الجمعة 19 إبريل 2024
سياسة

محمد عبد الوهاب رفيقي (أبو حفص): أنا مع الإعراض والتجاهل لكل ما تنشره مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية

محمد عبد الوهاب رفيقي (أبو حفص): أنا مع الإعراض والتجاهل لكل ما تنشره مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية

في هذا الحوار الذي أجراه موقع "أنفاس بريس" مع عبد الوهاب رفيقي (أبو حفص)، يتحدث الداعية الإسلامي، عن إصرار مجلة "شارلي إيبدو"، الفرنسية، من خلال عددها الأخير عن استمرار الإساءة للدين الإسلامي ومقدساته، وكيف أن للعلماء دور كبير في إشاعة السلم والأمن عن طريق الحوار مع المخالفين..

* صدر العدد الأخير من مجلة "شارلي ايبدو " الفرنسية، وهو يتضمن  صورا كاريكاتيرية عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم، كيف ترى هذا الإصرار على الإساءة لمقدسات الدين الإسلامي، وهل هو محاولة لاستفزاز آخر؟ أم أن الأمر يندرج ضمن حرية التعبير؟

- حرية التعبير ليست مطلقة عند كل أمم الأرض، وفي كل الأعراف والقوانين، حتى في فرنسا، حوكم عدد من الأشخاص بتهمة نفي المحرقة أو حتى التشكيك فيها، الحرية لا تبقى حرية حين تمس الآخر، والطعن في الأنبياء مس بالآخر، لأن مئات الملايين يحبون هؤلاء الرموز أكثر من أنفسهم.

* شارلي إيبدو مجلة ملحدة، لا تعترف برب في السماء ولا نبي في الأرض، فليس غريبا منها ولا ببعيد عنها أن تسيء للذات الإلهية ولا للأنبياء المكرمين والرسل المصطفين..

- رغم إدانتنا للإرهاب، وبكل قوة، ورفضنا التعامل مع الموضوع بمنطق العنف والقتل إلا أن مثل هذه التصرفات هي من يغذي التطرف ويعطي لمعتنقيه مبررا وحجة. فرنسا عليها أن تخوض هذا النقاش وأن تكون موضوعية ومنصفة فمن حق المسلمين الذين تضامنوا مع قتلاها أن تحترم مقدساتهم. بعد فوات الفاجعة التي نددنا بها جميعا.. على فرنسا أن تبحث عن أسباب بروز التطرف والإرهاب عند من ازداد في أراضيها، وتربى عندها وعاش في كنفها، ودرس في مدارسها.. هذا استفزاز غير مقبول مرة أخرى، والمطلوب تجنب كل ما يمكن أن يشحن النفوس ويوتر السلم الاجتماعي خاصة في الدول التي تتعدد فيها الأديان والأعراق..

* لكن ألا ترى أنه بمثل تصرفات البعض في رد فعل قوي ضد هذه الرسومات أن يجعل من إصرار المسيئين للدين الإسلامي يزداد؟

- أنا كان رأيي من الأول الإعراض عن مثل هذا الموضوع، وعدم الاهتمام به لأن ذلك يزيده انتشارا واتساعا.. العدد الأخير لـ"شارلي ايبدو" فاقت عدد نسخه المطبوعة لأول مرة في تاريخ هذه المجلة الفرنسية 3 ملايين نسخة، وهذه هدية من التطرف للمجلة لهذا أنا لست مع أي رد فعل، أنا مع التجاهل التام واللامبالاة.

بغض النظر عن الإعراض والتجاهل، أي دور تراه لمؤسسات المسلمين في أوربا ومراكز الفكر المنتشرة هناك؟ ثم أي دور للعلماء بشكل شخصي أو منظم في صد هؤلاء عن الاستمرار في الإساءة للمقدسات الإسلامية؟

- للعلماء ومؤسساتهم في الغرب، دور كبير جدا في تعريف الناس بالإسلام وبالرحمة التي جاء بها العالم، لها دور في إزالة كل ما يشوش على صورة الإسلام النقية، والتصدي لكل محاولات التشويه، دورها التعريف برسالة الإسلام الخالدة ومبادئ الاسلام وقيمه، وتحسيس المجتمعات الغربية بقيمة النبي عند المسلمين ومدى ما يمكن أن يترتب على عدم احترام مشاعرهم..

* في هذا اليوم تم الإعلان عن تأسيس فرع لمنظمة "بيغيدا" الألمانية في إسبانيا بعد النمسا والسويد.. وهي منظمة تعلن عداءها للإسلام، تحت شعار "مكافحة أسلمة الغرب"، هل تعتقد أنها حرب دينية قائمة في الغرب؟

- كما عند المسلمين متطرفين ففي الغرب متطرفون أيضا؛ لا يجب علينا أن ننساق خلف هذا الطرح بقدر ما يجب أن نتعاون على إشاعة السلم الاجتماعي و إقناع الجميع برفض التطرف من الجهتين..

* في الوقت الذي استنفرت فيه أحزابنا اليسارية والإسلامية، كل جهدها في التنديد بجريمة "شارلي إيبدو"، يلاحظ اليوم استنكافها عن التنديد بهذا الإصرار على الإساءة للدين الإسلامي، لماذا في نظرك؟

- هذا أمر مفهوم بسبب الزخم الاعلامي الذي رافق جريمة "شارلي إيبدو"، والضغط الذي حصل بسبب اتهام مسلمين بتنفيذ العملية، إلا أن الموقف الذي يجب أن يركز عليه الجميع هو إدانة الأمرين معا..