه في وقت سابق والقاضي بأداء دور أحد الأعمال الفنية، الذي عبارة عن فيلم قصير، على أساس أن تبدأ في عملية التصوير خلال الأيام القليلة القادمة. الأمر الذي صار معه من المرجح أن يفوت عليها الفرصة التي نادرا ما تأتي.
ولعل من مكر الصدف، أنه وفي ظل معاناة العديد من الفنانين قلة العروض المقدمة إليهم، مقابل احتكار أسماء أخرى للساحة سواء التلفزيونية أو السينمائية، تحول ظروف خارجية وقوى قاهرة دون استفادتهم من تلك النثرات التي يسوقها القدر لهم من حين لآخر، وكأن هذه الطينة من الممثلين يصدق عليها مثل: "ملي احتجتك يا وجهي قمشوك المشاش".
